22 نوفمبر، 2024 7:34 م
Search
Close this search box.

عامرة أم المساجد!!

عامرة أم المساجد!!

لا تمثل معركة استعادة الفلوجة انتصارا عسكريا أحادي الاتجاه، رغم أهميته التعبوية، فقد مثلت مشروعا وطنيا متكامل الحلقات ،بانهاك المراهنة على الفتنة الطائفية، لصالح تعزيز قدرة القوات العراقية على اكمال مهتها الوطنية و مسؤوليتها الاخلاقية في حماية تراب الوطن، و زرع الأمل بنفوس المغلوب على أمرهم، مثلما وضعت معركة ” أم المساجد” نهاية غير متوقعة” لمشروع دمار عابر لمنطق الانسانية.
لقد أفقدت معركة الفلوجة مسلحي داعش القدرة على المناورة أو حتى استعادة الانفاس ما أفقدهم القدرة على التأثير النفسي، حيث تحولوا فجأة الى حكاية لا تخلو من الشماتة و التندر فقد تحول الشبح ” الذي لا يقهر الى ” فزاعة جرذان في مزرعة مهجورة”، ما احدث ارتدادات مبكرة في الموصل التي تستعد لطرد داعش بعملية التفاف تعتمد المقاومة الشعبية نقطة ارتكاز متقدمة في القضاء على داعش.
لقد عززت استعادة ” مدينة المساجد” الثقة في النفوس و القدرة على المواجهة بعد انهيار “صومعة “الترهيب الطائفي، لذلك ستحدث انتفاضة شعبية في نينوى تكون قادرة على انهاء داعش بدعم و اسناد من القوات المسلحة و ليس العكس، بعد أن أكتشف الجميع أن ” اسطورة القوة التي لا تقهر” مجرد ادعاء نفسي و احتيال بيولوجي للتضليل، حيث انهار معسكر التطرف بلا معركة ضروس مثلما كانوا يروجون عبر أبواق دعائية متعددة الأساليب و الأهداف و العناوين.
هزيمة داعش في الفلوجة ستكون مدرسة لنزع أفكار التشدد و اللامسؤولية الوطنية من عقول ملايين الأطفال الذين راهن داعش على تحويلهم الى قنابل موقوتة ” متعددة أوجه التناسل” بينما سيشكلون قاعدة بيانات وطنية ” متجذرة” بعد اكتشافهم ” دنيوية داعش و مصالحه غير العراقية” بعد سنوات من حرث تخريبي لاعتبار الانتماء للعراق من أنواع الوثنية مقارنة بما أطلقوا عليه ” الدولة الاسلامية” خارج رحم القيم السمحاء للدين الحنيف، و التي كأن أول أركانها المأساوية ” بدعة اعلان الخليفة” التي تحتاج الى استفتاء شعبي لا ” تكليف حزبي”، ما يؤشر انهيار السقف على رؤوس الخداع و النصب و الاحتيال بأسم الدين، وهو بحد ذاته من النتائج الكبيرة لتحرير الفلوجة.
أنتهت آساطير كثيرة لداعش و آخواته باستعادة الفلوجة ، و برزت الى الواجهة عناوين طمأنة وتفاؤل بمستويات مختلفة، ستشكل برنامجا جديدا للحياة و التواصل ضمن مبادئ الشراكة و الانتماء و الخوف على العراق و آهله، داعش مهزومة في الفلودجة يعني عراقية مزدهرة في
الموصل و باقي تراب الوطن غدا، عراق يتسع لجميع ابنائه باستثناء ” مبدعي” وصفات الفرقة و الخلاف و محاولات بيع الضمائر في سوق التنافس على تخريب العراق بأموال ” الطوائف السياسية” التي لم تكن في الحقيقة غير ثوبا باليا لعورات سياسية تلتقي عند رغبة ترهيب العراقيين لتحقيق موارد حزبية و شخصبة، حيث عناوين الفتنة تلتقي رغم أختلاف مسمياتها و بيادقها و مشاريعها الممولة بدم الأبرياء!!
[email protected] 

أحدث المقالات