الوقت الذي يعيش فيه العراق وأهله من أسوء الأوقات التي مرت عليه ، بفضل الطائفيين وبفضل أحزاب الإسلام السياسي ، ومن جراء تدخل الدول في شؤون العراق الداخلية ، تلك الفترة التي تفوق فترة غزو ( هولاكو) للعراق .
العراق كان قبلهم قبلة للقاصي والداني ، كان العراق يمثل العزة والقوة والكرامة والشموخ والرقي ، وكان بوابة للتطور في مختلف مجالات الحياة ، فيه الخير بمختلف أنواعه ، رزقه الله بتنوع في التضاريس وتنوع في ألوان اجتماعية مختلفة مما زاد في جماله وقوته ، وحيث كرمه الله بأعظم نهرين هما ( دجلة – والفرات ) من أعذب الأنهار في العالم .
إلى أن جاء نظام صدام وبعد فترة عصيبة ، صم الأعين والأذان عن كل المقترحات التي تقدمت لإنقاذ العراق من الهجمة الشرسة التي تحاك ضده ، وخيروه بالاستقالة ولذهاب للعيش في بلد عربي وهو الأمارات العربية المتحدة ، تلك كانت مبادرة الشيخ زايد (رحمه الله) ، لكن لم تجد من قبل النظام أذان صاغية بل كانت أذان طاغية ، مما أوصل العراق إلى يد الاحتلال الأمريكي الغاشم .
تلك كانت مرحلة تعتبر مفترق طرق بالنسبة للعراق .
واليوم وبعد 14 عام ، تعاقبت ثلاثة حكومات على هذا البلد المجروح ، هي حكومات ( الجعفري والمالكي و ألعبادي ) ، والغريب بالأمر أن فيهم شيء مشترك ، بأنه مهما حصل من دمار للعراق ، ومهما سالت دماء العراقيين من جراء أدارتهم الفاشلة للحكم ، يصموا أذانهم عن المقترحات من بعض السياسيين العراقيين أصحاب خبرة والمفروض هم شركائهم بالعملية السياسية ، ألا أنهم تنصلوا من كل العهود والمواثيق المكتوبة ، وأصبحوا رجال بدون كلمة ، فلا يسمعوا أي مقترح من شانه إنقاذ البلاد من الخطر المحدق به ، إلى أن وصلنا إلى صاحب الرقم القياسي بالفشل السيد ألعبادي حيث انه يغلق أذانه وعيونه وفي بعض الأحيان يغلقهما معا ، عما يحدث في العراق من إرهاب ، وضياع لمدن ، وسقوط مؤسسات مثل البرلمان ومجلس الوزراء ، وتفجيرات ، وتدهور اقتصادي ، وسلب لهوية العراق من قبل دول خارجية ماذا يريد حتى يكون شجاع ويعترف بالفشل ويتقدم باستقالته أكثر من ذلك .
المهم الغريب بالأمر الفترة التي حكم فيها الإخوة ( الجعفري والمالكي و ألعبادي ) السلطة في العراق لديهم صفة يتقاسموهما هي .
لا توجد لديهم أذان صاغية …..توجد لديهم أذان طاغية