تخليدآ لذكرى الشهداء الاثنان والعشرون من المهندسين والفنيين والعمال الذين استشهدوا وهم يعملون في أنجاز مشروع هندسي متميز، وبما أننا عملنا بصفة شخصية بهذا المشروع ومنذ اليوم الأول لنصب وتثبيت الكرافانات في مواقعها والتي سوف تكون بعدها مقرآ مؤقت لإدارة المشروع!.
جسر القائد صدام أو جسر ذو الطابقين كان عمل مميز وفريد من نوعه في العراق ودول الشرق الأوسط وحتى في معظم دول العالم , حيث كانت فكرة بناء الجسر من قبل الرئيس الراحل في حينها بتاريخ 15 أب 1993 وقد أنيطت بمهمة تنفيذ هذا التحدي لبناء الجسر بهيئة التصنيع العسكري / منشأة الفاو الهندسية العامة وكذلك دائرة تنفيذ مشاريع الطرق والجسور والمطارات وبأسناد ودعم من مختلف الدوائر الهندسية الأخرى لبقية الوزارات والمؤسسات ,والذي ميز هذا الجسر تحديدآ دون غيره من جسور محافظة بغداد الاثنتي عشر وبقية جسور المحافظات الأخرى بأن بناءه أتى في ظروف شديدة التعقيد وواجه معوقات كثيرة لكون العراق كان تحت حصار جائر مفروضآ عليه نتيجة أحداث الكويت , إضافة إلى أن جميع الجسور قد تم تنفيذها من خلال شركات أجنبية,ولكن جسر القائد ذو الطابقين نفذ وصممت جميع خرائطه الهندسية بجميع مراحله من بدايته ولغاية نهايته بأيدي المهندسين العراقيين دون الاستعانة بأي خبرات أو استشارات هندسية من شركات عربية أو غربية لذا كان هنا عنصر التحدي والبناء!.
تم تنفيذ جميع أعمال الجسر بكافة مراحله ومن جهتي منطقة الدورة والجادرية، في تسلسل زمني وتنسيق متناسق واحد , وتم إنجاز هيكل الجسر من طابقين مع ركائزه عبر نهر دجلة بطول 350 متراً وهو جسم الجسر فوق النهر وخلال مدة زمنية قياسية ثمانية أشهر، وكما تم إكمال جميع مراحل انشاء مقتربات الجسر ومن جهة منطقة الدورة وبطول 10 كم مع الجسر بمدة كلية قدرها 16 شهراً وبأسلوب هندسي دقيق ومن خلال تحقيق أكبر قدر ممكن من السلامة الهندسية والانشائية والتصميمية ,وبإجراءات وفحوصات يومية متكررة في أرض الموقع أو من خلال مواقع الانشاءات الهندسية الأخرى للصب الجاهز حيث نفذا هذا الجسر بنظامي الصب الموقعي ونظام الصب الجاهز المسبق وقد تم تنفيذ أعمدة الجسر بنظام الصب الموقعي ,ولغرض تلافي أي مشاكل هندسية أو إنشائية قد تعترض طريق انجاز العمل ومما حدى لان يرتفع عمره الافتراضي التقديري إلى نحو مائة وخمسون سنة، وقد بلغ عدد فحوصات الأعمال الخرسانية الهندسية منذ البداية وحتى النهاية وعلى النحو الاتي:
1: عشرة الالاف فحص موقعي لجميع اعمال مراحل انجاز الجسر.
2: ثلاثة ألاف فحص متخصص هندسي بالأمواج فوق الصوتية لتقييم كافة الانشاءات الخرسانية وصب القوالب.
3: سبعة الالاف فحص موقعي لجميع المساند المطاطية.
4: أربعة الالاف فحص موقعي بالمختبر والمساحة ونوعية المزيج الاسفلتي ولطبقات الخرسانة الأسفلتية لجميع أعمال ومراحل التبليط النهائي.
5: فحوصات موقعيه لجميع المساند الحديدية الداعمة للجسر ومنها الفحوصات الكيمياوية والفيزيائية وفحص اعمال اللحام وفحوصات ضغط المركبات الثقيلة والخفيفة ومختلف اعمال التقييس والسيطرة النوعية.
