لم يكن برنامج الصدمة الذي يعرض من على قناة mbc مجرد دقائق معدودة تشد المشاهد لمتابعتها والفرح بأحداثها والحزن لمواقعها المؤثرة مجرد قضاء وقت فقط بل كانت لتلك الحلقات اثر بالغ في نفوس الكثير سواء من المتابعين العرب والعراقيين بشكل خاص , افصحت المشاهد وازالت الغبار عن الالفة التي تربى عليها العراقيين وما زرعه فيهم ابائهم من حب الوطن ونبذ الطائفية ومساعدة الاخرين ,
الجميل بالموضوع ان اغلب المشاهد تفاعل معها المواطن العادي قبل المسؤول بل البعض منها كانت اكثر تأثيراً فتسببت في سقوط دموع البعض منا ! وقد يتوهم البعض ان الترابط الاسري بين العراقيين قد مات ! فالمسألة ليس طائفية كما يراها فاقدي البصيرة بل انها قضية احياء الضمير الذي غادر البعض لكنه بقي متخفيا في دواخل المواطنين وما ان سنحت الفرصة لإظهاره فبرز دون تردد غير مبالي بنتائج تدخله اثناء اختفاء كاميرات التصوير , حقيقة يلمسها الكثير من المتعايشين مع الطوائف الاخرى حيث وعلى الرغم من المآسي التي تعرضت اليها مكونات الشعب العراقي في المراحل المتعاقبة الا انها لم تؤثر على ذلك النسيج المتشابك , قد يرى البعض ان الحديث بهذا الموضوع يكمن بمثالية عالية لكنها الحقيقة التي لا يريد ان يعترف بها من سلم امره للأجندات الخارجية وما تريد تحقيقه من تفرقة وتقاتل كي لا ينهض العراق من جديد
فمن يتصور ان احياء الضمير العراقي جاء من خلال تلك المشاهد الفنية المعبرة فهو واهم وخير دليل على ما نقوله هو ما حدث من تأزر بالقرب من جسر بزيبز الذي انقذ مئات العوائل من الموت بمساعدة ابناء الوطن من باقي المكونات الاخرى , نعم هناك ضغائن عند الكثيرين البعض منهم معذور بسبب او لأخر لكن يبقى الكم الهائل من هذا الشعب متلاحم وسيبقى لكن المسالة تحتاج الى المزيد من الوقت , وبالعودة الى البرنامج اللطيف نتمنى ان تكون هناك التفاتة حقيقية لقنواتنا من اجل الارتقاء ببرامجها وعدم البقاء على مشاهد قديمة أكل عليها الدهر وشرب لان الاموال التي تهدر عليها يمكن استغلالها لإنشاء مثل هكذا خطوات ايجابية تساهم في رص الصفوف التي تعرضت الى تهديم مقصود معلن … والسلام .