ان تتصارع الوحوش في غابة حتما سيكون غالب ومغلوب سيما اون الصراع الدائر شعاره البقاء للاقوى, ذلك ما جعل المقاومة لبعض الحيوانات المسالمة والاليفة صعب للغاية لذا تجدها تنزوي بعيدا عن المواجهة بعد ان تترسخ لديها قناعة انها لا تستطيع مواجهة الكبار!
في العراق سيما بعد العام 2003 وهو عام الربح والخسارة في الان ذاته, ربح للبعض من خلال سيطرتهم على السوق العراقي بكافة تفاصيله : عقود ومناقصات وتعيينات وسمسرة وكل شيء يمت للعملة الخضراء بصلة, اما الخسارة فكانت للغالبية المسالمة التي لا تستطيع بد مع الحيتان, بيد اننا تعرفنا على قائمة طويلة من الحيتان جالسون في صومعاتهم بينما تأتي اليهم العقود والمناقصات والمشريع التي تدر أرباحا بالهبل الى حد عتبة دارهم.
من يحرك ساكنا ؟ من يعترض ؟ من يواجه ؟ من يقف بوجه هؤلاء الحيتان ؟ من يضع عصاه بعجلة لملمة الأموال التي يديرها الحيتان ؟
أسئلة طويلة عريضة لو استطعنا الإجابة عليها لوجدنا خارطة طريق لحل عقدة الفساد المالي والإداري في العراق.
في يوم السبت 21 /2 / 2015 , رئيس الوزراء حيدر العبادي يعفي أمين بغداد من منصبه ويعين إمرأة بدلا منه؟
هل كان العبادي يقدر الموقف؟ هل يعي ما فعله؟ ربما وضع المرأة هذه بموقف محرج لا تحسد عليه! ربما ستواجه ! ربما ستقف بوجه الفاسدين في افسد موقع حكومي .برغم عدم قناعتي ان هذا المخلوق اللطيف والجنس الناعم سيستطيع اغلاق ” مجاري ” الفساد في امانة بغداد الا ان ذكرى علوش خالفت التوقعات وتعالوا لنتعرف جيدا على ماذا قدمت؟لم تقدم علوش أكثر مما قدمه من سبقها هذا صحيح فلم تقم بتغيير ارصفة العاصمة التي كانت سنة متبعة للمسؤولين في الأمانة لان عقودها دسمة فترى ان الأرصفة تتبدل في كل موسم؟ بعد عام ٢٠٠٣ جاء عدد كبير من أمناء لبغداد مع موازنات انفجارية تفوق الخيال مما ساهم بزيادة الأرصدة والمخزونات المالية للمسؤولين عن امانة العاصمة.ذكرى لم تقدم شيء الى الان ولكنها على ما يبدوا ساهمت بتحجيم رؤوس الفساد بالإضافة الى عملها على مأسسة ابجديات العمل الإداري الذي كان ينقص هذه المؤسسة والابتعاد عن الهمجية والفوضى التي كانت تعيشها في تلك المراحل .
اعتقد ان ذكرى ستكون آخر أمينة للعاصمة لان المتضررين سوف يتذرعون بحجج التكنوقراط والولاء والنزاهة والشهادة والى غيرها من ذرائع الازاحة ليدخلوا من الباب الواسع لعقود ومشاريع الأمانة مجددا.
ستبقى ذكرى طيبة انها اول أمراة صمدت بوجه وحوش الغابة وقاومت الحيتان…