26 نوفمبر، 2024 9:31 ص
Search
Close this search box.

السعودية … حقيقة لا تختلف في الفشل

السعودية … حقيقة لا تختلف في الفشل

ان ما تشهده المنطقة من ارهاب يطال دولها ويقتل العشرات من ابنائها يومياً هو جزء من مخطط عالمي لتغيير معالم المنطقة ورسم خارطة سياسية جديدة وشعوب المنطقة العربیة منقسمة وحكامها غيرمبالين لما يجري وتعاني من حروب غیرعادلة وممارسة الارهاب السیاسي والاقتصادي والعسكري والثقافي والایدیولوجي والنفسي من جانب النظام العالمي بقيادة الولایات المتحدة الامریكیة لاعبها الاصلي ((وبعض الدول الامبريالية المتعاونة معها ذيول في مماشاة امريكا و أوجدت الخطط التي وضعتها عام 1974 معيارا للمفاوضات مع الدول الغنية بالنفط وأوجدت سوابق جديدة في القانون الدولي ، ولكن الدور الأشد تخريبا كان في السماح للسعودية بالقيام بتمويل الإرهاب الدولي بدءا من الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفييتي في ثمانينات القرن العشرين حيث أسهمت السعودية بما قدره 3,5 مليار دولار للجهاديين غير أن شراكة الولايات المتحدة والسعودية ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير واخذت مساحة اوسع منها)) .
ولازالت تقف الرياض على راس تلك الدول في مماشاة برامجها وخططها واصرارها على الفشل وخذ على ذلك  “بعدَ فشلها ممارسة الضغط على الحكومة العراقية بإبعاد فصائل الحشد الشعبي عن الحياة السياسية والاعتراف بها كقوة امنية ضمن مؤسسات الدولة من قبل رئيس مجلس الوزراء  وانكسار محاولات إبعاده عن  المشاركة في معركة الموصل”وفي تصعید التدخل السافر في الشؤون الداخلية  بكل اشكاله و استخدامها لادواتها المالیة والاقتصادیة والمخابراتية والعسكریة، وما التدخلات العسكریة المباشرة والغیر المباشرة والتصفیات الجسدیة لخصومها السیاسیین في الداخل الا نهج ثابت لها وبايعاز من واشنطن حیث تستخدم هي وحلفاءها الیوم وسیلة قذرة ورخيصة لبث الرعب والخوف والقتل والدمار بين الشعوب المختلفة في المنطقة  ولیس لها إلا التشبث بأدعائها بمكافحة الارهاب الدولي من اجل امرار مشاريعها الرهيبة والشرسة وما المؤتمر البغيض الجديد التي تنوي مملكة الشر عقدها لدعم (( دولة العراق الغربية )) لجمع شلة من الاوغاد وتواجد أعضاء بارزين من حزب البعث المنحل على رأس المشاركين ومجرمي الطائفية المقيتة والمطرودين من مجتمعهم بعد ان خذلوا اهلهم في الوقوف مع العصابات المجرمة  وجلبوا لهم اشراراً من كل حدب وصوب لتدنس مدنهم ولم يقفوا معهم في معارك التحرير وقد سبق ان استضافت مدن الدوحة وعمان وباريس، عدة مؤتمرات فاشلة لقادة الافلاس السياسي الطائفي تحت مسمى المعارضة بمشاركة شخصيات مشاركة في العملية السياسية الحالية من بينها ظافر العاني وسليم الجبوري ومحمد الكربولي وآخرون . فضلاً عن وجوه مشاركة في المؤتمر الجديد مثل محافظ نينوى المقال أثيل النجيفي ووزير المالية الأسبق المتهم بالارهاب رافع العيساوي ونائب رئيس الجمهورية الأسبق المطلوب للقضاء بتهمة الارهاب طارق الهاشمي  .ويقود هذا التحرك السفير السعودي في العراق ثامر السبهان الذي يعتبرُ عراب المؤتمر المذكور والمخطط الرئيسي له”.
 الا نموذج واحد من ذلك كله من اجل تحقیق اطماعها التوسعیة بهدف التدخل السافر في شؤون العراق الداخلية وتقسيمه على اساس المذهب والطائفة ونهب خيراته وقیادته والدلیل الاخرعلى ذلك زجه في صراعات دموية عنیفة ويكون مفتاحاُ لدول منطقة الشرق الاوسط في حروب ابادة وایدیولوجية واثنية بحیث تنشغل جمیعها في محاربة ومكافحة الارهاب وبذلك یكون تواجد الولایات المتحدة الامریكیة في هذه الرقعة الجغرافية امر ضروري وبحجة مكافحة هذه الظاهرة التي هي خلقتها والمشوهة للاسلام والبعيدة عن الانسانية التي اعزها الله سبحانة وتعالى وليكون مبرراً لبقاء عساكرها الجرارة وقواعدها المنتشرة في بعض بلدان المنطقة مثل السعودية وقطروتركيا  وما مشاهد العنف والدمار الذي يحط رحاله على العاصمة العزيزة بغداد بين حين واخر والمحافظات الاخرى منذ فترة عبر سلسلة من الهجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة والفتاوى التحريضية المدعومة من دوائر مخابراتية في المنطقة وكذلك التمويل الذي تحصل عليه الجماعات الارهابية مادياً واعلامياً وراء استمرار الارهابيين في عمليات القتل اليومية العشوائية الجنونية  وسط المدنيين