تنشر وسائل الاعلام المختلفة بين فترة و اخرى اخباراً بشأن قيام قوات مكافحة الارهاب التابع لمجلس أمن اقليم كوردستان بعمليات مشتركة مع القوات الامريكية المتمركزة في العراق استناداً الى بيانات صادرة من الاطراف المعنية داخل عمق الاراضي التي تسيطر عليها الجماعة الارهابية (داعش) سواء في كركوك أو الموصل أو الانبار و تأتي بثمارها بقتل قيادات هذه الجماعة او الافراج عن المحجوزين لديها من فئات مختلفة و هذا مايتم الاعلان عنها ناهيك عن المستور منها التي تبقى طي الكتمان و نشرها مرهون بمرور الزمن الكفيل بنشرها للأجيال القادمة و ان هذه العمليات تخلف وراءها خوفاً و ذعراً في صفوف هذا العدو الذي أرهب العالم المتمدن بأساليبه البشعة في القتل و التدمير و تجعل قياداته غير آمنة مهما بلغت من الحيطة و الحذر و زادت من تحوطاتها الأمنية , و معلوم ان امريكا تملك باعاً طويلاً في مثل هذه العمليات معتمداً على قوات مدربة خصيصاً لهذه الاغراض و تستخدم آخر تقنبات العلم و التكنولوجيا العسكرية مع احدث انواع الاسلحة و الطائرات و لكن اشراك قوات مكافحة الارهاب الكوردستانية في هذه العمليات و التي كانت آخرها مقتل قيادي لداعش في منطقة القائم غربي العراق في (11/8/2016) لها العديد من المعاني و الدلالات :-
1. ان القوات الكوردستانية سواء البيشمةركة او القوات الامنية هي القوة الوحيدة في العراق التي يمكن الاعتماد عليها في محاربة داعش سواء في جبهات القتال او داخل المدن , و ان مايشهده الاقليم من استقرار و امان برهان على ما يبذله هذه القوات من جهود مضنية ليل نهار و اكدت امريكا مراراً و تكراراً بان القوة التي استطاعت كسر اسطورة داعش هم البيشمةركة و انها دليل على ثقة امريكا بقدرات تشكيلات مجلس أمن الاقليم في القيام بمثل هذه العمليات داخل العمق في وقت نفذت امريكا لوحدها عملية قتل (بن لادن) في باكستان دون اشراكها اية قوة بل حتى عدم اعلامها بالعملية .
2. ان هذه العمليات دليل على قدرة التنسيق الامني لمجلس امن الاقليم الذي قطع اشواطاً طويلاً في التنسيق و تبادل المعلومات و التعاون الامني في مجال مكافحة الارهاب و تسليم المجرمين وفق القوانين الصادرة , هذه القدرات جعلتها ترتق الى مستوى الاجهزة الامنية العالمية التي تشهد بقدراتها في صنع القرارات و السياسات الناجحة و باتت تعامل الاجهزة معها في أعلى المستويات .
3. تبرهن مثل هذه العمليات على المكانة المتميزة التي تتمتع بها اقليم كوردستان و انها قطعت اشواطاً كبيرة بفضل الحركة الدبلوماسية و التجربة الديمقراطية و حكمة قيادتها السياسية و الدور الذي يلعبه في محاربة داعش و ايواء اعداد هائلة من النازحين و اللاجئين و الحرية الاعلامية و التعددية الحزبية و السياسية و التعايش السلمي بين مكوناته جعلت منها منارة تشع نور الحرية و منبعاً تطفئ ظمأ المنادين باسم الانسانية و بناة الحضارات .
4. ان العمليات المشتركة مع دولة كأمريكا تدل على نضوج فكر العاملين ضمن صفوف هذا المجلس و مستوى ثقافتهم و اخلاصهم لما اختاروه بمحظ ارادتهم هذا الطريق الذي يشعر السائر فيه بانه الشمعة التي تضيئ درب شعبه و هو يحرق و انه الانسان المفدى الحامل للمسؤولية العظمى و الامانة الكبرى بحماية حياة المواطنين و ممتلكاته و جعل من صدره القلعة الحصينة لأبناء بلده و ان مستوى تدريبه و تعليمه وصلت الى حد تعتمد عليه دولة امريكا في تنفيذ المهمات الخاصة و انها دليل على انسانية العاملين فيها لانهم يتجاوزون الحدود الاقليمية و ان هدفهم دحر العدو اينما وجد و يقطع الاميال في سبيل ذلك و يضع حياته على يديه ليقدمها فداءً لبني البشر بعيداً عن لونه و جنسه و دينه و قوميته .
5. انها تعني تنفيذ ما قطعته امريكا و التحالف الدولي على نفسه من عهود بمساعدة اقليم كوردستان في حربها مع داعش و ضرورة اشراكه في عمليات تحرير الموصل دون الالتفاف الى الحكومة الاتحادية العراقية و دليل فعالية الغرفه المشتركة للعمليات الخاصة القائمة في اربيل عاصمة الاقليم .