17 نوفمبر، 2024 6:56 م
Search
Close this search box.

رأي في قصة الرتل الداعشي الهارب

رأي في قصة الرتل الداعشي الهارب

لأن أخبارنا والتي ننشرها عبر صفحاتنا في الفيس بوك وتويتر، تحمل عنوان (عاجل)، ومن حقنا أن نحصل على السبق الصحفي، كنا من أوائل ناشري خبر استهداف وتدمير 450 عجلة محملة بالدواعش الهاربين من بعض مناطق الفلوجة، بتاريخ 29/6/2016 الساعة العاشرة، من صباح ذلك اليوم، ومن ثم كررنا نشر كل الأخبار المتوالية عن هذا الحدث، والجهات المتعددة التي تبنت هذا الاستهداف، وأول هذه الجهات ما يسمى بمقاتلي عامرية الصمود في عامرية الفلوجة، ومن ثم قوات الجيش والحشد الشعبي والحشد العشائري، ومن ثم طيران الجيش العراقي، وأخيراً تبني أمريكا ضرب هذا الرتل.
وحسب رؤيتنا نوضح ما حدث، ونعتقد إنه الأقرب للحقيقة: فمن الواضح أن اتفاقاً جرى بين الأمريكان، والدواعش المنكسرين في الفلوجة، لخروج الدواعش، وعوائلهم إلى سورية، وأغلبهم من جنسيات عربية وأجنبية، ولا نستطيع أن نجزم بعلم الحكومة العراقية، بشخص رئيس الوزراء حيدر العبادي بهذا الاتفاق، وقد عبرت أمريكا معلومات غير صحيحة للقوات من الحشد الشعبي متمثلة بكتائب حزب الله، والحشد العشائري المتجحفل معهم، وقوات الجيش العراقي التي شاهدت أرتال الدواعش، وكذلك عبرت أمريكا معلومات مضللة لطيران القوة الجوية والجيش، لكي تسهل مرور الدواعش.
ولكن ما حدث أن استخبارات حزب الله كانت قوية جداً حيث تحروا عن الأمر، وكشفوا الحقيقة، التي حاول الأمريكان إخفاءها، حيث قالت أمريكا أن هؤلاء هم من النازحين الهاربين من بطش داعش، وهنا بدأ حزب الله والذين معه من العشائر، وبعض القطعات العسكرية القريبة باستهداف هذه الأرتال، واشتبكت معهم، حيث كانت الأرتال تحمل مقاتلين، ومعهم أسلحة مختلفة، وبدأت المعركة، وبدأ افتضاح معلومات الأمريكان المضللة، فلا يمكن للنازحين أن يحملوا هذا الكم الهائل من الأسلحة، حيث استشهد في بداية المعركة حوالي عشرة من مقاتلي العشائر البطلة، واستطاع الإرهابيين الهاربين من فتح ثغرة كبيرة من خلال شفل، حيث تمكن الإرهابيون من المرور عبر هذه الفتحة، بعد تدمير أكثر من 70 عجلة محملة بالإرهابيين، وعوائلهم، ولأن معلومات الأمريكان كانت مضللة، فقد تأخر أبطال طيران الجيش في الإسناد، وكان الجو غير مناسب لطيران الجيش، ولكن أخيراً تدخل أبطال طيران الجيش العراقي من خلال استخدام الطيران الواطي، لتجاوز ردائة الجو، وتم تدمير أكثر من 130 عجلة محملة بالدواعش، وتمكنت أكثر من 50 عجلة من الفرار في عمق الصحراء، بعد أن نفذت ذخيرة معظم الطائرات المهاجمة.
وسؤال يطرح نفسه، كيف تسنى للطيران العراقي أن يحلق بعد منع الأمريكان لهم من الطيران؟! وقد حصلنا على معلومات من أحد الطيارين الأبطال الذين نفذوا عملية ضرب الرتل الداعشي، حيث قال الطيار، ان أحد الطيارين طلب الطيران بطائرته لاختبار طائرته، واستطاع التحليق فوق الرتل الداعشي، وشاهد النيران منطلقة من الرتل وهو يشتبك مع الحشد العشائري، والحشد الشعبي، وبعض قطعات الجيش، فعاد إلى القاعدة، وتم التوجيه لكافة الطائرات المجهزة بالأسلحة إلى الطيران فوراً إلى تلك المنطقة واستهداف الأرتال الهاربة في الصحراء، وتمكن صقور الجو الأبطال من البطش بالدواعش في هذه اللحظة. وبعد كل ذلك لم تستح أمريكا أن تعلن إن طيرانها ساهم في تدمير جزء كبير من هذه الأرتال الداعشية، وقد حدث ارتباك كبير، وتناقض بين تصريحات القادة العسكريين الأمريكان، وسفير الولايات المتحدة في العراق، فهم يقولون دمرت طائراتنا أكثر من 150 عجلة، ومقتل أكثر من 250 إرهابي، وسفيرهم يقول أن العجلات لا يزيد عددها عن 100 عجلة. من خلال هذه العملية وتداعياتها. أجد أن على الجهات الحريصة على أمن الوطن أن تحقق فيها، فهي تؤكد أولاً: أن لأمريكا اتصال مباشر مع الدواعش! وثانياً لابد من الحفاظ على وجود الحشد الشعبي المستمر في تلك المناطق، وخاصة الفصائل التي تملك استخبارات قوية وهائلة، إلى حين استتباب الأمن في تلك المناطق، وزوال خطر الإرهاب نهائياً، وبغير ذلك فعلينا أن ننتظر دورة استنزاف قادمة، والى مزيد من الدماء، وتدمير
لاقتصاد العراق، وقدراته العسكرية. وهذه مهمة السلطات التنفيذية، وعلى رأسها رئيس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة، السيد حيدر العبادي.

أحدث المقالات