19 ديسمبر، 2024 5:43 ص

ألآمانة التي كشفت جهل ألآنسان وظلمه ” التحالف الوطني مثالا “

ألآمانة التي كشفت جهل ألآنسان وظلمه ” التحالف الوطني مثالا “

قال تعالى ” أنا عرضنا ألآمانة على السماوات وألآرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها ألآنسان أنه ظلوما جهولا ” – ألآحزاب – 72-أين أمانة هؤلاء الذين تحرص الفضائية العراقية على تصوير أجتماعاتهم المسماة بالتحالف الوطني والذي لايمثلون تحالفا حقيقيا , ولا يعملون يقدمون مشروعا وطنيا للآصلاح وأنقاذ الوطن المهدد بمشاريع التقسيم بسبب ألآرهاب والفساد الذي أنتشر في كل مؤسسات الدولة التي يصر ما يسمى بالتحالف الوطني على محاصصتها بعنوان الشراكة التي أصبحت أمتيازات لعائلات ونهم لآفراد أفرغت الرحمة من قلوبهم .لآننا في شهر رمضان المبارك وتحرير الفلوجة من عصابات داعش أصبح منجزا وتصريحات مسرور أبن مسعود البرزاني عن تقسيم العراق ومطالبته بأقليم سني حتى يكون ألآقليم الكردي في حل من الدولة العراقية أي منفصلا , لكل تلك ألآسباب لابد لنا من الحديث عما يسمى ” التحاف الوطني ” أو ألآئتلاف الشيعي ” الذي لم يرق الى مستوى ألآحداث التي تواجه العراق على مستوى أخطر التحديات وهي : ألآرهاب , والفساد , وألآرهاب والفساد يقودان بالضرورة الى تفتيت العراق وتقسيمه ؟
ومن المعروف بديهيا بلغة السياسة وألآجتماع : أن الفساد وألآرهاب يتداخلان وظيفيا , فالفساد يفتح فرصا للآرهاب , وألآرهاب يكمل ما أنتجه الفساد .
والتحالف الوطني أو ألآئتلاف الشيعي وهو عنوان سياسي لآحزاب تشترك في سلطة ثبت فشلها وعرف فسادها , ولكنها لازالت متشبثة بالسلطة ولازالت أجتماعاتها عنوانا لبقاء أشخاصها ومكاتبها الحزبية , وليس لصلاحها وحاجة العراق لها , وحالة من هذا النوع تستدعي منا تسليط الضوء على الوجوه التي يقدمها أجتماع التحالف الوطني ؟
أعلاميا يقدم الدكتور أبراهيم الجعفري رئيسا للتحالف , وقد ثبت عمليا للمراقب أن الجعفري لايملك سوى الظهور ألآعلامي لرئاسة التحالف الوطني , وما عدا ذلك فأحزاب التحالف كل يعمل على شاكلته .
لم يعد يحظى التحالف الوطني بدور مؤثر في ألآحداث التي يواجهها العراق وبدلا من أن يتحول الى قائد لحل مشكلات العراق  نتيجة تمثيله البرلماني كأكبر تجمع عددي تحول التحالف الوطني الى مشكلة تضاف الى مشاكل العراق الكثيرة فلماذا ؟
هنا لابد لنا من أستعراض أسماء المشاركين في أجتماعات التحالف الوطني لنعرف هل هؤلاء أهلا للآمانة التي تكلم عنها القرأن الكريم ووصف من أدعى تحملها بأنه جاهل وظالم , مع ضرورة ملاحظة أستثناء القيادة المعصومة المصطفاة ربانيا لتحمل أمانة ألآجتماع والسياسة والحكم في المجتمع ألآنساني , ومن أفاق أفرازات تلك القيادة المعصومة عرفنا أن القيادة المعصومة لاتستمر طيلة مراحل تاريخ السلطة , لذلك أستبق مشروع الحاكمية ألآلهية بضرورة حصول أمرين في القيادة هما : العلم والفهم , وأضيف لهما : الحلم , وبقيت الحكمة سقفا أعلى يتربع على عرشها المعصوم تعينا , ومن هذه التشخيصات عرفنا نموذج الحكم الصالح للناس بعيدا عن تأطيره السطحي بالدين حتى لاتنعكس سلبيات الحاكم على الدين كما حدث في تجربة أحزاب السلطة الفاشلة في العراق منذ 2003 والى اليوم .