فضحت توقيتات انسحاب داعش” الخيطي الذليل” من الفلوجة عن حقائق تستدعي معالجات لا تعليقات سياسية، فقط أتضح ان ” الجماعة” لا تمثل مشروعا دينيا برداء طائفي، مثلما ليست ” “خصما لدودا لعواصم الكفر”، بل مشروعا تخريبيا يستهدف آخوة العراق بالصميم مع ايغال في التدمير بشهوة القتل و التشظي الطائفي ضمن سيناريو” الحاق المزيد من القتل بالشيعة و تدمير الأكثر من مقومات الحياة لدى السنة”، على ايدي مصاصي دماء يمثلون مشاريع مخابراتية لكل الدول وقودهم العراقيين “المغفلين بعقد متراكمة” من بينها الظهور الشعبي و الكسب المادي و جلد الذات للسير عكس تيار الواقع ليأتي في اخر التصنيف ما يطلقون عليه ” الجهاد الديني”، وهو ما أكد عليه قيادي سابق بـ ” المجاميع غير المتوافقة” لما أطلق عليه ” مقاومة الاحتلال” ، بقوله” لم يكن مسموحا للعراقي التفكير بالقيادة أو معرفة رأس المال و الأهداف لنتحول الى وقود حرب لمشروع متعدد الرؤوس الأجنبية”.
الانهيار المذل لداعش في الفلوجة آخر مسمار في نعش هذه الشركة” متعددة الجنسيات” التي خططت لاستثمار ” تحريبي طويل الأمد” في العراق فحصدت “ريحا صرصرا عاتية”، لأن أي مشروع يخسر حاضنته الشعبية و تنكشف أمراضه النفسية و المادية في سنتين يعني أنه مخطط فتنة و تخريب قصير الأمد، وهو ما حصل في الميدان بشهادة مقتل ” القوة الضاربة ” بعملية يختلف الخبراء على منفذيها و توقيتاتها، رغم أهميتها الاستراتيجية في انهاء التعاطف الشعبي مع التنظيم و أسطورة ” المقاتل الشبح” ، وذلك بانتهاء الفصل الدراسي الأول و التضحية بالمشاغبين من الطلبة” والمقصود الارهابيين الأجانب، قبل عودتهم الى بلدانهم لتنفيذ الصفحة الثانية من المشروع في اشاعة حرب على المسلمين في أوروبا، لذلك كان تفجير مطار أتاتورك بداية السطر الأخير من تفاصيل” العشاء الأخير” في الفلوجة.
سنكتشف أن ” الخليفة المزعوم” واجهة تعبوية لمخابرات أكثر من دولة تلتقي في الهدف و تختلف في التفاصيل فطالما البغدادي ينشغل بتفخيخ الارهابيين على أراضي عربية باجساد مسلمة فقد حقق الهدف الأسمى ” اشغال المنطقة العربية بهزائم داخلية و تشويه متفق عليه للاسلام”، بدليل ارتفاع معدلات العداء للاسلام” الاسلاموفوبيا” في دول العالم ، ما يؤكد بطلان كل الشعارات التي رفعها داعش فلا هو يؤمن بوحدانية الله و لا قدسية رسوله لأن التنظيم مارس ” البغاء السياسي و الانحراف الاخلاقي” في القتل و الاغتصاب و اشاعة الفواحش بعقوبات ما أنزل الله بها من سلطان لتشويه قيم المجتمع العراقي لمصلحة كل العواصم التي تلتقي عند هدف تشظي العراق طائفيا و جغرافيا، و ابعاد هذه العواصم عن
الخطر عبر تسهيل ” انسلات” المهووسين بالتشدد و القهر الاجتماعي” من شمال القوقاز وغيرها، و الارهابي”
يقول البعض انه تم احراج الأمريكيين بطريقة فرار ” أذلاء” داعش من الفلوجة، لأن طيران التحالف الدولي تأخر باستهدافهم، و يذهب البعض الى حد رسم مشهد المؤامرة بتاطؤ أمريكي لترحيلهم الى مهمة أخرى في الموصل، بينما يعتقد فريق ثالث بوجود رسائل ايرانية تركية لتحويلهم الى وقود حرب في سوريا كعربون صداقة للتقارب السريع بين انقرة وتل أبيب و موسكو، و سنسمع عن روايات و آساطير أخى من وحي خيال ” الواقفين على التل و المراوحين بنفس المكان” بينما الصحيح أن التنظيم لم يعد صالحا للاستهلاك الشعبي في العراق، بسبب اقتضاح مشروعه التخريبي و تمزق أطراف” الخيمة الاسلامية” بحدودها غير القابلة للدمج و مشروعها الرافض للحرث و النسل، بفرض آساليب بدائية للحياة عكس دورة الحياة الطبيعية، فالاسلام يدعو الى العلم و السلم المجتمعي و ارساء أخوة الشعوب و داعش يتفنن في تخريب قيم العدل و المساواة و أخوة العراقيين لتغطية على ترف الخبراء بسرقة النفط و الآثار و ممتلكات المواطنين و المتاجرة بالمخدرات و اشاعة الفتن، الذين تم تسريح غالبيتهم من سجون محكمة في سوريا و العراق بتوقيتاتمتفق عليه لا تختلف في طلاسمها عن عدم حدوث أي طلاسم بين” الخليفة المنفرد” و العشب لحماية أركان دولة ” الجرف الهار” الغريبة عن الاسلام.
اليوم و قد تبين الخيط الأبيض من الأسود و انقشعت الى غير رجعة عاصفة الفتنة و التضليل فقد بات ملحا التفكير بمعالجات سريعة لظرف استثنائي فريد من نوعه لا تنفع معه اجراءات ” الزواحف” و التعجيل بانهاء فردية القرارات و نرجسية الحكم الغاط بنعاس عميق بعيدا كوابيس القهر الاجتماعي لمنع ظهور داعش بأسم جديد و امكانيات و استهداف جغرافي طالما ظلت ” مفتاح الفتنة ” بايادي أمينة على المشروع داخل و خارج العراق، وعليه لم تعد المصالحة الشعبية بثوابت عشائرية ضمن سيادة القانون ترفا سياسيا بل ضرورة استثنائية في ” فقع العيون الناعسة”للارهاب، مقابل اعتماد خطة تثقيف سريعة و متكاملة الحلقات بخطاب ديني معتدل و تحرك عشائري بدعم حكومي غير محدود لإنقاذ مئات الآلاف الأطفال من شحن الأفكار المتطرفة و تحصينهم ضد شعارات الغلو و التشدد ليكونوا مشروع بناء لا معاول هدم في عراق لن يتوقف عند مرحلة سياسية بعدد سنين!!