26 نوفمبر، 2024 10:48 م
Search
Close this search box.

قراءة على ضفاف الكتابة والحياة مع ” ابو شاهين ” الانسان والكاتب

قراءة على ضفاف الكتابة والحياة مع ” ابو شاهين ” الانسان والكاتب

اذ اكانت كتابة السير والذكريات صعبة با عتراف عدد غير قليل من الكتاب والمؤلفين ، فان العرض لمثل هذه الكتب اصعب كونه في الغالب يندرج في قائمة الاخوانيات التي تغيب فيها النظرة المحايدة والمجردة .. لذلك وجدتني حائرا منذ ان اهداني الاخ الكبير والزميل الاستاذ ” ابو شاهين ” عكاب سالم الطاهر كتابه لموسوم (على ضفاف الكتابة والحياة .. الاعتراف يأتي متأخراً ) في ايار من عام 2015 ، لما تربطني بالمؤلف من علاقة ود واحترام قديمة تمتد منذ ايلول 1970 عندما شاءت الظروف ان اعمل مع الاستاذ الشاعر والصحفي كمال الحديثي في جريدة الثورة .. كما انني وبصراحة ما زلت اشعر بانني تلميذ في مدرسة من سبقني في مهنة الصحافة ومنهم الاخ ابو شاهين الذي عرفته انسانا بكل ما تحمله الكلمة من معان وكاتبا لم تنصفه الظروف ،فاقمع نفسي حتى لمجرد ابداء ملاحظات بشأن الكتاب ربما قد تزعج الكاتب الذي لايستحق غير مزيد من الاعتزاز والتقدير لوفائه وصبره سابقا وحاليا .. لكنني مع هذه المشاعر كانت تنتابني لحظات احس فيها ببعض وخزة ضمير وانا اتابع ما يكتب عن الكتاب بطبعتيه الاولى والثانية في حين يفترض بي ان اكون مع من يكتبون ان لم اكن في مقدمتهم ..وبصراحة ما شجعني على كتابة الموضوع اكثر هو حديث عابر مع الكاتب عبرت فيه عن رأي صريح في ما بعض ما تناوله فقلت له شعرت وانا اقرأ الكتاب انك تعمدت عدم الغوص في اعماق ” الكتابة والحياة ” فمررت سريعا على احداث ومواقف كبيرة كنت شاهدا عليها ، فجاء العنوان منسجما مع ما
تناولته ..وهذا بحد ذاته يجسد شخصية الكاتب عكاب سالم الطاهر الحريصة على الحقيقة والابتعاد عن الزيف .. فكان الكتاب الـ(392 ) مرآة صادقة لمسيرة طويلة كنت شاهدا على بعض فصولها بل ربما على اهمها ، حيث كانت تقتضي ظروف عملي المباشرة مع الاستاذ كمال الحديثي الذي اصبح رئيسا لقسم الدراسات ان احتك مباشرة مع الاخ عكاب خاصة بعد ان صار اي الاستاذ عكاب رسميا مساعدأ او معاونا لرئيس القسم .
اتفهم بعض اسباب الكاتب في الابتعاد عن الاعماق على الاقل في المرحلة الحالية من دون ان يبتعد عن الموضوعية او الامانة المهنية في تناول احداث مفصلية في محطات حياته الوظيفية والخاصة ، برغم ما لحقه فيها من اذى يصل حد التجني ..
لا اريد ان انجر الى ان اكون البديل للاستاذ عكاب في الافصاح عن بعض اعماق محطات الكتابة والحياة بما تحمله من وجع غير ان الامانة تقتضي الاعتراف هنا بانه كان وفيا لما كان يحمله من احلام وهو يسجل سمات مرحلة مهمة من تاريخ العراق .
فالكتاب منذ المقدمة بقدر ما يتناول سيرة الكاتب فانه ينقلنا بين السطور الى ما مر به العراق من انعطافات حادة وكبيرة في المشهد السياسي وتلك الصراعات التي عشناها منذ ثورة الرابع عشر من تموز بين حلفاء الامس في جبهة الاتحاد الوطني عام 1956. فمنذ المقدمة نعيش مع ابو شاهين رحلة ( اتصورها مثيرة ) وفي مرافيء الطفولة يصحبنا الكاتب الى قرية على حافة هور الحمارويدفعنا الى تأمل الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لتلك المناطق واصرار ابنائها الراسخ على ان يكون لهم دور في الحياة ..ويشهد فصل المتوسطة والاعدادية الماحة وفاء لجيل التربويين الذين كان لهم فضل تفتح عدد كبير من الواهب كما ان
الكاتب هنا يقترب اكثر من السياسة وماهب على العراق من ( عواصف فكرية وسياسية قوية ) في ثلا ثينات القرن المنصرم وتاثير ما وصفه الكاتب بالزائر الجديد ( اسمه 14 تموز ). ومن هذا الفصل ينتقل الكاتب الى فصل يستعرض فيه محطات في رحلة حياته في كلية الهندسة وجريدة الثورة ومؤسسة السياحة ووزارة الثقافة والاعلام والدار الوطنية والف باء وامانة العاصمة ..والفصل غني باحداث ومواقف ومشاهد لم يشأ الكاتب ان يدخل في تفاصيل عمقها بل شعرت احيانا بانه كان حذرا جدا في كثير منها موضوع مسؤولية المرحوم المفكر عزيز سيد جاسم في جريدة الثورة وخروجه منها تولي المرحوم الاستاذ طارق عزيز رئاسة تحريرها والتغييرات التي حصلت بعد ذلك ..ويلخص ابو شاهين في ( متقاعد الا من الصحافة ) ما كان يعانيه عندما وضع عنوان واضح المعنى للبيب (جئتها مكرها و.. غادرتها مكرها ؟!ّ) ثم ينتقل الى (صحفي في المهجر) ليؤكد ذلك لاصرار لدى ابو شاهين على تحقيق بعض الاحلام وهنا اخالفه الراي حيث لا اتصور ان (الاوهام تفوقت في احيان كثيرة ) على احلام مشروعة ..
اخيرا اعترف بان الموضوع ليس استعراضا لكتاب بالمعنى المتعارف عليه لكنه وقفة مع الاخ ابو شاهين في ضفاف كتابته وحياته واعتزازي بصحيفة الزمان ورئيس تحريرها الاخ الدكتور احمد عبد المجيد ولكل العاملين فيها ولجميع من واصل مشوار الصحافة وحافظ على شرف الكلمة .

أحدث المقالات