26 نوفمبر، 2024 11:20 م
Search
Close this search box.

تغريدة حمار!!

تغريدة حمار!!

يُحكى في زمن عجيب ومكان غريب , أن حمارا أخذ يغرد مثلما البلابل تتغنى وتصدح , فتعجبت الخلائق وتمايلت الأشجار وتماوج التراب وتوابل المطر وترجرت الأنهار , وصفقت الرياح وتجلمد البشر.
الحمار يغرد فاستفيقوا يابشر!!
الحمار يغرد بأنغام الخطر!!
الحمار يغرد فأين المفر؟!!
يا بشر !!
إن الحمير تنهق فكيف صار هذا الحمار يطلق التغريدات ؟!
بعضهم قال:
أنها أصوات من مؤخرته؟!!
وآخرون قالوا: سمعنا صوت ديك!!
وغيرهم أجزموا , بأنه صوت دجاجة تريد أن تبيض!!
وأمعن مَن أمعن وصاح: يا بشر إنه نهيق من فم حمار محشو بالتبن!!
لكن البشر هو البشر , ومضى متوهما بأن الحمار يغرد ويرفع رايات الظفر!!
فاحتشد البشر فوق البشر يهلل للحمار المغرد الذي يردد أناشيد إمتهان البشر , وأنه سيدهم وقد عاد لتوه من السفر!!
وتعجب الحمار من حرارة الحفاوة وفخامة الإستقبال والتروج , وكيف أنهم يحملونه على الرؤوس ويحسبونه المنتصر والفارس المحروس , وأنهم يفدونه ويقدّسونه ويتبركون به , ولا يكلون من النظر إليه , والتعبد في ظلال وجوده , وهم يصيخون السمع لتغريداته على أنغام معزوفات مؤخرته , التي تترنم بتهاليل الذين يرتعون في حضرة الحمار , ويبجلون سلوك الحمار , ويقدسون مناهج الحمار.
ونظر الحمار من حوله , وتوهم بأنه ملك الملوك وسلطان الأرض والوجود!!
واحتار بأمر نفسه وما حوله , وما عاد يميز بينه والآخرين, فنهق بقوة ليوقظ البشر من أوهامهم وسرابات رؤاهم , لكن أصوات التبريك والتهليل تتعالى والأناشيد تتوالى!!
ومضى الحمار في النهيق المتواصل , والبشر يسمع تغاريد ما فيه ويحلم بأنه يضع بلبلا على رأسه وليس حمارا!!
فهل أن الحمار صار أميرا؟!!

أحدث المقالات