في غضون 48 يوماً، أي للمدة من السادس عشر من شباط الماضي وحتى الرابع من نيسان الحالي خسر طيران الجيش مروحيتين بخلل فني، الأولى نوع MI 17 كانت قادمة من قاعدة الشعبية بمحافظة البصرة في طريقها الى بغداد وهوت في منطقة الشويجة شمال شرق الكوت بمحافظة واسط إذ قضى في الحادث تسعة عسكريين بينهم طاقم الطائرة ، والحادث الثاني كان أيضا لطائرة مروحية نوع MI35 تابعة لطيران الجيش كانت قد أقلعت من قاعدة الكوت الجوية صباح الاثنين الرابع من نيسان الحالي لكنها سرعان ماهوت في منطقة قريبة من المدينة فارتطمت في الأرض واحترقت ونجا طاقهما من الحادث بفضل الله سوى بعض الإصابات الطفيفة.
يقيناً أن هناك العديد من الحوادث المماثلة قد حصلت في مناطق أخرى غير مناطق القتال مع داعش وراح ضحيتها الطيارون إضافة الى الطائرات ذاتها،وحادثتي واسط وغيرها من الحوادث الأخرى كلها تعود الى خلل فني حسب تبريرات الجهات المعنية، لكنه الى الان لم يبين أي مسؤول عسكري طبيعة هذا الخلل وأسبابه ولماذا حصل وكيف ؟ وعن ماذا أسفرت التحقيقات أن كانت هناك تحقيقات فعلاً ؟ وماذا عن النتائج؟ فمكاشفة الناس بالحقائق كما تفعل كل الدول أفضل من الغموض.
كلا الطائرتين هما من صنع روسيا وطائرة الـ MI 35 طائرة ذات مزايا قتالية مهمة وقد أسهمت في الكثير من المعارك ضد داعش ، فهي تحمل ثمانية صواريخ نوع ataka عيار 130 ملم وصواريخ حرة نوع S8 عيار 80 بعدد 80 صاروخاً إضافة الى مدفع آلي متحرك عيار 23 ملم وبعدد 450 إطلاقه ومدفع جانبي ثابت عيار 23 ملم وبعدد ألفي إطلاقة وتتميز الطائرة بالطيران لمسافة 600 كم بدون خزانات إضافية و1200 كم بوجود الخزانات الإضافية وأقصى ارتفاع لها يبلغ 5400 متر وأقصى سرعة جوية 310 كم ، لكن فقدانها بسبب الخلل الفني يعني خسارة كبيرة ويضع الكثير من علامات التعجب والاستفسار ؛ هل العلة في الطائرة ذاتها أم في مهارية الطيار.
عادة ما توصي وحدات طيران الجيش الطيارين والملاحين بقواعد صارمة قبل الطيران وكان يفترض بالفريق الفني والهندسي أن يعطي تقريراً مفصلاً عن كل طائرة قبل إقلاعها لكنه يبدو من خلال تكرار مسلسل سقوط الطائرات المروحية أن أسبابا عدة تقف وراء ذلك لكن السؤال يبقى أين هو الخلل، هل يكمن في الفارس أم في الفرس ذاتها .
إذا كان الخلل يمكن في الفرس وهي الطائرة فلابد من مراجعة جدية لهذا النوع من الطائرات والتدقيق في مزاياها والعلل التي قد تؤدي الى سقوطها العرضي كما حصل في الحادثتين الأخيرتين أو إذا كان الخلل في الفارس ذاته وهو الطيار فلابد من مراجعة أساليب وبرامج التدريب وتكثيفها ومنح المدد الكافية للتدريب مع مراعاة أهلية المتقدمين للقبول بصفة طيارين كشرط أساسي لا أن يتم قبول هذا لأنه لأن خاله حجي فلان أو أنه من أقارب العلوية كذا، أو أنه من جماعتنا أو على طريقة النسبة والتناسب في المكونات التي أفضت الى نتائج كارثية على كافة الصعد وآخرها مسلسل الخلل الفني الذي بات يلاحق طيارينا ويفتك بطائراتنا في وقت بلدنا أحوج ما يكون للطلقة الواحدة التي لابد من أن تصوب في مكانها ووقتها المناسب فكيف بالحاجة للطائرة المروحية.