فرق كبير بين العمل في الميدان الجامعي وساحات ومواقع العمل الأخرى ، وما يثير الغرابة والإستهجان أن ظلا مجهولا يقاتل أساتذة العراق ويتحين الفرص لهم ويمنعهم من أداء واجبهم المقدس، فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن تغيير أو رفض أو إستبدال لقوانين هدفها الأول والأخير تدمير هذا الكيان والعمل على إقصائه من عجلة التطور والتنمية ، ما يعد جزءا من مؤامرة كبيرة على العراق بدأت فصولها بإغتيال مئات العلماء والأساتذة الجامعيين ومطاردة وتهجير عدد كبير منهم ومضايقة من تبقى منهم بشتى الحجج.. أطراف المتآمرين على التعليم الجامعي معروفة جدا لكن الغريب أن تستسلم الحكومة العراقية ويبقى مجلس النواب مكتوف الأيدي وهم يدعون محاربة الفساد وقطع الطريق أمام من يتقرب بالسوء لهذه الشريحة النادرة .. كل هذه الإدعاءات من الحكومة وبرلمانها لم تنفع ولن تكون في المستقبل القريب إلا مكملا لإستهداف دولي مدروس لإفراغ العراق من إختصاصاته العلمية والإنسانية.. ومن غريب ما يذكر التركيز حول حذف حقوق وإمتيازات أساتذة الجامعات العراقية الدستورية وتكليف لجان حاقدة على السلك الجامعي لإيجاد أي فرصة أو تفسير تستغله لايقاع الأذى بهم ..
ولعلي لا آتي بجديد حين أذكر الزملاء بقطع نسب من الرواتب بحجج شتى وجعلها متوالية شهرية تزداد دون أي تفسير مقنع ، تلتها إتخاذ قرارات عجيبة فيما يخص الخدمة التقاعدية وتقليل عمر الخدمة الجامعية وغيرها من المشاكل التي لابد من التصدي لها ووضع ثوابت منطقية وأسس لا يمكن التلاعب بها مستقبلا لأي جهة كانت أو التقرب من رواتب التدريسيين الجامعيين وحقوقهم .. الأستاذ الجامعي في العراق كنز يعادل دجلة والفرات ولا تساوي كل آبار النفط التي لم يستفد منها العراقيون بشيء ، عقل أستاذ جامعي واحد يحمل في عقله أمانة واحدة تبقى ترافق عمره وهي كيف ينقل ما تعلم إلى من يريد أن يتعلم.. الأستاذ الجامعي ذهب معتق كلما طال عمره زاد بهاؤه وجماله ، فكيف يمكن لدولة أن تتقدم وتنمو وتزدهر بلا أساتذة جامعيين تكفلوا بتخريج جميع الإختصاصات بلا شكوى أو ملل.. الأستاذ الجامعي في العراق كلما تقدم في العمر تقدمت وأشرقت وزهت المبادئ والعلوم التي يحملها ويصبح فضلا عن تخصصه حكيما في موقعه الإجتماعي لا ينطق إلا بالشهد .. هذا واقع حال الآلاف من علماء العراق وأساتذتهم وهم يشهدون حربا ضدهم لا يد لهم فيها ولا ربح ول انصر إلا لأعداء العراق العزيز الواحد فرفقا بأساتذة العراق الجامعيين ولتعد الحكومة العراقية حساباتها في أي قرار أو مقترح قد يتخذ مستقبلا من شأنه التأثير سلبا على أساتذتنا الجامعيين وإلا سنصحو يوما ولا نجد أستاذا واحدا في العراق!