في وسط مشاکل و أزمات مستعصية و أوضاع وخيمة على مختلف الاصعدة، وفي وقت صارت البطالة متفشية بنسبة أکثر من 35% و نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر تجاوز ال70% و هناك أکثر من 15 مليون مواطن يعاني من المجاعة والالاف ممن يتخذون من الورق المقوى بيتا لهم ليناموا فيه و آلالاف المشاکل الشبيهة، وفي الوقت الذي يستوجب على النظام الديني المتطرف في إيران أن يبذل کل مابوسعه من أجل إيجاد حلول للمشاکل و الازمات، فإنه يطل على الشعب الايراني بإختياره الملا المتشدد و العجوز جنتي و يجعله رئيسا لمجلس الخبراء! وجه المفارقة و المثيرأکثر للسخرية هو إن جنتي هذا يشغل أيضا منصب رئيس مجلس صيانة الدستور، والخاص بتزکية المرشحين للإنتخابات في الوقت الذي يفتقد نظامه بالاساس التزکية الشعبية، وقد عينه الملا خامنئي في هذا المنصب لکي يؤکد ؤإنه الحاکم المطلق و إن الانتخابات و الديمقراطية و حقوق الانسان تصبح کلها مجرد کلمات فارغة أمام جبروته و طغيانه.
إختيار جنتي”ذو الرئاستين!!”، لمنصبه الجديد، قضية أظهرها النظام وکأنه قد حل مشکلة عويصة و أراح الشعب من ثقل مشاکل ولاسيما من حيث الإشادة به و التمجيد بدور الکبير الذي أداه للنظام والذي لم يکن في الواقع إلا کدور شرطي له خبرة في الممارسات القمعية و التعسفية و لم يتسنى له في يوم من الايام أن قدم خدمة أو عمل مفيد و مجدي للشعب، لکن مع ذلك يسعى النظام لإظهاره و کإنه مفتاح المشاکل و الدليل من أجل معالجة الازمات. رجل في التسعين من عمره و يصبح رئيسا لمجلسين في آن واحد، صار بمثابة أکثر من علامة و مؤشر و دليل على الازمة المستعصية لهذا النظام و وصوله الى طريق مسدود، وإن إظهار جنتي و کإنه المنقذ محاولة فاشلة و مفضوحة من جانب النظام لإظهار هذا التسعيني المتشدد و کإنه سوبرمانا و بإمکانه أن يحل المشاکل و الامور کلها، وهذا مايدعو للسخرية الاستهزاء. مشکلة الشعب الايراني ليس في إختيار رئيس مجلس الخبراء أو البرلمان أو غيره وانما في النظام الديني المتطرف نفسه و الذي هو أساس المشاکل و الازمات و مصدر معاناة الشعب الايراني و همومه، وإن تغيير هذا النظام من خلال إسقاطه”لعدم وجود أي طريق أو خيار آخر”، هو الذي يتسبب بإيجاد الحل لکافة المشاکل و الازمات المستعصية في البلاد.