18 نوفمبر، 2024 1:15 ص
Search
Close this search box.

الأحبة والأصدقاء بين سلطة الكرسي ,وكرسي السلطة

الأحبة والأصدقاء بين سلطة الكرسي ,وكرسي السلطة

آآآآآآآآآآه ,من محنة لوعة حب المنصب وسحره وما به من الطلاسم والإلغاز لم يستطع أحد ٌمعرفتها,ماذا فعلت بأحبتي وأصدقائي الذين لم يكونوا يعرفون معنى الانانية والحقد والضغينة على الناس ,كانوا بسطاء متواضعين غير متكلفين يرفضون الألقاب ومسمياتها ,يقولون أنها زائلة بغير رجعة لن يبقى منها الا العمل الطيب والذكر الصالح في نفوس من نحبهم ,كانوا يساعدون الفقراء ويعطفون على الضعيف والمستضعف,ويتحدون الاخرين لنصرتهم والوقوف بجانبهم إذا تطلب الأمر لذلك ,كان منهجهم وشعارهم هو في عملهم امام المتقين على امير المؤمنين (ع) سيد الزهد والعفة والإيثار,لازلت أتذكر حديثهم عن السلطة ومفاتنها وهم ينبذونها ولا يتقربون اليها ,وعندما سألتهم لماذا كل هذا الخوف منها ؟أجابوا لا نريد المكوث بين يدي الله في يوم المحشر والساعة ,من لديه المقدرة في دفع الاذى والحساب عنا ؟ومن يتمكن ان يتحمل وزرنا وسوء العذاب الذي سيحل علينا أن ثبت تقصيرنا لمظلمةٍ ما أومفسدة صغيرةٌ كانت أم كبيرة ؟كانوا يرددون حديث الامام علي (ع) في مجالسهم وملتقياتهم بقوله {وَاللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ وَغَاصِباً لِشَيْ ءٍ مِنَ الْحُطَامِ }ويقولون أن أول شيء سنعمله وسنفعله لو فرضت علينا السلطة وكرسيها ,لن نغلق بابنا بوجه محتاج وسائل ,سنأتي بالثقاة من لديهم صفة النزاهة والمهنية وقبل كل شيء يتصفون بنكران الذات ويسعون في قضاء حوائج الناس ,كنت أقول في دعائي يارب عجل بمجيء هذا اليوم لأحبتي ليس لهم وإنما تنفيساً للمهمومين والمكروبين وخلاصهم من قبضة السفهاء الذين تلاعبوا بمقدراتهم لعقود من الزمن ,كنا ننتظر ساعة الفرج كمن ينتظر صاحب العصر والزمان (عج) لما ذقناها من ويلات وآهات والآلام بحكم من تسلطوا على رقابنا ورقاب الأحرار,لأملنا بهم بأن يعم السلام والأمن ويأخذ الحق طريقه الصحيح في مسار الأمور ,وعندما شاءت الأقدار ووضعوا في موضع المسؤولية تغير كلامهم وأصبح في خانة النسيان الا من ثبت منهم وهم القلة القليلة ,تنكروا لذلك العهد والوعد الذي قطعوه لي ولأنصارنا بأنهم سيكونون على خطى
الامام علي في حبهم للرعية ,ووقوفهم بجانب المظلومين حتى يسترجعوا حقوقهم ,مشرعين سيوفهم لمحاربة الباطل والفاسد ولن يرجعوها في أغمادها الا بمحاسبة المقصرين والمسيئين وتقديمهم للعدالة ,أغلقت ابوابهم وكتب عليها أن المدير أو المسؤول في اجتماع طارئ وكرر هذا السياق لأكثر من مرة ,وأصبحت مقدرات ومسائل الناس بيد حاشية (الزعاطيط) لا يُعرف من أين يؤتي بهم ؟تباعدوا عنا بسنوات ضوئية ,بعدما كانوا قريبين حتى من انفسنا ,لعن الله السلطة وكرسيها ,لقد سرقت الأحبة والأصدقاء وحولتهم لأداة طيعة مطيعة بيد رغبات ونزوات الشيطان ,لوثت مرتكزات بنى الإنسان التحتية من صدق وإخلاص ووفاء بالعهد والوعد ,فصار كذاباً مرائي لا يخشى من دعوة مظلوم عليه في وسن الليل,صار متجبراً يملؤه الغرور والتعالي والنظرة الفوقية في التعامل مع المجتمع بعدما كان يدنوا للبعيد وينصت لمن يدلي برأيه ويحترمه ويأخذ به أن كان صائباً ,تلاشت كل تلك الثوابت والكلام الطيب والروح الانسانية ,كله بفعل الكرسي ومغرياته ,وتساءلت كيف يمكن أن يكون كل هذا بمن وثقنا بهم ,فكان جواب الشهيد محمد باقر الصدر (قدس )أبلغ رد لمن آلت اليه السلطة حيث قال { دنيا هارون علينا أن نحذر من حب الدنيا،دنيا هارون الرشيد كانت عظيمة,تعلمون أي دنيا غرق فيها هارون الرشيد! أي بذخ وترف كان يحصل عليه هارون الرشيد! نحن نقول إننا أكثر ورعاً من هارون الرشيد، أَتْقَى من هارون الرشيد، عجباه!! نحن عُرضت علينا دنيا هارون الرشيد؟ يا إخواني، يا أعزائي،هل عرضت علينا دنيا هارون الرشيد؟ كان هارون الرشيد يلتفت إلى السحابة يقول لها: أينما تمطرين يأتيني خراجك,في سبيل هذه الدنيا قام بسجن الإمام موسى بن جعفر (ع) هل جربنا أن تُقبِل علينا هذه الدنيا ثم لا نسجن موسى بن جعفر؟ إنّ هذه الدنيا، كلّفت هاروناً أن يسجن موسى بن جعفر,فهل وضعت هذه الدنيا أمامنا لكي نفكر بأننا أتقى من هارون الرشيد؟! }.

أحدث المقالات