ومن جردة حساب للوجوه التي تحضر أجتماعات التحالف الوطني , نكتشف أن تلك الوجوه وألآسماء لاتمثل الحد ألآدنى من ” العلم والفهم ” مع غياب صفة ” الحلم “فبعضهم لم يحصل سوى على شهادة الدراسة المتوسطة كخالد ألآسدي الذي يحضر ممثلا لما يسمى حزب الدعوة تنظيم العراق , وبعيدا عن التحصيل الدراسي فأن خالد ألآسدي لم يكن معروفا في تاريخ المعارضة العراقية وبلحاظ صغر سنه الذي لايعفيه من أن يكون معروفا أجتماعيا , أما عندما تنعدم الصفتان فلا يبقى له سوى ألآعتماد على قوة جماهيرية للحزب الذي يمثله , وعندما نجد هذه الصفة غير متحققة فيصبح وجوده وجودا معرقلا وجزء من المشكلة التي يعاني منها العراق فلا يجوز لمثل هذه ألآسماء أن تقدم أعلاميا وتعطى تسميات لامضمون لها  , وبعضهم تحصيله بمستوى معاون طبي مثل عباس البياتي الذي لايشفع له حصوله على شهادات عليا أثناء خدمته في البرلمان لوجود مشكل قانوني لآن البرلماني أذا أراد أكمال دراسته وهذا من حقه كشأن خاص ولكن عليه أن يستقيل من البرلمان كشرط لآمانته ومصداقيته ,
 أذ لايجوز الجمع بين الدراسة التي تتطلب حضورا كالسنة التحضيرية في الماجستير وبين العمل في البرلمان ولذلك نرى موظفي الدولة ممن يريدون أكمال دراستهم يضطرهم القانون أما الحصول على أجازة دراسية من دوائرهم وأما ألآستقالة من الوظيفة وعليه لايجوز لعضو البرلمان التحلل من ألآلتزام بالقوانين المرعية ألآجراء وعليه فكل النواب الذين حصلوا على شهادات دراسية مهما كان نوعها ولم يفكوا أرتباطهم بالبرلمان وكذلك أعضاء مجالس المحافظات الذين لم يفكوا أرتباطهم بمجلس المحافظة طيلة دراستهم الجامعية  وظلوا يستلموا رواتبهم وأمتيازاتهم أنما مارسوا فسادا ومخالفات قانونية لاتؤهلهم للبقاء في المسؤولية التشريعية فضلا عن المسؤولية الوطنية , وأما ألآسم الثالث فهو فالح الفياض الذي لايعرف كيف ولماذا يحضر أجتماعات التحالف الوطني مع حضور أبراهيم الجعفري وفالح الفياض تابع للجعفري لآنتمائه لما يسمى بتيار ألآصلاح الوطني الذي لايمتلك قاعدة شعبية سوى المحازبين المستفيدين من مكاتبه وما يقال عن التيار الوطني يقال عن حزب الفضيلة وممثله عمار طعمة أو هاشم الموسوي فهذا الحزب لم يكن معروفا وهو من تشكيلات ما بعد 2003 وعانى من أرباك تنظيمي لقيادته نتيجة عدم الخبرة فمن نديم الجابري المرتبط بحسين كامل وحزبه تاريخيا الى حادثة سقوطه نتيجة دعوته للآستضافة في فندق برج العرب في ألآمارات التي كان ورائها علي الدباغ والذي عين أمينا عاما لحزب الفضيلة بعد تنحية نديم الجابري ولكن علي الدباغ واجه أعتراضا شديدا من بعض أعضاء حزب الفضيلة مما أدى الى أزاحته سريعا , ويبقى ألآرباك ألآكبر لحزب الفضيلة ليس ضعفه التنظيمي الذي حاول تعويضه من خلال التعيينات في الوزاراة التي أستلمها كالنفط والعدل حتى عرف بحزب التعيينات ولكن يبقى ألآشكال ألآكبر لحزب الفضيلة على الصعيد الشرعي والوطني هو عدم تحصيل رئيسه محمد اليعقوبي على درجة ألآجتهاد المعروفة في الحوزات العلمية وتورطه في سرقات النفط وحرق بناية وزارة النفط في زمنه تأتي في هذا السياق .