العراق وإيران وكورية الشمالية محور الشر حسب الأطروحات الأمريكية باستثناء طالبان وأفغانستان والإرهاب العالمي الذي تصدره إيران إلى كل مكان عن طريق الجماعات المسلحة الممولة إيرانيا ماديا ومعنويا المنتشرة على الساحة الدولية من جنوب الفلبين حتى شمال إفريقيا مرورا بالمنطقة العربية وأوربا وصولا إلى الأمريكيتين الشمالية والجنوبية .
فقد بدأت حكومة الملالي خلال الثمانينات من القرن الماضي محاولة تصدير الدفعة الأولى لهذا الإرهاب إلى العراق ووقعت الحرب بين الدولتين وكان الضحية هما الشعبان الشقيقان وما لبثت الدخول عبر بوابتها الشرقية أفغانستان ودعمت فصائل طائفية في هذا البلد الذي مزقته الحرب الأهلية بعد خروج الاتحاد السوفيتي تكبد فيها الشعب الأفغاني المسلم تضحيات جسام يعجز الوصف عنها . ثم انتشرت الأجهزة الإرهابية التابعة لحرس خميني في جميع الدول الأوربية وشمال إفريقيا ونفذت عشرات عمليات القتل بحق المعارضين السياسيين للنظام من تركيا حتى سويسرا وايطاليا وباقي دول الناتو إضافة الى دعمها للجماعات المسلحة في هذه الدول تحت غطاء الإسلام والجهاد.
واليوم يتمركز الوجود الإيراني بقوة داخل البيت العربي جاهدا لتمزيق وحدة الصف ونشر أسباب الفوضى والفتن الطائفية بين الأشقاء بذات الذرائع التي أوهمته في العراق . أما الشأن الداخلي الإيراني فحدث ولا حرج مئات الآلاف من القتلى المعدومين وملايين الإيرانيين اللذين تعرضوا للانتهاكات البشعة للحقوق الإنسان . والحديث عن البرنامج النووي المخصص للإغراض العسكرية فهو معروف أمريكيا من خلال تخصيب اليورانيوم وكذلك صناعة الصواريخ القادرة على الوصول الى المدن الأوربية وربما الأمريكية . ولن يغيب النفوذ الإيراني عن الخليج العربي صاحب اكبر احتياطي نفطي في العالم فقد تدفقت الأجهزة الأمنية الإرهابية من حرس خميني واطلاعات وجيش القدس تحت مسميات الجمعيات والمنظمات الخيرية والأيدي العاملة . هذه الحزمة الهائلة من الممارسات الإجرامية لا تصنف وفق المقاييس و المعايير الأمريكية بألارهابية ؟ إذن كيف يكون الإرهاب ؟ ولماذا الضجة التي أفزعت المجتمع الدولي ضجيجا ؟ فهل محاصرة حزب الله من قبل اليونوفيل كانت مسرحية أم حقيقة بعد ان دك المدن الإسرائيلية بالصواريخ الإيرانية امام أمريكا وأنصارها من العرب العاربة . أسئلة كثيرة طرحت نفسها على المسرح السياسي الإقليمي والدولي بعد سلسلة معقدة من المتغيرات في جميع المفاهيم التي تحكم العلاقات الدولية ؟
أمريكا تضع بصماتها الواجبة واللازمة لاي تغيير في نظام الحكم للدول وحكوماتها على هذه الأرض ومن ضمنها ما حصل في إيران بعد الإطاحة بنظام الشاه وظهرت التيارات الدينية الإيرانية على وفق تلك المعايير المتبعة أمريكيا . إيران إذن ضمن محور الشر داعمة للإرهاب الدولي في كل مكان , ايران تصنع اسلحة الدمار الشامل , ايران تزعزع الأمن والاستقرار في الدول المجاورة وغير المجاورة . وهي تحاول السيطرة على منطقة الخليج العربي بكل الوسائل المتاحة من كل هذا وأمريكا لم تحرك ساكنا الا في الاعلام السياسي .
أمريكا تعلن ان ايران تمد الميلشيات بالسلاح والعتاد وتقتل قوات التحالف ؟ اما انتهاكات حقوق الإنسان في ايران فالجمعية العامة للامم المتحدة خير من يجيب . ان سجل كهذا حافل بالاعمال الإجرامية لا يمكن السكوت عنه الا اذا شاب الاستراتيجيات الغشاء او هنالك امور تقع في مفهوم الشك وانها بحاجة الى يقين ؟؟ كورية الشمالية رضخت للضغوط الأمريكية والغربية واليابان ولم تعد تشكل خطرا على شرق أسيا فقد استجابت الى المغريات السخية في تحسين المستوى المعاشي للمواطن الكوري وأنتهاء معها الصراع الذي استمر بين الأخذ والرد سنوات عدة . كما انتهى العراق من دائرة الصراع ولم يعد يشكل أي خطرا بل هو نفسه معرضا لخطر الارهاب يوميا وتعصف بشعبه الأبي الويلات التي جلبته الولايات المتحدة الأمريكية معها ابان الغزو الغاشم . فالعراق لم يصل الى المرحلة التي وصلتها إيران من كل ما ذكرناه .فهل الصراع الأمريكي الإيراني حقيقة أم وهم ؟؟؟؟