* حسن النية والايمان بالله والولاء للوطن كفيلان بتحقيق دولة مؤسسات بلا محاصصة ولا طائفية..
* حكومة بخدمة الشعب ليس كلاما إنشائيا للإستهلاك الانتخابي وتسويق شخصيات المرشحين
* قال الامام جعفر الصادق.. عليه السلام: “ما خفقت النعال خلف رجل، إلا أهلك وهلك”
قال عميد المسرح العربي يوسف وهبي: “الدنيا مسرح كبير” والمسرح عبارة عن دراما مفتوحة، فكلمة دراما لفظ يوناني يعني: “المضحك المبكي” وتلك هي الحياة فعلا.. دراما، تحتمل الكوميديا والتراجيديا، على حد سواء.
والسياسة “هيولى.. حاملة نقائض” لأنها الميدان الأشد تقلبا، بين الثنائيات.. الحزن والسعادة.. الحب والكره.. الصح والخطأ.. الـ… والـ…، كل شيء في الوجود له حيز ضمن السياسة، لكن الإنسانية، والعلاقات الحميمة، أبلغ أثرا من دنيا زائلة بأهلها، ليس فيها ما يستحق ان نضحي لأجله بمُثُل وقيم عليا.
روف التهرؤات
ربما نختلف إجرائيا، على تفصيل جزئي، ووجهة نظر بموضوع ما، لكنه خلاف على طريقة الأداء، وليس إقتلاعا لجذور المحبة.. لا سمح الله، وهي غالبا خلافات منهجية، في كيفية إنتهاج السبيل الابلغ والاسرع والادق، لخدمة العراق.. وكلا المختلفين، يلتقيان عند خدمة العراق.. لكن كلاً على طريقته، ما يعني ان الخطين المتوازيين، يلتقيان، في نقطة نهائية، هي العراق، بما يعيد نسج المتهرئ من آراء طاشت بنا، من دون ان تفسد للود قضية.
وهذا يجعل رأب الصدع ليس مستحيلا، وروف المتهرئ يجدد الهمة والنشاط، في سبيل مواصلة العمل.. عن قرب يختزل المسافات التي تمطت عندها الرؤى؛ فحسن النية، والايمان المطلق بالله والولاء للوطن، كفيلان بتأسيس إنموذج حقيقي لدولة مؤسسات، بلا محاصصة ولا طائفية.. دولة تكون فيها الحكومة بخدمة الشعب، بشكل مثالي، وليس كلاما إنشائيا للإستهلاك الانتخابي، وتسويق شخصيات المرشحين!
لاهوت وناسوت
جاء في نص حكمة الامام جعفر الصادق.. عليه السلام: “ما خفقت النعال خلف رجل، إلا أهلك وهلك” ولأن آل بيت النبوة قدوتنا؛ فلسوف نعمل إيمانا بالله وولاءً للوطن وخدمة للشعب وتضامنا مع ذواتنا؛ كي ننتشل أنفسنا من قول مظفر النواب: “قتلتنا أن الواحد منا يحمل في الداخل ضده” لذا نتصالح مع الذات؛ من خلال “الاقانيم ـ الأصول” الإلهية والوطنية والشعبية، التي تجعلنا نتقي التهلكة، فلا “نزهف” بإلتفاف الناس حولنا، مخدوعين بمظاهر العظمة، التي تتجلى بها ذات الرب، فهي لاهوتية، وليست ناسوتية،
وأي إبن أنثى ينسى ضعفه البشري، متعاظما، يُهلك الواثقين به؛ وبالتالي يَهلك هو شخصيا، وهذا ما أودى بـ… كثيرين.
ورشة محبة
لكن.. أن تتحول علاقاتنا الى ورشة لا نختلف فيها لأسباب شخصية، إنما نتصالح في سبيل المنفعة العامة، وهذا ما يتجسد من فترات المد والجزر، التي شهدت أخوة وطنية بيني وآخرين.. برود وفتور.. لا مصالح له او لهم فيه، إنما هي فترات هدوء للتأمل في كيفية توحيد الرؤى، تضامنا مع العراق من عمق وجودنا.. فنحن نتماهى مع الوطن نقترب ونبتعد من أجله ولأجله وفيه.
لم نختلف لأسباب شخصية يوما.. فشخصياتنا هي العراق؛ لذا أتمنى ان يصفي كل العراقيين خلافاتهم، متصالحين مع العراق؛ كي ينتشلوه من بحر الفساد الذي غرق فيه.