ويبقى تمثيل التيار الصدري في أجتماعات التحالف الوطني برزخيا فهو معرض لمزاج وتقلبات مقتدى الصدر فتارة يحضرون وتارة يغيبون , ومن الذين مثلوهم في الحضور ضياء ألآسدي الذي لايعرف له تاريخ متأصل في التيار الصدري وقد سألني سؤالا عندما ألقيت محاضرة فكرية في مؤتمرهم الثقافي في النجف ألآشرف وكان عنوان المحاضرة ” نظرية التوالد الذاتي عند الشهيد محمد باقر الصدر ” وعندما بدأت أسئلة الحاضرين سألني ضياء ألآسدي قائلا : ألم تكن هذه النظرية لعالم روسي ؟ فقلت له : نظرية العالم الروسي في اللغة وهذه النظرية في المنطق والفلسفة ؟ ومن سؤال الرجل عرفت حداثة عهده بالتيار الصدري وعدم أمتلاكه لعمق الثقافة ألآسلامية .
ومن الذين يشاركون في أجتماعات التحالف الوطني المجلس ألآعلى الذي مثله في بعض ألآجتماعات عمار الحكيم ثم صار يمثله أحد ألآعضاء ألآخرين وعمار الحكيم كان يطمع لرئاسة التحالف التي لم تتحقق له .
ومن الذين يحضرون أجتماعات التحالف خالد العطية الذي لايعرف وجه تمثيلة ولا الجهة التي يمثلها ولكن رجلا تم طرده من قبل أهالي الحمزة الشرقي ولم يحصل على فوز في أنتخابات عام 2014 وعليه أشكالات مالية لايمكن أن يكون وجها قياديا , كذلك حسين الشهرستاني الذي تظاهر ضده طلبة جامعة المثنى , علما بأن حسين الشهرستاني وخالد العطية لايمثلان ثقلا حزبيا أو جماهيريا وأنما أستفادا من قائمة دولة القانون لوصولهم للبرلمان , وقائمة دولة القانون مثلها أحيانا في أجتماعات التحالف الوطني حليم الزهيري ثم لم يظهرا أخيرا في أجتماعاتها , من كل ذلك نخلص الى نتيجة حاسمة هي أن وجوها لاتمثل ثقلا سياسيا ولا فكريا وليس لها حضورا أجتماعيا مؤثرا لايمكن أن تكون أمينة على مهمات حفظ ألآمانة التي أبت السماوات وألآرض والجبال أن يحملنها لعظم مسؤولياتها وبقي الجهلاء والظلمة يعرضون أنفسهم لحملها جهلا بخطورتها مما تسببوا في أقصاء من هم أجدر منهم في حمل ألآمانة , واليوم أصبح الشعب العراقي يطالب بألآصلاح ويستغيث لآنقاذ وطنه من مستقبل مجهول على يد جهلاء ومراهقي أحزاب السلطة ومنهم التحالف الوطني الذي لم يتخلص حتى من تناقضات تراتبية المواقع فرئيس الحكومة يحضر بدون صفة محددة بينما يستأثر الجعفري برئاسة التحالف وهو لايملك حزبا كبيرا ولا تمثيلا برلمانيا واسعا ويغيب نوري المالكي لآعتبارات شخصية بعد فقده رئاسة الحكومة مكرها وأعترافه بالفشل في لقائه مع أحدى الفضائيات يجعل منه فاقدا لرصيد التصدي المفتقد أصلا في كل وجوه أجتماعات التحالف الوطني الذي لاينتظره سوى الرحيل المشرف لو كان لدى أصحابه شيئا من المروءة التي لاتسكت على مساحة الفقر الهائلة التي يعاني منها الشعب العراقي الذي أصبح لسان حالهم يقول :
يهون علينا أن تصاب جسومنا …. وتسلم أعراض لنا وعقول .
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات