19 ديسمبر، 2024 5:47 ص

العراق والصراعات الأقليمية …!

العراق والصراعات الأقليمية …!

أنتهت جرائم القتل اليومي التي يمارسها النظام ضد الشعب السوري الى تجميد عضويته من الجامعة العربية وفتح الآفاق لتدخل دولي لحماية المواطنين وأيقاف حمام الدم  اليومي المتصاعد في حصاده لارواح السوريين ،وهو مادفع  غالبيةالأنظمة العربية للتكتل ضد نظام دمشق والقبول بما سيحدث لاحقا من تدويل للأزمة لاتستبعد خيارات التدخل العسكري واسقاط نظام الأسد بعد ان ردد مئات الآلاف من السوريين نداءات التسقيط والرحيل والاعدام ، لكن الاسد يبدو كسلفه القذافي لايتعظ من الدرس .
تطورات الوضع السوري انشأ متن جديد للأزمات في المحيط الأقليمي بين ايران ودول الخليج وربما تتصاعد التهديدات بين اميركا وايران  على خلفية الملف النووي حتى تبلع ذروتها في ضربة اميركية اطلسية اسرائيلية تترافق مع سقوط نظام الاسد بهدف منع حزب الله من استغلال العمق السوري اذاماحدثت الضربة ودخلت لبنان عبر حزب الله على خط الأزمة ، واستمرارا لحدوث هذا السيناريو او غيره وما يقابله من ردود افعال واحتدامات وتصادمات  وحروب ، فأن العراق سوف يكون على ضفاف الأحداث وربما تندفع بعض الأطراف لزجه او توريطه في هذه المعمعة و سواها ، او تستغل قدراته الحالية فتجنح بعضها للاعتداء عليه او استغلال سماؤه وارضه في بعض الفعاليات ذات الانشطة العدائية لهذا الطرف او ذاك . هذه الحقائق ينبغي ان يتنبه لها الساسة العراقيين وتحديدا الموقف الرسمي او الحكومي للدولة العراقية وحكومة أقليم كردستان ، والاضطلاع بالادوار التالية وأهمها :
*الحفاظ على موقف الحياد وعدم التدخل في اي من النزاعات الاقليمية وعدم الانحياز لاي طرف على حساب الآخر ، والتذكر بأننا شعب ينزف من جراحاته طيلة السنوات التسع الماضية .
*تجنب الاندفاع او الميول الطائفية او القومية والتنبه الى حقيقة ان الوطن العراقي هو اكبر من كل المكونات وصون وحدته واستقلال صيانة للجميع .
*ان الدول الأقليمية كافة استفادة من مشروع احتلال العراق واشتغلت على تدمير تجربته السياسية من خلال تسلل الارهاب من دول الخليج وليبيا واليمن وتدريبهم واعدادهم في سوريا ثم الدفع بهم لحصاد ارواح العراقيين وبدعم الخليج ودول الجوار وهذه الحقيقة التي يعرفها العراقيون جميعا ينبغي ان لاتخفى على المسؤولين الحكوميين .
* ادراك حقيقة ان العراق يحتاج الى وقت طويل وعمل دؤوب وأمكانات مالية ولوجستية هائلة ليستعيد دوره وامكاناته الحربية التي قضى الدستور باستبعادها في العلاقات مع المحيط الأقليمي .
* العراق لم يزل وحيدا يحبو بأتجاه الوصول الى شاطئ الأمان في مشروع بناء النظام الديمقراطي بعد عزلة ومقاطعات وتهديدات وسلوكيات تخريبية لاتعد ولاتحصى من قبل دول الجوار العربي والأسلامي ، وان بعض اهداف هذا الصراع والتنافس قد يهدف للهيمنة على العراق ، ومن هنا فالحكمة تقضي بالابتعاد عن المتصارعين وتكتلاتهم الأقليمية واهدافهم بالتوسع والهيمنة .
ان الأزمات الخارجية التي بدأت تتصاعد عند الجوار العراقي تستدعي ايضا ان يتفق الفرقاء العراقيون على موقف موحد أزاء مايحدث ، وهو ماينبغي ان يتفق عليه قادة الكتل السياسية داخل البرلمان العراقي ، وليتذكر الجميع ان هذه الاحداث سترسم مسارا جديدا للشرق العربي والخارطة السياسية لهذا فأنها تحتاج الى قدر عال من الجدية والتقارب الوطني وتأجيل التجاذبات الطائفية والحزبية والمصالح الشخصية والفئوية ، سيما وان العراق سيكون خاليا من عديد القوات الأميركية ، ومسؤول عن حماية نفسه ازاء مايتهدده من اعتداءات خارجية .

أحدث المقالات

أحدث المقالات