في العصور الوسطى او الرون الوسطى كان عندما يجتمع الملوك مع النبلاء وهم اثرياء القوم على طاولة العشاء مع انغام الموسيقى وشرب النبيذ ويكون من ضمن الموجودين شخص يرتدي ملابس ملونة وقبعة ذات اجراس مع صبغ الوجه بألوان معينة يطلق عليه المهرج او القرقوز وهذا يقوم بالتقافز هنا وهناك من اجل جلب انتباه الحاضرين لحركاته وفعالياته الا ان في اغلب الاحيان لايعيره الحاضرون اي اهتمام لانه لايمثل الشيء الجدي في الجلسة, وبالمقابل نجد أي نبيل عندما ينهض وهو ماسك بقدح النبيذ بيده ويطرق به بسكين او ملعقة من اجل جلب انتباه الاخرين نجد الجميع ينصتون وبكل هدوء لما سوف يقوله ويتحدث به هذا النبيل كون الجميع واثق ان ماسوف يتحدث به هذا النبيل يبقى محمل اهتمام….ومن خلال ماتقدم ورغم بعد التشابه الكبير ألا انني اجد ماحصل اليوم داخل قبة البرلمان العراقي شبيها بجلسات العصور الوسطى مع غياب التنظيم والتنسيق,,, حيث نجد دخول ممثل السلطة التشريعية سليم الجبوري وهو بحماية الجنود والاسلحة والكلاب البوليسية لخوفه من شعارات النواب المعتصمين والذين هتفوا بعدم شرعية وجوده وخيانته للبلد بعد تبجحهه بدعم السفير الامريكي والسفير الايراني له وتجاهله لارادة الشعب .. وبعد ذلك وجدنا عدم الالتزام بجدول الجلسة وتم تجاوز فقرة التصويت على شرعية اقالة رئاسة البرلمان والذهاب مباشرة الى التصويت على الكابينة الوزارية مما حدى بالنواب المعتصمين بالدخول الى قاعة البرلمان والهتاف بعدم الشرعية للجلسة وعدم أكتمال النصاب مما ادى بسليم الجبوري بالانهيار وبدى عليه العصبية مما جعل من النائب محمد الكربولي والنائب قهار السامرائي بالقفز والوقوف أمامه بصدور عارية وافواه مبتسمه وبحركات مشابه لحركات قرقوزات القرون الوسطى وهم يحمون ربيبهم سليكو وكما يحب ان يطلقه عليه الكربولي من باب الميانة القوية التي بينهما” وكانوا يتمايلون يمينا ويسارا ويربتون على اكتاف النواب المعتصمين مصحوبة بأبتسامات صفراء مسمومة طالبين منهم الهدوء وعدم الغضب … وهنا سؤالنا المهم”” مالذي جعل من الكربولي وقهار السامرائي أن يقوما بهذا العمل بحيث ينسلخون من عباءة البرلماني ويدخلون تحت عباءة رجل الحماية بصدور عارية وخاصة بجانب النائب كاظم الصيادي والنائبة حنان الفتلاوي ؟؟؟!!!ورغم كل ذلك الا ان صوت ( النبلاء ) من باب ضرب الامثال ليس الا “”” كان اقوى واعلى من اصوات القرقوزات حيث لم يستطع لا الكربولي ولا السامرائي من حماية ربيبهم الجبوري (سليكو) من قناني الماء وعلب المناديل الورقية التي تهافتت عليه من كل صوب وحدب مما أضطره الى رفع الجلسة لنصف ساعة من اجل الحفاظ على ماء وجهه وحتى حيدر العبادي لم ينجو من رشقات قناني الماء وعلب المناديل الورقية هو الاخر وهذا دليل على غضب النواب المعتصمين وعدم قبولهم بشرعية الجلسة لهذا اليوم وظهور الجلسة بمسرحية سمجة أبطالها من ورق ديدنهم المصالح الشخصية والدفاع عنها بكل الطرق حتى لو قاموا بفعل القرقوزات فالمهم والاهم هو المصلحة والصنم وأما الشعب فلهم الله عزوجل ويبقون هم الملوك والنبلاء والقرقوزات رغما عن أنوف كل من يعتصم ..