24 نوفمبر، 2024 8:32 م
Search
Close this search box.

البغدادية واخطاء المتظاهرين

البغدادية واخطاء المتظاهرين

العراقيون اثبتوا للعالم اجمع بانهم حضاريون متمدنون يستحقون بناء دولة متقدمة مزدهرة مبنية على الديمقراطية وحقوق الانسان .تجري وجرت مظاهرات صاخبة في الدول المتقدمة كفرنسا وبريطانيا وامريكا والمانيا وغيرها تشوبها الكثير من اعمال العنف والتخريب والحرق والنهب للممتلكات العامة والخاصة .اسباب وبواعث تلك المظاهرات لا ترتقي الى ما لمظاهرات العراقيين من دواعي كارثية ومع ذلك ترى العراقيين يتظاهرون بكل لياقة حظارية وعقلانية يحسدون عليها.لكننا لا بد ان نشخص بعض الاخطاء لدى بعض المتظاهرين والمعتصمين لتلافيها  لانها لا تخدم اغراضهم واهدافهم بالاضافة الى استغلالها من قبل المغرضين والفاسدين والاعداء. بداية لعدم وجود قيادات موحدة متمرسة ومع الحماس الشديد جرى منع الكثيرين من التظاهر بحجة انهم فاسدون او شركاء للفاسدين من النواب ورجال دين وغيرهم  في حين ان المظاهرات تحتاج الى اكبر عدد يمكن جمعه بكل الوسائل ولا يمكن فرز الفاسد من عدمه ولم يكن الوقت وقت الحساب الم يفسد نظام البعث اكثرية المواطنين طيلة عقود من التربية الفاسدة؟. اليس من حق الفاسد ان يراجع نفسه ويستيقض ضميره ربما؟ والخطا الاخر كان رفع صور بعض الفاسدين دون غيرهم وضربهم بالنعال وهذا غير منصف  لان الفاسدين وسراق المال العام هم بالالاف بل بعشرات الالاف ومشكلة العراق ليست بالاشخاص وانما بمنهج ونظام الحكم المبني على المحاصصة الغنائمية الفاسدة  .والخطا الاكثر فداحة هو نصب مشانق رمزية كتهديد  للفاسدين .نعم من الناحية النظرية والمبدئية يستحق الفاسدون الاعدام والسحل في الشوارع لما تسببوا به من كوارث للعراق وشعبه ولكن من الناحية الواقعية والمنطقية المنصفة هم ضحايا الاوضاع التي مرت في العراق منذ تولي نظام البعث للحكم ولحد الان حيث الفساد بكل اشكاله ثقافة طاغية وعرف سائد اسس له نظام البعث وسار عليه الامريكان وسياسيينا الى ان استفحل ولو تولى اي مواطن اخر حتى من المتظاهرين المسؤولية بدلا عن هؤلاء الفاسدين لا بد ان يفسد او يستقيل فياتي مكانه فاسد وهذا ليس تبريرا للفاسدين خاصة وانهم يعتبرون انفسهم مناضلين مضحين معارضين لنظام البعث.نظام البعث طيلة عقود خرب نفوس اكثرية العراقيين . الا يكفي العراقيين مذابح وماسي؟علينا حل ازماتنا ومشاكلنا بالتي هي احسن وليس بالانتقام والتشفي .فالنتصالح مع انفسنا ونراجع انفسنا اولا.عندما راى المسيح امراة فاجرة ترجم فصرخ و قال للراجمين ويحكم (من لم يكن لديه خطيئة فاليرجمها اولا بحجر) فتراجع القوم جميعا لانهم خطاؤون.فالنعمل على استرجاع اموال الشعب من الفاسدين في داخل العراق وخارجه ومنذ نظام البعث ولحد الان بتطبيق (من اين لك هذا؟) بحجز الاموال المنقولة وغير المنقولة والمنع من السفر والاعتقال لحين استحصال الاموال والاصلاح وليس الانتقام. والدخول داخل الوزارات خطا ولا باس بتطويقها فقط من دون اشلالها.وحتى النواب المعتصمين كان لهم بعض الاخطاء .طالما جلهم من نفس طينة الفاسدين واعتصامهم يعتبر صحوة ضمير تحسب لهم وممكن ان تمسح ذنوبهم السابقة فشعبنا متسامح بالفطرة ينسى بسرعة فلا داعي لاثارة النعرات والسير الذاتية بل كسب اكبر عدد من النواب بدبلوماسية ولطف وقلب واسع وتحمل اية اساءة لاجل الهدف الاسمى.المهاترات اثناء الاعتصام وكذلك قلع قطع اسماء بعض التواب الكرد من مقاعدهم بحجة تنظيم الجلوس كان يجب ان يجري بالاقناع وليس عنوة لانه لم يكن بالاهمية الواجبة التطبيق.عدم اكتمال النصاب كان بسبب مثل هذه التصرفات الطاردة لبعض النواب الذين كان  بالامكان ضمهم للاعتصام.تغير موقف السيد مقتدى الصدر ربما جاء بسبب الاخطاء المذكورة بالاضافة الى الضغوط التي تلقاها من شركاءه ومن الفاسدين ومن ايران.  