في اي مكان في عالمنا هذا يصاب المشاهد لقنوات الاخبار العالمية مثل البي بي سي او السي ان ان وخاصة المشاهد العربي بخيبة امل كبيرة عندما يقع حدث في بلاده وترى الخبر لا يتصدر النشرة الاخبارية للمحطات الاخبارية اعلاه. بينما نرى الخبر ياخذ الصدارة في المحطات المحلية والإقليمية ونفس المحطات ت الاخبارية العالمية الناطقة بلسان شعبه كالبي بي سي العربية.
ليس فقط لا يأخذ الصدارة بل قد لا تجد اثرا لذلك الخبر. وقد يحدث ذلك لانواع عدة من الاعتبارات :
A. سياسية كالتزام المحطة بنهج سياسي معين يستوجب الحذف او التقليل من اهمية الخبر
B. اجتهادات هيئة التحرير وقد تكون اجتهادات شخصية
C. الاعتبارات الجغرافية والتأثيرية واعتبارات الاختيار البديهي كما سنفصل ذلك ادناه:
الملاحظ ان تركيبة الاخبار في محطات الاخبار العالمية المرئية –السمعية كالبي بي سي والسي ان ان محكومة ببعض الاعتبارات المهمة :
1- الشمولية الجغرافية اي محاولة توسيع الرقعة الجغرافية الخبرية وجعلها تشمل اخبارا لأحداث في مختلف بقاع هذا الكوكب
2- المدى التأثيري للحدث المغطى خبريا اي ما مدى تأثير الخبر والحدث معا على حياة المتلقي واهميتهما
3- البروز ثم الانتقاء التلقائي للخبر واستحواذه على بقية الاحداث واحتلاله الكامل لاهتمام المتلقي ويتم عادة الانتقاء بوجود حس صحافي مهني
4- المساحة الزمنية للخبرفي احتلاله لصدارة النشرة فانه يعطي مساحة زمنية اكبر من غيره
الاعتبار الاول سهل التناول في حال غياب الاعتبارين الاخيرين وممكن التحقيق بالانتقاء حسب القارات والتقسيمات الجغرافية المتعارف عليها اما الاعتباران الاخيران فهما اللدان يتحكمان في ترتيب اولويات الاخبار. الاعتبار الاول ممكن ملاحظته في اخبار البي البي س والسي ان ان ولكن بأولويات مختلفة انطلاقا من كون هذه المحطات محطات عالمية وليست محلية المجلية معروفة بنمطية الترتيب ( محلي-اقليمي- قاري – دولي)
الاختلاف ينبع من البروز التلقائي للخبر او المدى التأثيري له او كلاهما
فمثلا حدوث هزه ارضية في باكستان او ايران او الأكوادور او اليابان يروح ضحاياه الآلاف من الناس وتؤدي الى خراب هائل وشامل وتتسبب في تسرب نووي خطير احيانا كما هو الحال في هزة اليابان هنا البروز التلقائي للخبر واستحواذه على اهتمام المتلقي يعطيه ميزة الانتقاء والصدارة في النشرة الاخبارية لتأثيره على شريحة بشرية كبيرة في بقعة جغرافية معينة بشكل فعلي وآني وقد لا يمتد تأثيره الى اجزاء اخرى بعيدة من العالم الا انه يستدعي ايضا زيادة المساحة الزمنية له بتقارير من موقع الحدث مزود بمشاهد فظيعة او تحليلات باستضافة خبراء في المحطة او عبر وسائل الاتصال الاجتماعي . هذا الخبر طبيعيا ستكون المساحة الزمنية له في الاعلام السمعي المرئي اكبر من غيره اذا اعطي الصدارة. وهنا السبب ايضا وراء الصدارة هو المدى التأثيري للخبر والحدث.
لنأتي للحالة الثانية وهي امكانية امتداد تأثير الحدث الى بقاع اخرى من العالم . فمثلا ظهور الامراض الخطير كأنفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير او الايبولا او الزيكا في بقعة من بقاع العالم . مدى التأثير هنا على صحة البشر كبير جدا وقابل للامتداد اكثر من الحالة الاولى . تعطى للحدث والخبر هنا الصدار لسعة امتداده وتأثيره على حياة البشرية . واذا ما اعطيت له الصدارة حاله حال ما قيل سابقا سيعطى مساحة زمنية كبيرة ويستدعى له المحللون والخبراء وتعد له التقارير المصورة. هنا التأثير على المتلقي غير محدود عكس الحالة السابقة ويبقى امتداد العنصر الزمني كما هو مدعوما بالتحليلات و التقارير المصورة.
ما اردنا قوله هو ان هذه المحطات الاخبارية العالمية المرئية السمعية نشراتها الاخبارية محكومة بالجغرافية ومدى تأثير خبر الحدث على المتلقي ومدى جذبهما للمتلقي مع بقاء الزمن والدعم التقريري من الثوابت.