منذ عام 1965، تناضل منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من أجل الحرية و العدالة الاجتماعية وقد کان لدورها في زعزعة أرکان نظام الشاه و تهيأة الاجواء المناسبة لإسقاطه، أبلغ الاثر في إنتصار الثورة الايرانية و سقط ذلك النظام.
الاوضاع التي أعقبت سقوط نظام الشاه و التي تمخضت للأسف عن تمکن التيار الديني المتطرف من مصادرة الثورة و السيطرة على زمام الامور، دفعت التيار الديني للعمل من أجل السيطرة على معظم القوى السياسية التي شارکت في الثورة و تدجينها من أجل التمهيد لإقصائها أو القضاء عليها من خلال المساومة و المقايضة معها.
سعى التيار الديني بمختلف الطرق من أجل السيطرة على منظمة مجاهدي خلق و کبح جماح شعبيتها الواسعة بين أبناء الشعب الايراني، وحتى إنه بادر لجعل”أحمد الخميني”، وهو نجل الخميني، وسيطا بين التيار و بين منظمة مجاهدي خلق، بل وإن الخميني قد عقد إجتماعا مع زعيم منظمة مجاهدي خلق مسعود رجوي، وحال إستمالته بمختلف الطرق دونما فائدة، ذلك إن المنظمة التي مهدت لسقوط أکبر نظام دکتاتوري في المنطقة لم تکن مستعدة لتغيير التاج بالعمامة!
وکان واضحا بأن وسائل الترهيب و الترغيب من جانب التيار الديني المتشدد مع منظمة ثورية عشقت الحرية و قدمت الالوف المؤلفة من القرابين على ضريحها، لايمکن أن تجدي نفعا، ولذلك فقد إندلعت مواجهة ضروس و حامية الوطيس بين الطرفين و على الرغم من إن التيار الديني بزعامة خميني کان يمتلك إمکانيات هائلة جدا ولايمکن أبدا مقارنتها بالامکانيات المتواضعة لمنظمة مجاهدي خلق، لکن مع ذلك فقد وقفت المنظمة کطود شامخ و ند عنيد ضد هذا التيار و واصلت النضال و المقاومة ضده حتى أثبتت للعالم کله الحقيقة البشعة لهذا التيار و النظام القمعي الذي أسسه.
فشل نظام ولاية الفقيه في السيطرة على منظمة مجاهدي خلق و إقصائها و القضاء عليها، جعل هذا النظام يفقد صوابه و يسعى لتجربة مختلف الطرق و الوسائل و السبل وحتى إنه توسل بأولئك الذي سقطوا في درب النضال في المنظمة و لم يتملنوا من مواصلة مشوار النضال لإسقاط النظام القائم أمثال المدعو قربان علي حسين نجاد، والذي جندته المخابرات الايرانية بحکم إجادته للغة العربية، من أجل التأثير سلبا على منظمة مجاهدي خلق و السعي للتشويش على الکتاب و المثقفين العرب المؤيدين للمنظمة و التضليل عليهم، لکن هذا العميل الذي سقط في مشوار المواجهة و المقاومة و النضال ضد أکثر النظم قمعا و إستبدادا في العالم، لايمکن أبدا أن يحقق شيئا ومثلما إنه حرف مساره عن طريق الحرية و إرتضى بالعمالة نهجا و سبيلا، فإنه سيبقى مجرد نکرة و رقما اسودا ملعونا لايقدم و لايؤخر في الامر شيئا.