22 ديسمبر، 2024 6:57 م

أيران مالها وما عليها

أيران مالها وما عليها

هل أيران مشكلة في المنطقة ؟
أم المنطقة مشكلة لآيران ؟
بمعنى أخر : هل ألآسلام مشكلة أيران ؟
أم أيران مشكلة ألآسلام ؟
هل الذين يكتبون عن أيران يعرفون مشكلة المنطقة والعالم ؟
وهل الذين يصبون جام غضبهم على أيران هم مخلصون للعراق ؟
هذه ألآسئلة وغيرها تختصر جوهر العقدة التي تطفو كما تطفو الطحالب فتلوث المياه الصافية .
أيران ليست مشكلة للمنطقة عندما كان شاه أيران شرطيا للخليج  .
وأيران ليست مشكلة للعالم عندما كان نظام الشاه يستقبل شباب الكشافة ألآوربية لتنشر الفساد والميوعة في أيران بأعداد تتجاوز المئة وعشرين ألف شاب وشابة ؟

أيران في العقول المستفرغة من الفهم والتي لازالت تفضل سباق الهجن هي مشكلة للمنطقة .

وأيران التي تحمل ألآسلام عنوانا في الحكم والسياسة وألآجتماع هي مشكلة لآسرائيل وكل مشكلة لآسرائيل هي مشكلة لآمريكا ؟

ألآسلام هو التحدي للعقول الملوثة برائحة البترول وتسرب غاز الميثان والحريصة على بنوك المال حتى تبقى حركته أمريكية بأيقاع البورصات الغربية واليابانية .
وكل من يحمل هم المشروع ألآسلامي الحضاري السلمي فهو متهم بألآرهاب لكن ليس ألآرهاب الداعشي أو القاعدي فأرهاب الدواعش مضمون النتائج وشيفرته مقروءة أستخباراتيا لذلك تتباطئ أمريكا وأوربا في ملاحقته ؟
أيران قد رلها أن تحمل ألآسلام بأسم جمهورية أسلامية بمفهوم ولاية الفقيه التي هي أمتداد لحكم المعصوم النبي “ص” أو ألآمام “ع” وهذه الصيغة سماوية ألآنتاج لاتعددية لها على قاعدة ” لو كان فيها ألآهان أو ألهة لفسدتا ” وهو أتجاه صحيح لايمكن ألآعتراض عليه ألآ من قبل النفوس المريضة والعقول الملوثة بنزعات أبليس وأغراءات شياطين ألآرض وهم كثر ؟
لكن تجربة أيران مع جمهورية أيران ألآسلامية لاتخلو من أخطاء , وألآخطاء ليست عقائدية , أي ليست في الستراتيجيا  وأنما هي أخطاء في  التكتيك , وأخطاء التكتيك هي ما يسمى في المصطلح القرأني : أخطاء اللمم ” واللمم مشمول بالعفو والمغفرة من قبل الله تعالى للذين يحاولون ألآستقامة بأخلاص ولكنهم يسقطون في عثرات التجربة كما سقط أدم عليه السلام أمام أغراءات الشيطان في تجربة أولية لكن أخلاص أدم وثباته على العبودية لله جعلته يبادر للآعتراف بالخطأ فأستحق المغفرة ونال التوبة ومعطياتها التي أصبحت مشروعا لتلافي الزلات وألآخطاء ؟
تجربة أيران ألآسلام مع حزب الله اللبناني المقاوم تجربة ناجحة فيها من المصداقية الجهادية ضد الصهيونية  ما يستحق الثناء , وتجربة أيران ألآسلام مع المقاومة الفلسطينية ناجحة في خطوطها العريضة ولكنها ليست بمستوى نجاحها مع حزب الله اللبناني الذي حظي بقيادة أستثنائية تمتلك عقلا منظما من الشهيد عباس الموسوي الى السيد حسن نصر الله .
لكن تجربة الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية مع العراق فيها أخطاء تكتيكية كثيرة لاسيما مع من دعمتهم أيران من أحزاب كبيرة لم تكن قياداتها بعيدة عن الشبهة  وتشكيلات صغيرة يحدوها حب الظهور ونهم ألآمتيازات مستغلة ظروف العراق المحاصر بألآرهاب والفساد ومستغلة موقف الجمهورية ألآسلامية المحاصرة عالميا بقيادة أمريكا والصهيونية , وجمهورية أيران ألآسلامية ترى في العراق عمقها الجيوسياسي العقائدي لآن شعبها يتبع مدرسة أهل البيت , ومدرسة أهل البيت لها في العراق جمهور مخلص تاريخيا صنع مناخا حاضنا لولاء مدرسة أهل البيت عليهم السلام , وهذا النمط من الولاء يتفرد بأعلان البراءة من أعداء الله المتمثل اليوم بالصهيونية ودويلتها أسرائيل وداعمي أسرائيل وفي مقدمتهم أمريكا وأدواتها في المنطقة .
على أن الفارق السلوكي للقيادات الحزبية المسماة بالدينية في العراقي لاترقى الى ماعليه القيادة الحاكمة أسلاميا في أيران منذ أيام السيد الخميني رحمه الله الذي ضرب مثالا في العصامية والتقوى ولم يجعل السلطة الزمنية تغريه كما أغرت أحزاب السلطة الفاسدة في العراق , وما يقال عن السيد الخميني يقال عن السيد علي خامنئي وحتى القيادات ألآخرى كرؤساء الجمهورية ومجلس صيانة الدستور ورئاسة البرلمان والوزراء والنواب والمحافظين وقيادات الجيش والحرس الثوري لم تسجل عليهم ملاحظات فساد كما سجلت على مسؤولي أحزاب السلطة في العراق وكلهم يرتبطون بأيران أرتباطا يسيئ لآيران وسمعتها , مثلما أساء للعراق وللشعب العراقي بشكل كبير ومؤلم , لذلك على الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية أعادة النظر بتجربتها مع ألآحزاب العراقية سواء كانت دينية أو علمانية , وعلى الذين يجعلون من أيران عدوا بمنهج أمريكي صهيوني لهؤلاء نقول : من يريد أن يخلص للعراق عليه أن يعيد النظر بنظرته العدائية لآيران غير المبررة منطقيا وأنسانيا , وعلى العرب الذين أندفعوا بموجة العداء لآيران أن يدركوا أن الجغرافية لاتتغير وأن ألآفكار يمكن أن تتغير , والمبادرة لتغيير الموقف من أيران هو مصلحة عربية قبل أن يكون شيئا أخر , ومن لايعرف مصالح وطنه وقومه لايمكن أن يكون حاضرا بشرف المسؤولية لمن هو علماني , وبثواب براءة الذمة لمن هو متدين على منهج الحنفية ألآولى التي أختتمت بألآسلام نور السماء لآهل ألآرض