اقتربت ساعة الصفر .. شمّر عن السواعد .. اكتملت (حجوزات) السفر .. أيام قلائل وتكون البعثة العراقية المشاركة الدورة الرياضية العربية في الدوحة .. معسكرات كثيرة أجريت للفرق والرياضيين الذين قيل بأنّهم سيحققون الحلم والانجاز ، أموال صرفت من مبلغ حدد ب (6) مليار ليكون (نثرية) الدورة الرياضية العربية ، كيف لا واللجنة الأولمبية حسب قراراتها واجتماعاتها هي من أصبح بيدها الأمر والنهي .. ألم تتعهّد بمعسكرين خارجيين ومثلهما داخليين لكل راغب بالمشاركة في تجمّع (الحلم العربي) ؟ هي حددت أوجه الصرف و(البذخ) وتركت الحبل على الغارب للاتحادات المنضوية تحت لوائها ، سواء كانت تلك الاتحادات أولمبية أو غير أولمبية ! تحقق نتائج أو تبحث عن السياحة والاستجمام ! ألم نقل أنّ هناك أمراً مجهولاً وربما حلقة (مفقودة) ممكن لو اكتشفت توضّح الكثير من الخفايا التي عرفنا بعضها عبر رسائل كثيرة وصلتنا من أعضاء هيئات عامة في اتحادات يؤمل لها أن تحقق (الإعجاز) وتحصد (الألماس) وهو الجائزة المستحدثة لمن يترك الميداليات الملوّنة ! اللجنة الأولمبية تتعامل مع الاتحادات وفق مبدأ أفرغ ما في الجيب وترقّب ما في الغيب ، لأنّها ومن دون تخطيط تركت للاتحادات ألحرية في اختيار أماكن المعسكرات (الاستعدادية) لكل اتحاداتها ومن دون أن تتدخّل لتعطي رأيها أو رأي اللجنة الاستشارية التي تم تشكيلها لمتابعة الفرق المشاركة في الدورة العربية المرتقبة ! لو تفحّصنا غالبية المعسكرات إن لم تكن كلّها سنجدها قد أقيمت في دولٍ (طقسها) بارد جداً ، مما يجعلها لا تتلاءم من حيث المناخ مع أجواء الدوحة التي ستكون المضيّف لدورة العرب ! وحتى البطولات التي سمحت بها اللجنة الأولمبية للمشاركة فيها لغرض الاحتكاك للتهيؤ لدورة الشهر الأخير من العام (2011) لم تكن قد اختيرت من قبل تلك الاتحادات بعناية أو دراسة ! ألم نشر بأنّها أي الدورات والمعسكرات لم تكن سوى منافذ للسياحة والتنعم بالسفر ؟ وإلا أي فائدة تجنى من مشاركة وفد ببطولة عالمية بوفد قوامه (16) شخصاً جلّ إدارييه من أعضاء الاتحاد ، ويحقق وساماً برونزياً واحداً لبطلٍ كان في البطولة السابقة هو من تقلّد الذهب ؟ وأيضاً نرى بأن بقية أعضاء الفريق لم يصلوا إلى الدور الثاني ليكون الحصاد النهائي المركز (11) من بين (20) دولة من بينها دول عربية تقدّمت علينا في الترتيب وسنجدها أمامنا في الدوحة ! هل تعلم أولمبيتنا أننا كنّا أسياداً للعرب في الكثير من الفعاليات رغم أننا لم نكن نجري معسكرات خارجية بل كنّا نعتمد على المعسكرات الداخلية ، وكان يمكن أن يتخذ من البصرة مقرّاً لمنتخباتنا لتدخل فيها بمعسكرات ترفع قدراتها وتعوّد الرياضيين على مناخ الدوحة المشابه لمناخ البصرة ، ولكن لمن نشكو ومن نسأل عن هذه (الخربطات) التي أصبحت هي السائدة في غالبية اتحاداتنا ممن أعلنت مشاركتها في دورة الدوحة ! من سيحاسب المقصّر الذي (هتك عرض) ميزانية اللجنة الأولمبية واستنزفها تحت أبصار القائمين على الرياضة من الباحثين عن الانجاز الذي نتوق له جميعاً ولكن ليس بتلك الصورة التي تؤشّر الكثير من حالات الفساد وتبديد المال العام الذي ينهب بوضح النهار !! ولكي تكون اللجنة الأولمبية في مأمن مما قد يطالها مستقبلاً ، عليها ومن الآن فتح ملفات مشاركة الاتحادات ودراسة ما تحقق قبل الشروع بالمشاركة (رسميا) للوقوف على جاهزية كل اتحاد صرف وتنعّم و(تونّس) هنا أو هناك ، لكي يعرف جيّداً أن هناك حسيباً ورقيباً ممكن يسأله ويقتص منه إن هو غيّب ضميره الغائب أصلاً ! فهل ستقدم القيادة الرياضية العراقية على مثل هذه الخطوة ؟ أم أنّها ستكرر ما فعله الزعيم الأوحد الراحل عبد الكريم قاسم الذي كرر رفع شعار عفا الله عما سلف ! فغاب الرجل عن مسرح الحياة ولحد اليوم لا أحد يهتدي إلى المكان الذي يشير إليه ؟ ليكن الشعار الذي يرفع ويجب أن يطبّق بحذافيره هو .. لنكافئ الأمين ومن يصون الأمانة ويرتقي بمن هم في عهدته ، ونحاسب المقصّر حتى إن تطلّب ذلك بتره من ساحة الأحداث الرياضية وتقديمه إلى الجهات المختصة لأن ما يهدر بالأول والأخير هو من مال العراق أي أموالنا جميعاً وحرام نراها ترمى على قارعة الطريق ليتنعّم بها صيّاد فرص من الذين آثروا النوم إلى (الضحى) !! ترى هل سنرى أفعالاً لتقصّر المقصّر أم سيترك الأمر للمستقبل ويتم اللجوء إليه عند تضارب المصالح أو تصفية الحسابات ؟ وعاشت اللجنة الأولمبية حرة كريمة وهي تعطي من غير حدود لكل من يعبر الحدود !! والله من وراء القصد