5 نوفمبر، 2024 3:40 م
Search
Close this search box.

ترهيب المرجعية وهيبتها عندما تكون طرفاً سياسياً‎

ترهيب المرجعية وهيبتها عندما تكون طرفاً سياسياً‎

لم يكن الوضع المأساوي الذي وصل إليه العراق فقط بسبب تدخل مرجعية الفراغ العلمي وتبنيها لطرف سياسي معين ودعمه بالفتوى لتعبئة القواعد لانتخابه وتسليطه , 
بل الأسباب كثيرة ومتنوعة ومتعددة زادت من مآسيه أكثر وراء هذه الأسباب أيضا مرجعية الفراغ العلمي التي فجرت الخلاف والاختلاف والتصارع والتسقيط المتبادل بين 
الأطراف السياسية والكيد والمكر وتعطيل المشاريع وافشالها كي لا تحسب سياسياً وشعبياً للطرف الآخر , وقد شهدنا ولمسنا معاناة هذه الصراعات وتعطيل القوانين 
والمماطلة والتسويف لقرارات كان الشعب العراقي بأمس الحاجة اليها , كيف حصل ذلك , حصل عندما مالت وايدت ودعمت مرجعية الفراغ العلمي في النجف  طرف 
سياسي وفق معيار المذهب وبعيداً عن كل معيار آخر في الوطنية والمهنية والإخلاص والصدق في العمل والمسؤولية وتكرر هذه الدعم لهذا الطرف السياسي بعد فشل 
ذريع وانكشاف تام لفساده وافساده لمسه وتيقن منه جميع الشعب العراقي , وهنا كردة فعل طبيعية بغض النظر عن النوايا سواء اكانت للتسقيط والاستئثار او كانت من 
باب الشارة أنا الأفضل والتملق والتزلف  لجأ الطرف او الأطراف الأخرى السياسية من داخل المذهب وخارج ومن داخل للنيل من الطرف السياسي المؤيد من قبل 
المرجعية وتسقيطه والتشهير به وهو ما يعني ضمناً تسقيطاً للمرجعية التي جاءت به وأيدته وأصدرت الفتوى وعبئت الشارع مذهبيا وطائفيا له وهذا حسب الدستور 
والوضعي والجانب العرفي يعتبر حق مكفول حسب اعتقاد وتصور الاطراف بالدفاع عن كيانه السياسي وسمعته وإشعاراً أنه الأرجح والأفضل , ولكن بدلاً من أن 
تتواضع هذه المرجعية وتعود لرشدها وتعترف بأخطائها الأبين من الشمس اتجهت هذه المرجعية الى محور آخر أشد وأخطر وأمضى عندما راحت  تُرهب الآخرين 
بعنوان المرجعية وقانون المرجعية وهيبة المرجعية لكي تستوقفهم وبتهديد ضمني عن نقدهم او تسقيطهم في حين أن المرجعية هذه هي من أسقطت هيبتها التي تظنها 
بنفسها وهي من تسببت في التجرؤ عليها لأنه حسب ما مرتكز في أذهان الآخرين أن المرجعية تمثل ميزان القسط والعدل وخطابها وتوجيهها لا يتخطى القواعد  العامة 
ولا تهوي في وادٍ سحيق طائفي ومذهبي وتكون جزء من المشكلة لا جزء من الحل حالها كحال الساسة الفاسدين المنافقين المتطفلين  , وكل هذا يبين بوضوح من دون 
أي شك القصور في النظرة وقلة البضاعة الفكرية والتربوية وانتفاء المنظومة العلمية والإفتقار لأدنى المؤهلات الشرعية والتاريخية التي من خلالها ينبثق السلوك والخطاب 
والموقف , وقد أشار المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في المحاضرة السابعة عشر ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي 
15 /رجب 1435هــ

  بقوله ) اذا دخلت في السياسة وكنت طرفا فأنت تسلك طريق الفضائيات ، فالفضائيات تاتي بهذا السياسي فيحكي على ذاك السياسي ، وتاتي بذاك السياسي فيحكي 
على هذا السياسي ويقدح به فاذا رضيت ان تكون طرفا في العمل السياسي في العملية السياسية مع طرف دون طرف اخر في وجوب وإلزام انتخاب هذا وتحريم انتخاب 
ذاك أصبحت طرفا في العملية السياسية وكما يقال للسياسيين حرية وديمقراطية وحرية رأي فأنت مشمول بهذه الكلية حرية وديمقراطية وحرية رأي لان السياسي الخصم 
يريد ان يدافع عن نفسه فهو كما يحق له قانونا دستورا مجتمعا أخلاقا ان يدافع عن نفسه ضد السياسي الآخر أنت صرت سياسيا أيها المرجع فمن حقه ان يدافع عن 
نفسه باتجاهك يريد ان يربح في الانتخابات ويحصل على مكاسب فماذا يعمل يسقط السياسي الآخر وانت صرت سياسيا فيعمل على تسقيطك فلماذا تجعل نفسك في 
هذا النزاع وتقول مرجعية وهيبة مرجعية وقانون المرجعية والحفاظ على المرجعية ، فانشغلوا بأمور أخرى ) http://up.1sw1r.com/upfiles2/tin74234.jpg

أحدث المقالات

أحدث المقالات