تستفزك هذه الايام احداث وصور ومواقف مختلفة بعضها يحدث امام عينيك وبعضها تسمع به دون ان تراه !! مما يضعك انت وقلمك ومخك في حيرة من امرك تشبه حيرة حيدر العبادي من التغييرات الوزارية التكنوقراطية المنشودة؟ .ومما يزيد الامر حيرة ان لا شئ ثابت او خاضع للقانون , فما تراه الامس مستحيلا صار اليوم ممكنا , وما كان حراما امسى حلالا وما كان عيبا غدا مسموحا , بل ان كل العيب اليوم هو انك اذا بقيت تعيش بعقلية الضمير الحي والمبادئ السامية , فتصبح بنظر الناس رجعيا غير قابل للتطور والتقدم ؟؟ فمن سياسات امريكا الفاضحة والصادمة في المنطقة والمتناقضة مع مبادئ الانسانية في المنطقة العربية الى سياسات المجتمع العربي المضطربة الذى يتابع بشغف منقطع النظير سياسات النفخ المحيرة لمؤخرات ومقدمات مريام فارس وصافيناز لا مقدمات ابن خلدون الشهيرة !!. مع كامل الاحترام والتقدير لمؤخرات ومقدمات من ذكرت اعلاه؟.ومن سياسة الكبت والحرمان والاضطهاد المبرمج الذي تمارسه الحكومات العربية ضد شعوبها الى تلك القناعة والخنوع بالحاكم الظالم الذي تظهره الشعوب العربية لسجانيها الظلمة ؟؟ . فتارة تتبجح تلك الشعوب بالربيع العربي , وتارة تتبجح بالخريف , رغم انني من مشجعي ومناصري الخروف ولحمه لا الخريف؟؟ . ثم تكبر حيرتنا شيئا فشيئا حتى تصير بحجم هرم خفرع ونحن نشاهد مظاهر غريبة كان مجرد التفكير فيها ضربا من ضروب الخيال .فمع مرور الوقت وتطور المجتمع صرنا نر السيد الوزير مزورا شهادته علنا متبجحا بها ليضمن كرسي الوزارة دون رادع او خوف من سلطان او قانون ؟؟ , صرنا نر الفاشلين وهم يتصدرون المشهد السياسي والاقتصادي والعلمي , صرنا نشاهد اتفه القوم وهم يشترون الأراء والاحزاب ويصنعون سياسات وينشأون قنوات اعلامية ويشترون دوواين الشعر لتحمل اسمائهم وتواقيعهم , فلا ضير عنده ان وقع على ديوان شعر او بصم على بطن مومس ؟ المهم ان يبصم ويظهر اسمه , وكل ذلك بأموال سرقوها علنا بوضح النهار دون خجل او خوف .اختلت الموازين اليوم في زمن العولمة والتطور والتحضر فصار الحرامي مناضلا بعد ان كان عارا , وصارت العاهرة طاهرة مضحية بعد ان كانت تشخص مومسا , وصار المتخاذل في الدفاع عن وطنه مقداما جسورا بعد ان كان جبانا مهزوما , وصارت عصابات السلب والنهب جمعيات خيرية غايتها خدمة الفقراء والمساكين , ولبس الدجال عباءة الاصلاح والصلاح ,وتظاهر القرد بمظهر الغزال وبقدرة قادر انقلبت كل صفات القبح والعهر والسفالة الى صفات الجمال والطهارة والنبل ؟؟ , ثم يأتيك من يقنعك بان عليك ان تتطور وتواكب التغييرات العصرية حتى لا تتهم بالرجعية والتخلف ؟؟.لقد سادت شريعة الغاب بدل شريعة القانون , وحينما تتجول في مجتمعنا اليوم تحس كأنك في عصر الجاهلية ؟؟ حيث كل مظاهر الجاهلية المقيتة فكل الطرقات والساحات والجامعات والمدارس والدوائر مليئة بأمثال ابي جهل وابي لهب وابن سلول وستصطدم بعقول بالية صدئة همها الاول الحرام وملئ الكروش بكل انواع السرقات لا ضمير يردعها ولا دين يحكمها ولا قانون يضبط ايقاعها ؟؟ .صرنا في زمن رجال همهم الاول متابعة ارداف هيفاء وهبي وخصر نانسي وصدر اليسا ( السليكوني ) المفتعل ونساء همهن الاول متابعة منتجات الموضة العالمية ونفخ وتغليف وتنحيف كل شبر من اجسادهن ؟؟.في مجتمعاتنا وبسبب التخلف واللامنهجية والفوضى العارمة صار شعارنا الانتهازية والنفاق والوصولية ودسنا على كل ماهو له صلة بالضمير والاخلاق . استعمر الجهل عقولنا واخذتنا العزة بالأثم وظلمنا انفسنا ولم نرحم فقيرنا وهرسنا ضعيفنا , ومن سرقاتنا صرنا نتقرب الى الله , وصارت الرشوة هديه واكلنا مال اليتيم , ثم ندعوا الله بأياد ملطخة بدماء الابرياء والضعفاء ثم نتعجب ان لا يستجاب لنا ؟؟.ان خناجرنا وسيوفنا تطعن يوميا قلوب الاف الابرياء والاشقياء والبؤساء ولم تطعن يوما قلب ظالم متجبر واحد ؟؟. ان لم تمشي مع البقية فانت خرف ؟ وان لم تصفق للظالم وترقص امامه فانت متخلف ؟ وان لم تم تستح فأصنع ماشئت ؟.يا امة كانت فيما مضى امة المقدمة وصارت امة المؤخرة , ولاتؤمن الا بالمؤخرة ؟؟؟
