دموع مهاجرسألته زوجته مستغربة : لم أرى الدموع في مقلتيك مِن قبل ؟أجابها : هذا لأنني لم أكن مهاجراً قبل الآن !!.2عتابزارهُ طيف والده المتوفي في المَنَام معاتباً : لماذا يا ولدي تركت بلدك ؟أجابه : لأنه لم يعد بإسطاعتي زيارة قبرك !!.3هَجرإستقلَ الحافلة المتوجهة الى البلد المجاور قاصداً الهجرة الى المجهول ، وحال إجتيازه الحدود نظر الى الخلف مودعاً !!، فسمع صدى صوت الوطن يُنشد له : “الهَجر مو عادة غريبة لا ـ ـ ولا منكم عجيبه ـ ـ غير هذا شردكلكم ـ ـ كلمن يسوگة حليبه ـ ـ كلمن يرده حليبه” !!.4إقرباء لَكِنهم غُرَباءالتقى أبناء العُمُومَة بعد فراقٍ طويلٍ في بلدان المهجر ـ ـ حيّاهم أولهم قائلاً : هاي !!، أجابه الثاني : بونجور، ردّ ثالثهم : هَيْ ، وأبتسم الرابع بخجل قائلاً : (سْيْوُسْ) ، نظر الإخوة الى بعضهم البعض والدموع في مقائيهم (وقد أدركوا) بأن أبنائهم أصبحوا غرباء عن بعضهم البعض !!! (*).5واغربتاهبعد مرور عقدين من الزمن على هجرته ، جلس في غرفة مكتبه المطلّة على البحيرة المجاورة لبيته متأملاً البط المهاجر العائم على سطحِ مياهها ـ ـ كبس على زر السيطرة البعيدة لتشغيل التلفاز، سمع صوت كاظم الساهر منشداً ” واغربتاه ـ ـ مضاعٌ هاجرت مُدني عني وما أبحرت منها شراعاتي ـ ـ نفيتُ وأستوطن الأغراب في بلدي ودمروا كلّ أشيائي الحبيباتي”!!. إنتباهة (*) :”هاي”، كلمة ترحيبية تأتي بمعنى (مرحباً) باللهجة المحلية المتداولة في أمريكا وكندا والبلدان الناطقة باللغة الإنكليزية ، يقابلها كلمة “بونجور” في فرنسا والبلدان الناطقة بالفرنسية ، وفي السويد والدول الإسكندنافية يقولون “هَيْ” ، أما في المانيا فتكون التحية في مقاطعة بافاريا بكلمة (سْيوُسْ) .