كان يامكان في غابر الأزمان قوم يلّقبون بالحُمْس الحسان، هم سدنة الكعبة وعامودها والقائمون عليها السمان، ومن ضمن ماكانوا يفعلون هو إجبار الحجاج من ذوي الأجساد، الحمر والغلمان، بالشراء من بضائعهم، وعلى الأخص ثياب الإحرام، التي يستوردوها، ليخزنوها لمثل هذه الأيام العظام. وويل لمن لايشتريها منهم فعقوبته هي الحج عارياً . بل لايسمح لهم بجلب الطعام أيضاً فعليهم أن يشتروه من الُحمس، وما يتبقى من طعام لهم لايسمح لهم بإصطحابه معهم حال خروجهم من مكة .
واليكم الشاهد…من بطون كتب التاريخ والحديث..إبن هشام…الطواف في ثيابهم وإلا عرايا:وهذا “حق” آخر أعطاه الحُمْس أنفسهم من دون الناس؛ حيث لا يجوز لغيرهم أن يطوف إلا في ثيابهم هم، فإن خالفوا، وطافوا في غير ثياب الحُمْس، ألقوها بعد ذلك ولم ينتفعوا بها!! (انظر ابن هشام: 1/187).إنتهى..
فَمِن ما أحقوه الحمسيون لهم .. هو أن يأتوا البيوت من خلفها وليس من أبوابها في فترة الإحرام..وقد رد عليهم الله في كتابه وأمرهم بأن يأتوا البيوت من أبوابها فذلك أقرب للتقوى.وحق أخر، وهو، لايحجون مع الناس.الحُمْس هم من تجار قريش وأغنيائهم، وقد ذكر الله في كتابه تجارتهم ورحلاتهم ، بقوله ..إيلاف قريش إيلافهم، وقد آمنهم من جوع ومن خوف أيضا ً.
في البخاري..قال عروة بن الزبير: “كان الناس يطوفون في الجاهلية عراة إلاَّ الحُمْس- والحُمْس قريش وما ولدت- وكانت الحُمْس يحتسبون على الناس، يعطي الرجلُ الرجلَ الثيابَ يطوف فيها، وتعطي المرأةُ المرأةَ الثيابَ تطوف فيها، فمَن لم يعطه الحُمْس طاف بالبيت عريانًا” (صحيح البخاري). إنتهى…حتى قالت بعض النساء االتي طافت عارية مع شيء بسيط يشبه البكيني الحديث، فقالت غاضبة اليوم يظهر بعضه أو كله.. وما خفي…. لا أُحِلَّه.القصد من هذا السرد لهذه الشواهد التاريخية للقادة الحُمس القريشية ، هو للتشابه الحاصل بين عقلية سدنة الأحزاب العراقية (قادة الكتل) ، والحمْس القريشية ، فكل قائد منهم أصبح حمسيا ً بابويا قريشيا، لكل نائب ، فالنائب يتناول الخبز والنبيذ كل جمعة، من اليد الحمسية الكريمة ، ليحل فيه جسد الإله ، فيوقض ضميره المشع، لينير شجرة الروح البشرية ، ومنها تشرق شمسها كما تشرق مصابيح القنابل التنويرية، مبشرةً بالعيد لممثليه من الشعب أوتماتيكيا ً هجوميا،. أما إذا لم يتناول الخبز والنبيذ ، فلا تحل في جسده روح الإله، فيمسي عريانا ًعلى أقل تقدير.
الحق يقال ما علينا إلا ان نُسرّح البابوات الحقيقية، ونلغي الإحتفالات الكنائسية، لنقيم لهم محلها دولة الفاتيكان القريشية .