لقد كان التحدي في بناء الجسر المعماري المميز ببنائه وبزمن قياسي أذ يعتبر تحدي بحد ذاته إضافة الى العوامل الأخرى الخاصة بتوفر المواد الأولية من السوق المحلية لإتمام مراحل بناء هذا المشروع الضخم ,وعدم الاعتماد على السوق الأجنبية او العربية الخارجية نظرآ للحصار ,وكذلك وهذا هو الأهم لتصميم القيادة السياسية بهذا التحدي على ان ينفذ المشروع بما هو متوفر من مواد إنشائية ومواد بناء وحديد تسليح من السوق المحلية ,وقد تظافرت جهود أبناء العراق الغيارى لغرض انجاز هذا التحدي المهم ,وبأفضل صورة متكاملة ممكنة حيث كان المهندسين والفنيين والعمال يعملون ليل
نهار دون انقطاع ومن خلال دوامين للعمل تبدأ الأولى منذ الساعة السابعة صباحآ ولغاية السابعة مساءآ والأخرى كذلك مسائآ وصباحآ ,ومن المواجهة الصعبة لإتمام هذا العمل كانت اعمال التقييس والسيطرة النوعية الهندسية للصب الجاهز وكذلك الصب في موقع العمل الأخرى ,والتي بلغت كميات الكونكريت المسلح المستخدمة فيها حوالي “180” ألف متر مكعب إضافة إلى ضمان دقة النقل السليم لأكثر من ثلاثة آلاف رافده خرسانية من المواقع الخارجية الهندسية للصب الجاهز في بعض المحافظات واطراف بغداد إلى موقع الجسر، وتم التغلب كذلك على عقبة المساند الحديدية ومفاصل التمدد لبدنة الجسر وفق المعطيات التصميمية للجسر حيث تمكن مهندسين هيئة التصنيع العسكري من تجاوز هذا التحدي ومن خلال استخدامهم لبدائل مشابهة ومكافئة لها بالجودة مثل الحديد المستخلص من مختلف أنواع المعدات والعجلات العسكرية غير الصالحة للاستخدام فيما يخص تنفيذ المساند الحديدية، وكان ذلك إنجاز كبير بحد ذاته مما ساهم وبشكل فعال ومؤثر في سير العمل واستمراره دون توقف، وقد تم إنجاز الجسر بالكامل.
جسر القائد صدام ذو الطابقين بالأرقام:
1-الطول الكلي للجسر من الاتجاهين ومع كافة المقتربات بلغت أطوالها 5480 متر.
2-حجم الكونكريت الكلي المستخدم في انشاء الجسر بلغ 180000 متر مكعب.
3-مساحة الإسفلت الكلية للجسر 178000 متر مربع وبما يعادل 100550 طن.
4-عدد الركائز الكلية للجسر 6474 ركيزة.
5-عدد الروافد المسبقة الصب للجسر بلغت 2989 رافده.
6-عدد القطع المسبقة الصب للجسر بلغت 25000 قطعة.
7-عدد المساند المطاطية للجسر بلغت 4283 قطعة.
8-عدد المساند الحديدية الكلية المتحركة والثابتة للجسر: 290 ثابت و290 متحرك.
9-عدد الفضاءات الكلية للجسر 63 فضاء بطول 20 متراً لكل فضاء.
10-عدد الركائز الكونكريتية 4241 ركيزة بمختلف الأحجام والانواع.
11-مساحة الإسفلت الكلية للمشروع 177351 متر مربع.
12-مجموع الركائز المستخدمة في المشروع 6474 ركيزة.
13-عدد الفحوصات المختبرية التي تمت لأعمال الجسر 89460 فحص.
أسماء المهندسين الذين كانوا لهم شرف المساهمة لإتمام ولإنجاز هذا التحدي المتميز بتصميمه هم كل من:
أولآ: المرحوم المهندس البروفيسور السيد عبد الأئمة حسون الماجد المدير العام للمشروع وأحد أهم المهندسين العراقيين الذين أنجبتهم مدينة الكاظمية.
ثانيآ : المهندس احمد اسماعيل مجيد مدير عام منشأة الفاو / منشأة اعمار العراق.
ثالثآ : المهندس زهير عباس محمود مشرف على اعمال الجسر .
رابعآ: الدكتور سامي الاعرجي مسؤل السيطرة النوعية للجسر.
خامسآ: المهندس علاء سلمان جمعة الصادق مدير عام شركة الجهاد مسؤل تبليط الجسر.
سادسآ: بروفسور المهندس محمد طارق الكاتب مصمم جسر الطابقين.
لقد كانت التكلفة المادية للجسر بمجملها لا تتجاوز 10 ملايين دولار أمريكي في حين كانت ميزانية الدولة العراقية في حينها لم تتجاوز بأحسن الأحوال في سنة 1993 تسعة مليارات دولار … لم أتطرق على ما كان قبل 2003 وما بعدها لان لا تجوز المقارنة ولا تصح بالمطلق ومع كل الميزانيات الانفجارية المليارية فلن يستطيعون أنجاز جسر واحد حتى بصورة صحيحة! [email protected]
تنويه:هذا العمل مجهود شخصي قمت به تخليدآ لذكرى أولئك الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لغرض انجاز هذا العمل المتميز المبدع!. في موقع الموسوعة العالمية ويكيبيديا هناك أشاره بسيطة من بضع أسطر حول أنجاز هذا الجسر! شكر للسيد وضاح العبيدي على تزويدنا بأسماء المهندسين وشكر أخر موصول إلى الأصدقاء الأعزاء من بعض المهندسين الذين زودونا بالمعلومات … يسمح بإعادة النشر مع ذكر المصدر!