العراقيين لا يمكن أن تكون إسلامية، ولا يمكن أن تكون عراقية وطنية في الوقت نفسه ” وإنما هي عمليات تقف وراءها جهات مريبة لا يخفى وجهها البشع عن ذي عينين ”  وهي ليست إلاجزءاً من تلك الخارطة التي اعدتها لاشغال شعوب المنطقة بها لتحقيق اطماعها ومأربها و الهجمات الارهابية التي تتصاعد حدتها في دول كانت بعيدة عنها و تعتبر من الدول المستقرة امنيا مقارنة بدول يصعب اختراق منظوماتها الامنية  التي تشهد بين حين وآخر عمليات يستهدف الارهاب بعض مدنها كما هي في بلجيكا وفرنسا  ويدل على تأثرالعالم بمجريات الاحداث في العراق وسورية وبالوضع الاقليمي وكما اسلفنا وحذرنا منه والسبب الاهم هو تراجع الاوضاع وانكسار داعش  والمجموعات الارهابية معها في سوح القتال كان له الاثر الاكبر في نزوح اعداد كبيرة من افرادها وهروب البعض الاخر من المحرقة الكبيرة التي اشتدت نيرانها في الاونة الاخيرة في الاراضي السورية وتحرير المدن العراقية المتتالية وتفوق القوات الحكومية في جبهات عديدة وابواب النصر مفتوحة لتحرير الموصل  وكذلك الصراعات والانشقاقات بين المنظمات الارهابية وعزوفهم للذهاب للقتال والتي تتقاتل فيما بينها مثل الجيش الحر والنصرة ودولة المجانيين والمعتوهين (المعروفة داعش) وخروج محمد الجولاني واتباعه عن قيادة ايمن الظواهري زعيم القاعدة بعد بيعتهم له سابقاً.
كذلك الوضع السياسي وتحرير مدن المنطقة الغربية من العراق وانكشاف اوراق الخيانة عند اكثر اهالي هذه المناطق في ممثليهم السياسيين وما يحمله من تداعيات شجع بعض الشخصيات السياسية البعثية المعروفة بالولاء للنظام السابق والمنبوذين في المجتمع الان الى ممارسات دنيئة من خلال المشاركة في مثل هذه المؤتمرات المدعومة منذ اللحظة الاولى للتغيير ما بعد 2003   لنشر خبثها ورعبها ونجاة انفسهم من اتون الغضب الشعبي والتستر وراء تشكيلات حزبية طائفية والمساهمة الفعالة في احداث الدم التي حدثت في السنوات التالية واراقة دماء الابرياء على اسسها في الشوارع والازقة و فی ذات الوقت فإن المفصل الاخر للعنف متمثل ببقایا حزب البعث المنحل و یعتبر فی واقع الامر جزءاً من منظومة اوجدها النظام السابق تعمل فی الظلام وتحت الارض بنفس الادوات والاسالیب والوسائل السابقة لزرع الارهاب في العراق من خلال جلب المرتزقة من كافة بقاع العالم واعطائهم الاموال الكبيرة وفتح الجوامع لهم ومهد الى تحويل بلدنا الى اكبر ساحة للارهاب الدولي ولقد ثبت تورط هؤلاء القتلة ومشاركتهم بافعال واعمال الطاغية المجرم صدام حسين، كما ثبت للعراقيين تعاونهم مع السلطة واللعب بدماء الابرياء وتلطخت اياديهم بها عن طريق تلفيق التهم الكيدية بهم.. العدوان على الذات بهذه الطريقة البشعة لا يمارسه إلا ممسوس قد اضطربت رؤيته وعميت عليه مقاصده، فما عاد يميز الخير من الشر، والخطأ من الصواب.
ولاشك ان مثل هؤلاء لا يتم القضاء عليهم بالمجاملة والخوف والتردد او بالشعارات انما العمل على ابعاد الملف الامني عن الصراعات الحزبية والطائفية والعنصرية والمناطقية، وكشف الحقائق وفضح اعمالهم ولان دم العراقيين مقدس لايمكن السكوت عن هدرها لمصالح حزبية اوفئوية او طائفية . على كل حال فأن العراق يواجه تحديات كبيرة وخطيرة يستوجب من الجميع التكاتف للعمل للوقوف امامها . لعل هناك من تحقيق إنجازات أمنية يتطلب بذل جهود مضنية للحفاظ عليها من خلال العمل على توحيد الصفوف ومشاركة جميع فئات الشعب العراقي وكل من يعتقد أن خطر الإرهاب الذي يطال الدولة في هذه المرحلة سوف لا تطاله إنما هوفي وهم خاصةً أن هذه المجاميع كشرت عن نواياها الخبيثة وبعمالتها وأصبح المجتمع يدرك ويعي ويتيقن بارتباطها الوثيق بمشروع الفوضى الخلاقة وتاخير البناء والتقدم الذي تخافه القوى المتخلفة واتجاه إشعال الفتن الطائفية في العراق و المنطقة وبرغم مما تحدثه من خسائر في الأرواح يوميا .
هذه الممارسات مرفوضة و باتت واضحة ومدانة من عموم الشعب العراقي الذي بات موحدا ضدها. و ثمة ملاحظة يجب ادراكها ان هناك علاقة جدلية بين الإرهاب المسكوت عنه إعلاميا متمثلة بمن هم في مجلس النواب ورجال الدولة من وزراء ومسؤولين و الإرهاب المضاد المحمول عليه بشدة من طرف و سائل الإعلام الاخرى ،وهما لايختلفان في شيء عن بعضهما إلا أن هذين النوعين من الإرهاب هما وجهان لعملة واحدة ويغذي كل منهما ويذكي ناره الاخر.

أحدث المقالات