استعرت عنوان رواية الكاتب العراقي علي بدر (صخب ونساء وكاتب مغمور) مع بعض التصرف, ليكون عنوان مقالي اليوم, رواية قرأتها الأسبوع الماضي, عن بغداد في تسعينات القرن الماضي, فلم يخطأ علي بدر في تحديده, هكذا هي بغداد ألان صخب كبير يسبق حدث كبير, فالصراعات السياسية قد خلق صخب مخيف, ونساء من فئة معينة تتقافز على كراسي التأثير, وكاتب مغمور مهموم ليس له ألا قلمه.الصخب البرلماني ما بين الامتيازات وخواء الخزينة.
النواب النبلاء جد, يسعون من جديد لتمرير قانون يمنحهم امتيازات جديدة, فانظر لحجم الجريمة, من جهة يحاربون الموظف البسيط الذي لا يتعدى راتبه السبعمائة ألف, ويقصقصوا راتبه البائس بمختلف الاستقطاعات الشهرية, وبعدها يسعون لرفع رواتبهم التي هي ألان الأعلى في كوكب الأرض! فلا يؤثر عليهم خواء الخزينة, المهم أن تملئ جيوبهم, فيبدو أن صفة الحياء فقدوها تماما, لذا أصبحوا يفعلون ما يشاءون.أن تم أقرار هذه الامتيازات فيمكن اعتبارها برتبة الخيانة, كما عبر ممثل المرجعية الصالحة في خطبة الجمعة في كربلاء, وستزيد من الشرخ بيم الجمهور والنخبة الحاكمة, برلمان العراق هو الهم الأكبر للعراقيين, لأنه دوما يعمل على الضد من العراقيين, فهل سيكون الحل بالامتناع عن الانتخاب, ما دامت اللعبة الانتخابية تأتي دوما بكل نطيحة ومتردية.
النفط تنخفض أسعاره
النفط تنخفض أسعاره ليصل مزيج برنت إلى 42 دولار وهناك تحليلات مختصة تتحدث عن استمرار معدل الأسعار بين 40 – 45 إلى نهاية العالم الحالي, البلد في حالة حرب مع الإرهاب, ومن جهة أخرى الفساد مسيطر على المؤسسات, مع انخفاض أسعار النفط فان سلوكيات مخيفة تظهر على الطبقة الفاسدة, بغية المحافظة على سقف أرباحها من الفساد, بعيد عن انخفاض الأسعار النفط, والمصيبة الأكبر تنطلق من قبة البرلمان, فمع انخفاض أسعار النفط لكن نراهم يجتهدون في تشريع امتيازات جديدة لهم في, إي أنهم لا يهتمون بأي شيء يخص العراق فالأنانية طاغية عليهم, انه صخب بنغمات القرشيين الأوائل أمثال أبو جهل وعكرمة وأبو سفيان.نشير هنا إلى إن الغريب في الأمر انه مهما انخفض سعر النفط, فان مخصصات وامتيازات ورواتب النخبة الحاكمة في ارتفاع وتوسع, فالأزمة الاقتصادية لا تعنيهم, هكذا الحياة تكافئ البرلمانيون دوما.البعثيون يجتمعون في الرياضيسعى البعثيون ومن يتعاطف معهم للاجتماع في الرياض تحت عنوان مؤتمر المعارضة, وبعض المدعوين مطلوبين للقضاء العراقي أو حتى الانتربول, بل أن بعض الشخصيات من داخل العملية السياسية تسعى للقاء, وتدعم المؤتمر حسب تصريحات البعض, الحكومة العراقية تفكر ألان في إعلان معارضتها للمؤتمر! هكذا هذا هو أقصى جهد الساسة “السلحفاتيين”!مع أن التحرك يجب أن يأخذ إشكال متنوعة, تصب في منع انعقاد المؤتمر,مثل الاتصال بالانتربول, وشن حملة إعلامية عن الشخصيات الإرهابية التي ستحضر, وترويج على أن الرياض داعم للإرهاب أن هي استضافة المؤتمر, مع الاتصال بالأعلام العالمي في خضم الهجمة الإرهابية على أوربا, فأكيد سيكون هنالك مكاسب كبيرة, بالإضافة للجهود الدبلوماسية, ومفاتحة الجامعة العربية حول خطورة المؤتمر.لكن لمن نقول هذا الكلام, وساستنا “طرشان عميان”بل حتى لا يفكرون.
المضحك في الأمر, أن اغلب من يعادي العراق ويحيك المؤامرات ضده, هم يستلمون رواتب خرافية من العراق, ويشتركون في أعمال تجارية ضخمة مع الوزارات العراقية, فأموال العراق تذهب في جيوب المفسدين والحاقدين على الوطن, أنها الحياة الغريبة التي تكافئ اللصوص والأعداء.النساء في العملية السياسية
لا تختلف نساء علي بدر عن نساء العملية السياسية, حيث أثبتت العملية السياسية أن نظام الكوتا, كان سلبيا لان ادخل عناصر فاشلة تماما للعملية السياسية, أرضا للكوتا فقط, مما تسبب بتحول البرلمان ومجالس المحافظات إلى كيانات بيد القلة, بسبب تحول فئة من الأعضاء لمجرد رقم تكميلي مثل ما يقال ” لا يهش ولا ينش”, والاهم عندهن الامتيازات والمكاسب من التصويت, هذا حال نساء النخبة السياسية.أما أروقة الأحزاب ومتاهات القادة, فهي لا تمر إلا بتزكية نسائية, فهن الطريق الأقرب للفوز بالمباركة وحل المعضلات, وتجتذب الأحزاب نوعية معينة من النساء ممن يتقبلن رغبات القيادات التنظيمية, ويشاركن في الاجتماعات السرية الهادفة لحلحلة كل شي إلا مشكلة البلد, والأدهى إن يمتنع المال العراقي عن دخول بيوت الفقراء والناشطين والمجاهدين, ويدخل من دون أستاذان لأرصدة نساء السياسة, فالحياة تفتح أبوابها لصنف معين من النساء, ممن يفعلن كل ما يخطر على بالهن, من دون قيم أو ضمير.
وهكذا هن اغلب نساء السياسة, قد فاقن نساء علي بدر في دعارتهن.
كاتب مهموم جدا
كحال اغلب العراقيين, نعيش تحت ضغط مستمر, نتيجة إهمال الدولة لمسؤوليتها, لتتحول المسؤولية كحمل ثقيل علينا, صخب كبير صنعه الساسة كي نستمر بالعيش في إعصار لا نفوق منه, حتى ننسى فكرة أزاحتهم من كراسيهم, الكثير من أموال البلد تذهب لجيوب قذرة نتنة, والشعب يعيش شغف العيش, أفكر بدفع الإيجار ومسالة الاشتراك الشهري بالكهرباء, وقضية تأخر الراتب لعشرة أيام, وديون لا تنتهي, وبعدها يطالبني البعض بالمشاركة, أنها سخرية الزمن, وهزليات بغداد التي لا تنتهي, نفاق ودعارة تحت النشيد الوطني.في رواية علي بدر قال بطل الرواية “الكاتب المغمور” مرة متسائلا : (وسئلت نفسي لماذا تكافئ الحياة على الدوام أبناء العاهرات)؟
[email protected]