أصدق تعابير الوطنية أن تخدم الوطن، بعيداً عن الطائفية والمذهبية، فمَنْ يتعامل بالطائفة، والحزب، والكتلة على حساب الأرض، والعرض والمقدسات، ويجازف بوحدة العراق، نشك بعراقيته التي يدعي بها دون شك، فالطريقة السمجة تجاه المواطن محاولة فجة، لتمزيق كرامة الإنسان الشريك معه، في الأرض والماء والهواء والسماء، وسيطمئن العدو بأننا لن نتحد، واللعبة الطائفية يجب أن تمدد لأشواط إضافية، فلا نعرف ماذا هيئ لنا بعد داعش؟
إنتصاراتنا الأخيرة سجلت بأحرف من نور، وتحرير الفلوجة كان بمثابة الضربة الناجعة، التي كسرت شوكة الإرهاب، وحطمت غروره، وهذا لا يرضي الساسة الذين يعتاشون على مخلفات الدواعش، وسيبحثون عن طريقة ثانية لصناعة منصة جديدة، مثل (العز والكرامة _ قادمون يا بغداد)، لهذا علينا أن نكون حذرين جداً منهم.
التصعيد والخلاف لا يخدم إلا الأعداء، ومَنْ إنحرف عن الخط الإصلاحي الحقيقي، هو بكل تأكيد مشارك في تأزيم الوضع السياسي، الذي يتطلب هذه الأيام تظافر الجهود، وتكاثف الإمكانيات، وتحشيد كل ما يلزم، لديمومة زخم الإنتصارات المتحققة في معارك التحرير، فداعش يعيش أيامه الأخيرة، ودولة الخرافة المزعومة الى الزوال، هذا إن إعتقدنا وآمنا بوحدة العراق، وأن بلدنا خلق ليكون وطناً واحداً للجميع.
المأزومون والمهزومون سيسعون سعيهم، ليبعدونا عن معركتنا الحقيقية، في القضاء على الإرهاب، بخلافات سياسية، وإنقسامات حزبية، ليضعوا البلد في أزمة خانقة المتضرر الوحيد منها هو المواطن، ومردود أرباح هذه الأزمة لأعداء العراق، وإنتصار وهمي يحسب لدواعش السياسة، في الحكومة والبرلمان، ليبقى كل شيء معطلاً في البلد، ومن الناحية الأمنية تسرق أرواح العشرات من الأبرياء، بمساعد أذرعهم القذرة من الساسة، خاصة بعد إنكسارهم على سواتر المواجهة والتحدي.
ختاماً: علينا أن نتعامل بثقة، بمفهومي التحريم والتجريم، في قضية سفك دماء الأبرياء، والتي لا ينالها شك مطلق، فجميع الأديان طالبت بحفظ حياة الناس دون النظر الى المذهب، والمعتقد، والطائفة، واللون، بعيداً عن إصطلاحات التباهي، أو التصفية من أجل الثأر، وكذلك علينا أن نضرب بيد من حديد، كل شخص يسعى الى تدمير البلد، ليضعنا في دوامة الموت مرة أخرى، مهما كان منصبه وموقعه، ليعود العراق مشافى معافى.