يعاني الجميع من حالة انكسار كبيرة ، لما آلت اليه الأوضاع في البلد ، ولم يعد لدينا ، الا التغني بالحضارات والمجد التليد ، وحتى هذه الخصلة ارادوا حرماننا منها كأنجاز تاريخي ، يحق لنا الأعتزاز به .
الغرب وإعلامه وأفلامه وغيرها من أساليب غسل الدماغ ، طالما أدعوا ، أن الأهرامات بُنيت من قبل يهود مصر بالسخرة ، وبظروف لاأنسانية وغاية في القسوة ، ووصل الأمر بهم الى نظريات ، ان البناة كانوا من المخلوقات الفضائية !، أرادوا بذلك سلب مَلَكة الأبداع والفن والأرادة للأنسان المصري ، ومستكثرين عليه هذا الأنجاز !، حتى أثبت الدكتور (زاهي حواس) مدير عام الآثار المصرية بالدليل ، ان من بنى الأهرامات ، كانوا من العمال المَهَرة ، وكانوا يتقاضون الأجور ، ويتغذون بأفضل أنواع الأطعمة ، ويحضون بعناية كبيرة وخدمات طبية وغيرها من الأمتيازات .
في أوقات الفراغ (وكل وقتي فراغ) ، أتصفح موقع (اليوتيوب) ، أبحث عن المواضيع الغريبة والخارقة ، فوجدتُ ان مكتبة مختلف المواضيع باللغة العربية فقيرة جدا على الشبكة العنكبوتية ، المرئية والمكتوبة ، مقارنة بالمواضيع المكتوبة والمرئية والناطقة باللغة الأنكليزية ، فأكتشفت ان ما وقع على تاريخ المصريين من نظريات المؤامرة ، قد وقع على العراقيين أيضا ! .
لا يخلو موقع (اليوتيوب) من الكثير من الترهات والأساطير والخرافات البعيدة عن الواقع بل حتى (التقفيص) ! ، منها ادّعاء الكثيرين أن الأرض مستوية وغير كروية ، وجميعهم من الأمريكان ولهم قنوات ومواقع ومجموعات !، لكن استوقفني بحث للعالم الآثاري الموسوعي الألماني (زكريا سيتشن Zacharia Sitchin) والمختص بعلم الأنسان أيضا (الأنثروبولوجيا) وخبير اللغات القديمة والذي زار المعابد في (أور) والمواقع الأثرية في الناصرية ، مهد الحضارة السومرية في تسعينيات القرن الماضي ، يقول (جميع حضارات الأرض مدينة للحضارة السومرية ، وتعتبر حضارة المصريين ، والأغريق ، وحتى الأنكا والمايا ، فروع منها فهي أقدمها وأكثرها تطورا ، بلغتها المتقدمة وكتاباتها ، ونلاحظ وجود مدارس وطلاب ، ومعاهد للقانون ، وقضاة منذ ستة الاف عام ، أنها حضارة مذهلة) .
كلام مريح يدعو للأعتزاز بتاريخنا وأن كان واقعا وليس به جديد ، ومنصف من شخص بوزن هذا العالم المذكور ، لكن الذي استرعى انتباهه ، رُقُم طيني سومري عمره 6000 عام ، لأله يجلس على كرسي وأمامه مجموعة الأشخاص (الأصغر حجما) ، حولهم الكثير من الطلاسم ، منها رمز عن المجموعة الشمسية التي حيّرته وهي كاملة العدد بكواكبها ، عشرة كواكب تحيط بالشمس ونسب حجم الكواكب وبعدها عن الشمس قريبة جدا من الواقع وكأنها خارطة دقيقة ! ، مع العلم أن آخر الكواكب وهو (بلوتو) قد أكتشف في ثلاثينيات القرن الماضي ! ، وهنالك الكوكب الحادي عشر خارج المجموعة الشمسية ، يبلغ ثلاثة أضعاف حجم الأرض وكأنه يقترب منها اسماه الكوكب (نيبيرو) ، ويدعي ان اسماء جميع الكواكب مذكورة بأسماء سومرية في الرقم الطينية !.
يزعم هذا الرجل ، ان الاله اسمه (انوناكي Annonaki) ويعني بالسومرية (السيد الآتي من السماء) ، وأنه منذ 6000 عام ، اقترب كوكب من الأرض اسمه (نيبيرو Nibiru) ، أو (الكوكب x) ، وهؤلاء (الأنوناكي) هم سكان هذا الكوكب ، وقد هبطوا بمركبات فضائية الى الأرض ، وقد (هندسوا) المخلوقات على الأرض (جينيا) في ذلك الوقت ، فكانوا نحن ! ،وقد نقلوا الينا ذكاؤهم ! .كان يمكن أن يقف الأمر عند هذا الحد ، وأعتبره احدى افتراآت اليوتيوب ! ، لكني وجدت العشرات من الدراسات بهذا الخصوص ، بما فيها من منظرين لنظرية (سيتشن) تلك ، وقامو بأنتاج الأفلام الوثائقية من مواقع مرموقة ، ويتحدث فيها العشرات من العلماء عن تلك النظرية ، أحدهم زعم ان قوات الأحتلال الأمريكي سارعت الى تطويق زقورة (أور) ومنع الدخول والخروج منها لمدة 20 يوم !، والبعض يزعم أن (الأنوناكي) هذا ما هو الا (آدم) المذكور في الكتاب المقدس في سفر التكوين ! ، لقد استكثروا علينا حتى ماضينا وحضاراتنا ، ذات الفضل الأول على الأنسان ، أول الحضارات التي تركت مجتمعات الصيد وتوجهت للزراعة والأستقرار الحضري ، أول حضارة عرفت الكتابة والقانون والتقويم .
لكني أقول لا بأس ، فما دام الغرب على هذا القدر من الفضول والنهم في دراسة الآثار ، فلنغتم هذه الظاهرة ، ونجعل من آثارنا مزارا للعلماء والباحثين ، خصوصا بعد أدراج تلك الآثار والأهوار في لائحة التراث العالمي ، فلنولي أهتمامنا لآثارنا بعد طول اهمال ، فهي رافد هائل للأقتصاد ، ومصدر كبير لتاريخ اسلافنا من البشر المتحضرين ، والمطلوب تحويل تلك المناطق الى خلايا نحل ، لأنشاء المرافق الخدمية والسياحية ، آن الأوان لآثاريينا وباحثينا أن يكونوا على قدر المسؤولية الكبيرة ، لكني أوجس في نفسي (خيبة) عندما أرى أن الكرة الآن في ملعب الحكومة !.
المزيد من المعلومات على الرابط التالي :https://www.youtube.com/watch?v=caX5j5EHbVcأو بأمكان القارئ كتابة أي من المصطلحات الأجنبية الواردة في المقال على اليوتيوب أو صفحات محرك البحث .