مرة أخرى بدأت تباشير التاريخ ترسم لوحة جديدة من ثورات الشعوب المضطهدة في العالم العربي , يوم انتفض البحرانيون يوم 14 فبراير / شباط 2011 في البحرين واتخذوا من دوار الؤلؤة مسرحا لتجمعات شعبية تطالب بالحرية والمساواة وتفعيل الديمقراطية بالبلاد وإزالة حكم العوائل المتبع في دول الخليج العربي ..
استمرت المظاهرات الحاشدة لازمتها مفاوضات فاشلة .. بعدها عمدت السلطة البحرينية إلى قمع الجماهير عن طريق قوات سعودية استقدمتها من خارج البلاد لقمع الشعب الأعزل ..!! رافق تلك المظاهرات وأعمال القمع التي استخدمها ملك البحرين حمد بن سلمان الذي كشف عن سذاجته وتخرصاته انه يمكنه قمع أحرار البحرين من خلال مرتزقة يجندهم من هنا وهناك واستعان برجال المخابرات العراقية والسعودية لتفتيت وحدة المطالبين بالحرية ,لكنه فشل.
وتصدت الأجهزة الإعلامية البحرينية والعربية التي تعتاش على أموال قطر والسعودية أن تشوه صورة الثورة , وان تمسك خيطا واحدا بعمالتها وانتماءها إلى إيران تحديدا أو أجندات خارجية ولكنهم فشلوا جميعا ..
وكان في تصور الطغاة إنهم يتمكنون في زعزعة الثوار والأحرار من خلال سميرة رجب أو فيصل قاسم وغيرهم من إيجاد شرخ في علاقة الثوار والمطالبين بالحرية وبين المطالب الشعبية التي يجاهد الشرفاء من اجلها في كل العالم .. فشل آخر يلحق بالجهاز الحكومي البحريني بعد تصاعد نبرة الإعلام المضلل ضد الثورة البحرينية , وتدخل القضاء المتحيز والمخجل على تسمية العدل والقوانين الإنسانية التي تفصل بين المتخاصمين .. وأصبح قضاء البحرين وصمة عار على حمد بن سلمان حينما زج القضاء المهلهل بأبناء الشرفاء وأهل البحرين النجباء الذين امتزج عرق جبينهم ببناء دولتهم في السجون في وقت يتمتع المرتزقة من جنسيات غير عربية بامتيازات أبناء البلد ..
واليوم تحول الصراع بين الطغمة الحاكمة في البحرين وثوار الؤلؤة إلى مرحلة خطيرة , حين عمدت السلطة بدفع من خارج الحدود إلى إسقاط الجنسية عن آية الله الشيخ عيسى قاسم الذي تشرفت البحرين أن يكون احد أبناءها الذين كتبوا دستور البلاد عام 1975..
أنا متأكد إن ملك البحرين لا يقرأ منطق التاريخ , حين اسقط الجنسية من مواطن يعتبر رمزاً من رموز البحرين , ورمزا من رموز المعارضة السلمية . وقد سبقه فعل مشين آخر حين زج الشيخ المجاهد علي سلمان في السجن , ولم ترتضي روحه بفترة سجنه فقرر أن يضاعف القضاء بأمر من الملك ويشدد السجن على الشيخ علي السلمان ..إن الإجراءات التي تتبعها حكومة البحرين , ستحرق نفسها بنار الطائفية والفتنة التي أشعلتها سياسة ملك البحرين وحاشيته الذين يدفعونه بدون علم للقضاء على ثورة الؤلؤة وبركانها المتطلع للحرية في حوض الخليج العربي ..
إن منطق التاريخ يثبت إن هناك ثورات وشخصيات قمعت أكثر مما يمارسه حمد بن سلمان ضد الشيخ عيسى قاسم وثوار البحرين .. فليقرأ المدعو حمد بن سلمان والحاشية الفاسدة منطق التاريخ ولا يجددوا تجربة الشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله مع صدام حسين .. وتجربة السيد روح الله الموسوي الخميني {قدسره} ضد محمد رضا بهلوي شاه إيران .. لان تطلعات الشعوب واحدة , رغم اختلاف الطغاة …