وبصورة عامة ثبات المعتصمين على موقفهم بتشكيل كتلة معارضة ضاغطة في البرلمان بالرغم من عددهم زاد اوقل هو الموقف الصحيح .والمطاولة ستادي حتما الى زيادة عددهم لانهم يمثلون حق الشعب وضميره فلا بد ان تكون النتيجة في النهاية لصالح الشعب وصالحهم. على اقل تقدير سيضطر العبادي الى تقديم كابينته الاولى ببعض التعديلات والتغييرات الافظل من المستقلين التكنوقراط. ورئيس مجلس النواب سيصبح اكثر تمثيلا للنواب وسيحسب حسابهم اكثر من السابق عندما اعطى لنفسه الحق ليكون ولي امرهم بتشجيع من الكتل والعبادي ووقع نيابة عنهم على (وثيقة الشرف) المحاصصاتية في حين حسب الدستور ليس له الا ان يكون مديرا لجلسات البرلمان ليس الا وله صوت واحد كاي نائب.وسيصبح المعتصمون العابرون للطائفية والمحاصصة كسكينة خاصرة على المتشبثين بالمحاصصة والتوافقية الفاسدة لعدم تمرير ماربهم الخبيثة بالضد من مصلحة الشعب والوطن بعد الان.لا يوجد اي مبرر للعبادي لعدم تقديم شخصيات نزيهة قبل كل شيء لاشغال الوزارات الجديدة النزاهة اولا قبل الكفاءة والتكنوقراط والشخصيات النزيه اكثر ما موجودة لدى الاقليات وخاصة المسيحيين الذين بالاضافة الى كونهم السكان الاصليين هم اكثراخلاصا للواجب واكثر التزاما بالنظام والقانون ونابذين للعنف ومتعطشين للديمقراطية وحقوق الانسان وعامل توحيد للعراقيين جميعا وهذا ما يحتاجه العراق الان.ومن الاحزاب اثيت الشيوعيون بانهم الانزه لحد الان.     واما قناة البغدادية فدرجت اسمها في مقالي هذا لانها اصبحت ذات قاعدة جماهيرية واسعة بفضل خطابها الموجه الذي يدغدغ مشاعر الناس وخاصة البسطاء منهم ويعبر عن احاسيسهم وامالهم وبفضل المستوى العالي من الفساد المفضوح الواضح الذي يمكن لاي قناة او شخص استغلاله لماربه.بصورة عامة لقناة البغدادية دور ايجابي في توعية المواطنين وفضح الفساد والفاسدين  غلقها ليس من المصلحة العامة . الا انها ليست بالمستوى المطلوب كقائد في المجتمع لان القائد الصحيح لا يكون ذيلا لقاعدته ولا معزولا عنها بل يرشد قاعدته الجماهيرية ويقودها لما يحقق امانيها واهدافها ومصلحتها باحسن واسلم الطرق الواقعية الممكنة ويضعها على السكة الصحيحة للوصول للهدف.بعد ان يشخص الخلل والاسباب والمسببات ويرسم الحلول وخارطة الطريق.لكن من اولويات  البغدادية العمل على كسب اكبر عدد من المواطنين بدغدغة مشاعر البسطاء وكسب ودهم باستغلال الفساد المفضوح والصيد في الماء العكر.لم نرى يوما توضيحا لما وصل اليه العراق من المستوى الامعقول من الفساد الطاغي بكل اشكاله وهل من المعقول ان ثقافة الفساد الطاغية في المجتمع جلبها هؤلاء السياسيون وطغت بين ليلة وضحاها؟ وانما نتيجة تخريب نفوس العراقيين من قبل تربية نظام البعث لعقود؟ وسياسيينا الذين لم يكونوا فاسدين من البيضة كالبعثيين وقعوا في فخ الفساد المنصوب لهم من قبل البعثيين والامريكان فانجرفوا انجرافا بواسطة المحاصصة المغانمية لاحزابهم ولهم.وحتى المحاصصة المذمومة تهون بعدم وجود الفساد المؤسس له من قبل نظام البعث والمشجع من قبل الامريكان.لم نرى يوما قناة البغدادية تندد بنظام البعث باعتباره راس البلاء والمجرم الحقيقي لما وصل اليه البلد بل تفهم المواطنين وكان الفساد جاء نتيجة اسقاط نظام صدام.ولم توضح للمواطنين بان اعوان النظام السابق هم من جلب الارهاب وداعش واحتضنوا كل ارهابي ومخرب للوطن ,وفاسد ومنذ اليوم الاول لسقوط نظامهم الاسود بل منذ توليهم الحكم في العراق تصرفوا كمافيا وليس كحزب سياسي.وكذلك تعمل البغدادية على التركيز على بعض الفاسدين لاسقاطهم دون غيرهم وكان مشكلة العراق هي بالاشخاص وليس بمنهج ونظام للحكم مبني على الفساد منذ البداية الخاطئة.والكل فاسد الا ما ندر.

أحدث المقالات

أحدث المقالات