عندما تدخل مصالح الشعب في دائرة صراع الإرادات فستكون الطرف الأكثر ضررا ان لم تكن هي المتضرر الوحيد ، هذه الحقيقة تجلت بشكل واضح في الحالة السورية وما ألت إليه الأمور هناك جراء صراع الإرادات ونزاع الإطراف الإقليمية على ارض سوريا فقد حول الصراع بين ايران ومليشياتها وروسيا من جهة وامريكا والسعودية من جهة اخرى حول البلد الى ركام ، والشعب بين مشرد تبتلعه امواج البحار او مقتول بنيران القذائف او محاصر يقتله الجوع يوما بعد يوم كل ذلك لا يهم الإطراف المتنازعة بل المهم كسر إرادة الخصم بأي وسيلة وتحت إي شعار (مقاومة ، ممانعة ، مقدسات ، دين ، جهاد ، مصلحة مذهب ، …. الخ) المهم هو ان يغلب وقبل سوريا وقع العراق ضحية لتلك النزعة واللعبة القذرة كان ابرز اللاعبين فيها ايران وسوريا من طرف وامريكا ومن يقف بجانبها من طرف اخر فقد سعى الايرانيون وبأدوات سورية الى تحويل العراق الى مستنقع من الدماء من اجل افشال المشروع الامريكي خوفا من ان ياتي الدور عليهم وفعلا تم تجنيد الاف الشباب المسلم وتدريبهم في سوريا وإرسالهم الى العراق بداعي الجهاد رافق ذلك إعلام مسمم للأفكار مادته الطائفية وفي المقابل أسست إيران المليشيات التي تحمل أسماء شيعية وبدء الصراع المهلك الدامي وراح هذا الوحش الكاسر يغرز أنيابه ومخالبه بجسد العراق من اجل ماذا ؟
حتى لا ينتقل الضرر الى “ايران الاسلام وسوريا الممانعة !” وولد من رحم هذا الصراع قوى سياسية أيضا ديدنها التصارع وذات توجهات شتى جل همها ان تغلب خصومها وبـأي ثمن كان “دماء ، معاناة ، ضياع حقوق ، عمالة لدول” . أي شيء المهم تخرج منتصرة على خصمها وقد كسرت إرادته المزعومة ومن أشكال الاستغلال ما تعرضت له مساعي الجماهير الاخيرة المطالبة بالتغيير ومحاسبة الفاسدين فقد استغل هذا الجانب من قبل البعض ليكسر شوكة خصمه مما حمل الاخر الى الاستماتة والتشبث بما لديه من مكاسب وحتى لا يخرج وهو يرتدي ثوب المغلوب ولتحقيق ذلك توجه الى قمع الشعب وإسكات صوته واتهامه وترويج الإشاعات ضده وبهذا قد حقق العديد من الأهداف منها الإفلات من المحاسبة ، كسب الوقت ، عدم الرضوخ لمن أراد ان يكسر إرادته كما يظن ، وبين هذا وذاك سيبقى العراق مضيع الحقوق مهدور الدماء مستباح الحدود فمصير ابناءه وامنهم واموالهم وتاريخهم وهويتهم ….. الخ هي أدوات لهذا الصراع .