18 ديسمبر، 2024 9:34 م

الحرس الثوري العراقي 

الحرس الثوري العراقي 

بما لايقبل الشك والتأويل او مجانبة للحقيقة بعد عام 2003 لم تنقل الادارة الامريكية الى العراق مجموعة من السراق والمتسويلين والمجرمين حسب بل نقلت ايضا مكبات نفاياتها السياسية ومشكلاتها الشرق اوسطية الينا لتجعل من العراق ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية وكذلك باب ومنفذ لزعزعة الامن والاستقرار في المنطقة ومن المسلم به ان امريكا لم تكن حريصة على اقل تقدير في الزمن المنظور في بناء انموذج دولة ديمقراطية مؤسساتية اي تجربة يحتذى بها بل عازمة على اشاعة الفوضى وخلط الاوراق لاستنزاف القوى الموجودة عسكريا واقتصاديا .. كان المتحولون (( المستذئبين ))  الذين اخذوا على عاتقهم تنفيذ البرنامج الامريكي الايراني السعودي مقابل نهب ثروات العراق وتأجيل البناء والاعمار الى حين استتباب الامن لتتزعم امريكا فريق اوربي _عالمي للاستحواذ على المشاريع التنموية مستقبلا وبنظام الاجل اي رهن الثروة النفطية لمئة سنة قادمة … كان دور السلطويين اكثر ايلاما وقسوة على الشعب من الاحتلال وتداعياته المادية والنفسية .. المواطن البسيط مشغول بالمظلومية والبطاقة التموينية والسعي المستمر خلف لقمة العيش اما المراقب يمكنه ان يرصد كل المحاولات الاجرامية والعميلة لهؤلاء الثلة الفاسدة بدأت مؤامرتهم في تصفية قادة الجيش العراقي السابق جسديا وتهجير المتبقي منهم خارج العراق وعندما صرفت المليارات لاعادة تأهيل الجيش العراقي واستحداث فرق عسكرية فاق عددها فرق الجيش العراقي السابق اثناء حرب الخليج الثانية لكن المؤامرة مستمرة في ضرب القوات المسلحة من الداخل واتهامها بالفشل والتخاذل والهروب من ساحات المعارك وكذلك تحميلها مسؤلية الهزيمة ودخول الارهاب الى ستة مدن عراقية كبيرة كل هذا كان تمهيدا لتحويل القوات المسلحة من قوة وطنية ضاربة الى مجرد مجموعات لاتشكل رقما في تحرير المناطق المحتلة ومنح الافضلية الى الفصائل المسلحة في القيادة والدعم اللوجستي وكذلك لها اليد الطولى في حفظ الامن والاستقرار داخل المدن في عموم المحافظات الوسطى والجنوبية ان افراغ الجيش من قدراته القتالية هو قرار ايراني بحت لتأخذ الفصائل المسلحة دورا اكبر عسكريا وسياسيا واقتصادية واعلان صريح بولادة ((الحرس الثوري العراقي )) القى بضلاله على العملية السياسية واسلوبها المتخلف في كيفية ادارة الدولة العراقية واتخاذ خطوات ايجابية على طريق الاصلاح الشامل الذي يعكس الرغبة والهدف الحقيقي لمطالب الشعب وكذلك توجيه الطاقات لردع الارهاب وتقليص مساحة سيطرته على الارض وتحجيم دوره داخل حاضنته بأجراءات اصلاحية فاعلة ترافق البندقية اي تحرير الاراضي يرافقها تحرير العقول  ((المصالحة الوطنيةواطلاق سراح الابرياء والغاء قانون المسائلة والعدالة واعادة بناء المدن المحررة )) كان التخبط بالقرارات والعشوائية في السلوك السياسي نتيجة غياب الرأس في ادارة المؤسسة العسكرية المغيبة و الدور الضاغط الذي تلعبه الفصائل المسلحة على مصدر القرار وسطوة الاحزاب والكتل وتدخلها المستمر في ادارة الدولة خلق حالة من الفوضى السياسية وسمح بالارهاب ان يتوغل وبصورة تكاد مألوفة يوميا الى اماكن تواجد العامة من الشعب وحصد ارواح العشرات واحيانا المئات …فبعد الضغط الشعبي وقرب وثبته قد ارغم الفصائل المسلحة على استنفار قواتها والتواجد في شوارع وساحات بغداد بكثافة غير معهودة مما ينذر بأصطدام مسلح يأتي على الاخضر واليابس…عاش العراق