كثيرا ما كنت لا اتردد بالحكم على من يستخدم الصوت العالي ومهاجمة الاخرين بتهمة محاولة التغطية على جريمة او جنحة او جناية او مخالفة مرتبكها يحاول التغطية عليها بالاستقواء وفق مبدأ ” ثقافة الصوت العالي” يمكن ان تتغلب على الطرف الاخر وتسبب له حالة من التشويش الفكري وبالتالي لا يستطيع مواجهتهم والتغلب عليهم, الا ان الطبل صوته عالي لكنه أجوف!
ما حدث في مجلس النواب اليوم 1 / 8 / 2016 , الجلسة التي تم تخصيصها لاستجواب وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي على خلفية اتهامه بعديد من تهم الفساد المالي والإداري وتقصيره بإدارة المهام المكلف بها كوزير للدفاع ومسؤول عن معارك كبيرة يخوضها العراق لاستعادة أراضيه التي استولى عليها تنظيم داعش قبل أكثر من عامين.
من تقدم بطلب الاستجواب هي النائب عن ائتلاف دولة القانون وعضو كتلة الإصلاح المنبثقة حديثا عقب احداث الاعتصامات الى نفذها عددا من البرلمانيين عالية نصيف, المرأة التي يشوب تأريخها السياسي كثير من اللغط وتدور حولها جملة من الاستفهامات ومتورطة بشبهات جمة ربما حادثة ابنتها وتورطها مع احد مستشاري رئيس الوزراء تورطا جنسيا او ربما حادثة ترفيع ولدها الصغير الى رتبة عالية في الجيش العراقي او لعل حادثة سطوة شقيقتها على صالونات الحلاقة والنوادي الليلة هي غيض من فيض ربما ما سيطفو على مياهها التي حتما ستكون آسنة وملوثة الكثير, اذا سننتظر الكثير.
الوزير المستجوب قلب الطاولة على من استجوبته اذ فتح نيران وثائقه وما تخفيه البطون عاليا مظهر حجم الفساد الذي تعاني منه المؤسسة التشريعية والمساومات الى تجري خلف الطاولة وفي الغرف المظلمة كما كشف عن كذب ادعاء النزاهة والإصلاح التي يستقوي بها بعض النواب المفوهين ضنا منهم ان الصوت العالي سيغطي عن فسادهم.
“العبيدي اتهم النائبتين حنان الفتلاوي وعالية نصيف بابتزازه بطلبات تعيين وانتساب وعقود”, كما ادعى رفضه لدفع مبلغ مليوني دولار للفتلاوي مقابل ان تقنع زميلتها عالية بكف الطلب عن استجوابه وبوساطة القيادي في اتحاد القوى حيدر الملا, حيث اشار الى ان النائب عن تحالف القوى السنية حيدر الملا قام بمساومته بمبلغ مليوني دولار مقابل سحب طلب استجواب سابق تقدمت به النائبة حنان الفتلاوي.
فضيحة جلسة الأول من آب يجب ان لا تمر مرور الكرام ويجب ان تتشكل محكمة عليا للتحقيق الفوري بمن اخل بقسم النزاهة والشرف وان يتم أحالة المتورطين الى المحاكم المختصة ومنعهم من مزاولة أي عمل طيلة حياتهم.
يبدو ان الصوت العالي لحنان وعالية من مستلزمات المهنة التي اوكلوها اليهن , ومع هذا تبقى عالية والطلب رخيص او ببلاش!
بقي ان اعترف ان خالد العبيدي هداف من طراز خاص فقد تحول وفق خطة محترفة من الدفاع الى الهجوم حتى حسبته تحول الى كريستيانو العبيدي!