بجوارنا تسكن عائلة قد توفي ابوهم منذ زمن فعاشوا ايتاما يعانون شظف العيش وعاشوا حاملين هما لمعيشتهم. فاكبرهم ١٩٩٠. وعند سقوط الموصل و سماع نداء المرجعية بتشكيل الحشد الشعبي انبرى اصغرهم مواليد ١٩٩٥ للتطوع وهو الان في مكان حساس في جبهات القتال وذات يوم جاء جريحا فانصدمت امه فاصرت عليه بعدم الذهاب ثانية لكي لا تثكل به كما حصل لاقرانه وانها لا تتحمل فقده فاجابها (( بعد تحرير الموصل )) وذات يوم التقيته وتكلمت معه فرايته بذلك الحماس وبتلك الروح الوطنية فالف تحيه لهكذا بطل ………..وفي جانب اخر لي صديق ينقل لي عن احد اقاربه وهو برلماني يسكن المنطقة الخضراء ينقل لي عن برنامجه اليومي حيث يستيقظ في التاسعة صباحا فيبدا بوجبة الافطار ثم مجئ الحلاق وعمل الصالون الخاص به ثم يبد لمدة ساعة باختيار نوع القاط الذي يرتدية وتناسق الالوان هذا اذا كانت هناك جلسة لمجلس النواب لهذا اليوم اما اذا لم تكن فيقضي وقته بمشاهدة التلفاز والبرامج المتنوعة والجلوس عند الانترنيت ثم بملاعبة الاطفال في البلي ستيشن ….
وهكذا فهو لا يشغل نفسه كما نتصور او نتوقع بوضع برامج تخدم البلد او تقلل من مشكلاته الاجتماعيه والاقتصاديه والسياسية. بمعنى اخر انه عايش لنفسه ولا يحمل هما لا لمعيشته ولا لصوت الانفجارات التي تحصد ارواح ابناء هذا الوطن لانه والعهدة على الراوي قد غلف الجدران بمواد مانعه للصوت لكي لا تزعجه وابناءه تلك الاصوات واذا عملنا مقارنه بسيطه بينه وبين ذلك الشاب الذي يابى الانسحاب رغم جراحه (( حتى تحرير الموصل )) فنجد ان البون شاسع بينهما من حيث مقدار الاستفادة من الوطن ومقدار التضحيات والروح الوطنيه وهذا ان دل على شئ فيدل على خطأ الناخب في الاختيار فيجب ان لا تكون الانتخابات القادمة على اساس الاقربائية او العشائريه والطائفيه لكي لا تكون مجموعة من الانتهازيين والوصوليين والنفعيين يرسمون مستقبلنا ومستقبل اجيالنا بل نسعى الى مجموعة من المخلصين والمضحين والمفكرين لكي يرسموا سياسة مستقبلنا …… تحياتي