من الضروري ان تمتلك الدولة اطار عام يحتضن الاطر الصغيرة بوضوح وشفافية .. وعندما نعرف ان هناك عقد اجتماعيا بين اركان الدولة الاساسية (( الارض .. الشعب … الحكومة)) لابد من استحضار الرابط الجامع الا وهو المواطنة والقانون ..وعندما نريد دولة قوية وذات هيبة عليها بناء قواعد متينة واسس داعمة منها العدالة الاجتماعية وسلطة القانون وعدم التمييز بين المكونات ويتحقق هذا من خلال دستور يراعي الحقوق والواجبات ..الفوضى التي يعاني منها الفكر السياسي والاجتماعي هي وليدة مخلفات تأريخية وانعدام الثقة بالاخر وحب الاستحواذ على كرسي الحكم والاستئثار بالاموال المتاحة بدون ضوابط وبشكل كبير . وعندما اخفق الفكر السياسي في معالجة مرحلة مهمة من تاريخ العراق شاهدنا ضياع اكثر من ثلث مساحته وتدمير جيشه وآلته العسكرية وضربت مجاميع ارهابية عرض العراق وطوله فمن غير المعقول ان تستبدل البناء والاعمار والميزانية الخرافية اللتان تصبان بنهوض مجتمعي الى اعادة تأهيل القوة العسكرية ..
ان الافكار الخلاقة والمبدعة توظف لتحقيق اهداف نبيلة اما الاصرار على العمل الدوني في ترسيخ مفاهيم الطائفية والمحاصصة انها جريمة ترتقي الى الخيانة العظمى وكذلك هي نتاج طبيعي للجهل الفكري والانحطاط الوطني للطبقة السياسية ان استلهام واجترار الماضي بنفايته كان له الاثر السلبي الواضح على الشخصية السياسية بقراراته وطريقة ادائه في قيادة الدولة ونتيجة لها انفرط عقد العقل القائد و طغت عليه الرغبة في الانتقام والحقد مما شتت وشظى مقومات الدولة الى كانتونات خائفة ومتخوفة ومترددة ومتخندقة خلف البندقية الطائفية وهذا مسعى لانشاء دولة داخل دولة وبديل فاشل للقوات المسلحة الوطنية ومن حق الاخر التحسب والبحث عن بديل اسوء لاعادة التوازن المفقود الخطأ نما وترعرع في بيئة وحاضنة سنية _شيعية على حد سواء والطامة الكبرى عندما تنتقل عدوى الامراض المستعصية من الحكومة الى الشعب ويصبح جسمه الحاضن والناقل للطفيليات التي تفكك النسيج المجتمعي وكذلك منتج جيد للامعات والنفايات الحكومية هنا مايسمى التدني الفكري الذي يصعب علاجه الا بثورة فكرية تصحح المسار لعشرات السنوات .. كان بالامكان ان يقوم المثقف والمحلل السياسي المحايد على عاتقهما الترويج للمصالحة والمواطنة والابتعاد قليلا عن التركيز على الاختصاص المهني وينجز هذا العمل بدعم القنوات الاعلامية وفق برنامج موحد وهادف لان توحيد الكلمة اكثر مايخشاها الفاسدين والطائفيين …اذا استمر طفح الافكار الهدامة سنجد انفسنا كل سنتين اما منظمة ارهابية ويستمر معها نزيف الدم وهدر الثروات ورهن مقدرات الشعب ومستقبل ابنائه لسنيين قادمة ..