18 نوفمبر، 2024 3:15 ص
Search
Close this search box.

أقلام عربية بلا حب العراق!!

أقلام عربية بلا حب العراق!!

يتعرض العراق الى هجمة غير منصفة من كتاب عرب يتمترسون وراء شعار ” الانتقائية”، في تشخيص نقاط القوة و الوهن في الكيان العراقي الجديد و كيفية التعامل مع خصوصية المجتمع العراقي، فيتحدثون وكأن هذا البلد لم يعد عربيا ، و تذهب بهم ” اللابراءة” في التحليل حد الحديث عن شعب عراقي راحل بلا انتماء وطني أو قومي، بل يذهب الخيال بالبعض الى اعتبار العراق من الماضي ، في مفارقة تخلو من الانصاف و الواقعية و تقترب من التشفي، بينما لم تنتقد نفس الاقلام عدد الارهابيين الذين ” تناخوا” لذبح عراقيتنا لعنهم الله !!
هناك فرق بين انتقاد الأداء السياسي لمنظومة الحكم الحالية في العراق شرط اعتماد العقلانية و الوضوح في التشخيص بلا انتقائية أو بكاء، و محاولة اخنزال تاريخ العراق بحقبة زمنية ، فمثلما هناك تشخيص لأخطاء تجربة الحكم السابق سيكون هناك توثيق لسوء ادارة الحكم الحالية، و مثلما هناك أقلام لكل المناسبات بالمقابل ينبغي رفض كل محاولات تقزيم العراق و اشاعة الفتنة بين ابنائه بزعم تخليهم عن المفهوم القومي لصالح التخندق الطائفي ضمن القياسات الايرانية ، فلا أحد أشد حرصا من العراقيين على سيادة قرارهم الوطني، والذين بيوتهم من زجاج شفاف ” جدا” عليهم الابتعاد عن ” فهلوة” جمع الحصى باحجام تناسب مشاريعهم الصغيرة التي هي أبعد ما تكون عن القومية و العروبة، مع الأعتبار بأن العراق لم يرفع الفيتو عن العلاقات مع اسرائيل كما لم ينسحب من عضوية الجامعة العربية، مثلما أن الاسلام لا زال دين الدولة و العربية لغة البلاد الرسمية، وفلسطين تستهوي أبنائه بحس حقيقي لا مزايدة سياسية مثلما ” تردح” به اقلام عربية، التي تعودت عدم انصاف العراق و شعبه.
لقد نجحت ايران في الاستحواذ على دائرة نفوذ بالعراق ليس باستفتاء شعبي بل عبر أجندات سياسية بالاستفادة من انسحاب العواصم العربية الى الخطوط الخلفية منذ عام 2003 و كأن الجامعة العربية لم تنقسم يوما على الموقف من أحداث عام 1990 أو أن نفس الاقلام لم تكيل الاتهامات للنظام السابق بتمزيق الأمة رغم عطاياه السخية على الأشقاء قبل أبن الدار، أنها مفارقة المجافاة للمنطق و رفض قول الحقيقة تحت طائلة التأثير المادي و الطائفي الذي ، ما يشكل تعديا لحدود الله في كبرياء العراق و شعبه.
لن يكون العراق ” الأكثر كآبة في العالم عراق الطوائف و الاقليات” حسبما تقول مفردات بعض الاقلام العربية ، ولن يتقاتل العراقيون فيما بينهم “لانهيار التيار العروبي لصالح المد الفارسي” كما يزعم آخرون، الذين يرفعون الدفاع عن آهل السنة بيد و يشحنون بالأخرى العداء الطائفي لتخريب آخوة العراقيين و كأنهم يوفرون الأرضية المناسبة لمشروع تقسيم
العراق، ما يبرر السكوت على الأعداد الكبيرة من الارهابيين العرب الذين اغتالوا العراقيين من مختلف الأعمار بدم بارد تشم منه رائحة فتنة لا تبقي و لن تذر، لكنها ستبقى أضعف من ارادة العراق بالتمسك بأخوته مهما أرتفع صوت المراهنين على الفتنة.
يحاول بعض الكتاب الايحاء بأن العراق أصبح ولاية فارسية و أن شعبه أختار الاصطفاف مع ايران بعيدا عن انتمائه العربي، بل يحاولون مصادرة الهوية العراقية بسيناريوهات تعميق الجروح لا البحث عن علاج ، وهو موقف لا يعبر عن حب أو خوف على العراق و آهله بل حالة من الشماتة” مدفوعة الثمن” لتخريب نسيج العراق بما يخدم جميع المشاريع الا الايحاء بالحرص على العراق العربي الشقيق، فما يتداوله بعض الكتاب العرب لا يوحي بحرص حقيقي على العراق و مستقبل آخوة شعبه لأن العكس هو الصحيح.
لن يتقاتل العراقيون بمذهبية مثلما يحلم به اعدائهم من كل الجنسيات و المقامات و لن يكون العراق ضيعة ايرانية حسبما تنحت به اقلام كثيرة من ولاءات متقاطعة بأولوية الانتماء العربي لكنها مقاربة في رغبة ايذاء العراق و شعبه، رغم أن العراقيين لم يتخاصموا على الولاء الحقيقي للوطن، ولم تكن آخوتهم اضغاث أحلام، بينما يغرف كثيرون من المياه الراكدة لاشاعة الفرقة بين العراقيين عبر عزف موتور على الفتنة الطائفية، رغم أن أبناء الفرات الأوسط و الجنوب لهم مآثر وطنية غير قابلة للمساومة و التزييف وسيبقون كذلك بنفس عزيمة أخوانهم في ديالى و صلاح الدين و الانبار و باقي ارض العراق التي كرمها الله بكل الثروات لتكون بيتا معمورا للعراقيين المخلصين لقيم الأرض و السماء.. لن يموت العراق و لن ينهزم شعبه حتى لو جفت اقلام عراقية من حبرها الوطني أمام سيل من التلفيق بأسماء عربية.. هي دعوة لمحبي العراق بالأنتصار لكبريائه و عدم التخلي عن عنوانه الكبير بزعم معارضة تجربة حكم لسنين!!
[email protected]

أحدث المقالات