محمد فؤاد معصوم هو رئيس جمهورية العراق المدلل والمترف والواقف على التل.فمستوى الاداء الذي يؤديه لا يتناسب مع التحديات التي تواجه البلاد التي تخوض حربا ضروس ضد عصابات داعش الأرهابية وتواجه أزمة سياسية كبيرة وتقف امام محنة اقتصادية لم تمر بها في السابق؟ هل الرئيس معصوم يؤدي مهام الرئيس فعلاً ؟ لنتحدث بصراحة أكثر مافائدة الرئيس الذي لايحل المشاكل الكبيرة ولايقدر على جمع رؤس الخلاف في البلاد؟
الرئيس معصوم الذي يحبس نفسه في جدران قصر السلام وهو محاط بمجموعة من المستشارين وعصبة من الموظفين يختصر دوره على ابداء القلق والاستنكار والترحيب من دون خطوات عملية على الارض ومن دون أن يمضي ولو خطوة واحدة خلف جدران القصر الرئاسي فهو.
من دون شك أنه من الظلم المقارنة أو التفكير حتى بالمقارنة بين اداء معصوم واداء الرئيس السابق جلال الطالباني الذي كان فاعلاً ومؤثرا ومساهماً في تفكيك الازمات الكبيرة وكان قارب التقارب بين الخصوم.
رضا معصوم لنفسه أن يبقى المسافة بعيدة بينه وبين المواطنين فليس من المعقول أن الرئيس معصوم لم يزر منذ جلوسه على كرسي الجمهورية حتى يومنا هذا سوى محافظة الديوانية وكانت زيارة عابرة وخاطفة ذبحت تحت اقدامه مئات الخرفان.
من يتصفح الموقـع الالكتروني الرسمي للرئيس معصوم سيكتشف أن دور الرجل ليس بالمستوى المطلوب ولا بالامل المرتجى وهو مختصر على توديع سفراء الدول واستقبالهم وقطع سبل التواصل مع وسائل الاعلام والمحللين السياسيين والكتاب والمهتمين بالشأن العراقي.
من دون شك ان من يتابع اداء معصوم منذ عامين يرى أن الرجل جلس على كرسي كبير يتطلب جهدا مضاعفاً وقوة في التواصل والاتصال وترك بوابة المخاوف صحيح أن معصوم اتاه الكرسي من اعلى الاتفاق السياسية ومن دون حساب مسبق ولم يكن صاحب مسيرة طويلة في الوصول إلى القصر الرئاسي لاسيما وأنه مايزال يتعامل مع الازمات الكبيرة بجهود قصيرة. ماهو موقف معصوم مثلاً من حل أزمة البرلمان وماموقفه من معارك الفلوجة التي لم يباركها اصلاً ؟ ماموقفه من التواجد التركي في الاراضي العراقية؟ ماجهوده في لم الشمل السياسي ؟ ومارؤيته في موضوع الاراضي التي اخذتها البيشمركة من الجيش العراقي ومارؤيته للعلاقات الدبلوماسية في البلاد؟ ماموقفه من الحشد الشعبي؟ يمكن الاجابة عن هذه الاسئلة أن رئيس صامت وقد لاذ بالصمت طويلاً ولم يتخذ خطوات عملية تتناسب مع وزنه السياسي وموقعه الرسمي.
صحيح أن الدستور العراقي يحدد مهام رئيس الجمهورية باصدار العفو الخاص والمصادقة على المعاهدات والاتفاقيات والمصادقة على القوانين التي يسنها مجلس النواب ومنح الاوسمة والنياشين بتوصية من رئيس مجلس الوزراء وقبول السفراء واصدار المراسيم والمصادقة على احكام الاعدام التي تصدرها المحاكم المختصة والقيام بمهام القيادة العليا للقوات المسلحة للاغراض التشريفية والاحتفالية وممارسة اي صلاحيات آخرى لكن هذا لايعني عدم تبني مواقعا ارفع من محددات الدستور اذا كانت البلاد تمر بازمات كبيرة.يمكن للرئيس معصوم أن يراجع ارشيف الاخبار للرئيس طالباني – على الاقل- ويستفيد منه في تطوير جهوده وان لايبقى مغلق ابواب القصر والا اذا بقى على هذا الجهد فأنه من سوء طالع العراق أن يترأسه رئيس جمهورية جلس اربع سنوات على كرسي الحكم تمر جهوده مرور الكرام ولم ينجح في تبني أي ملف سياسي أو اقتصادي او دولي أو اي شيء آخر !