أعترف الجميع الاعداء قبل الاصدقاء ان حل الجيش العراقي كان خطأ جسيماً ارتكبه الحاكم بريمر والقوات الامريكيه ،وأي شخصيه او جهه سياسيه قدمت هذه المشوره لحل الجيش فهي بالتأكيد ولاءها مشكوكٌ فيه ، وأن الاوضاع المأساويه والامنيه التي وصلنا لها كانت جزء من نتائج الغباء السياسي والمشوره التي قُدمت لحل هذه المؤسسه التي كانت ركيزه رئيسه لشموخ واستقرار الوطن وامنه .
قد أختلف مع البعض في رؤيتي للاطراف الرئيسيه التي كانت وراء حل الجيش العراقي !؟
فيبدو ظاهرياً ان الحاكم المدني بريمر ونتيجه لمشورات بعض السياسيين العراقيين قد نُفذ هذا الامر .
ولكني ارى ان من يقف خلف كواليس هذه الخطوه وخطط لهذه العمليه وبذكاء الخبثاء للانتقام من هذا الجيش وتوجيه ضربه قاسيه له عن طريق ادواته التي اوصلتهم لهرم العمليه السياسيه هما من كان قوه هذا الجيش تسبب لهم القلق والارق الدائم فمن غيرهم طرفين رئيسين واساسيين وراء حل الجيش !!!!!؟ .
عندما نسلط الضوء بوضوح نجد أن اسرائيل هي من كانت وراء الحرب وانها ساهمت بشكل كبير الى تدمير العراق وقوته العسكريه لأنه مصدر خطر دائم يهدد امنها ، ويخرج علينا بعض المسؤولين الاسرائيلين السابقين مثل وزير الدفاع الاسبق موشيه ارنز وموشيه يعلون والاثنين ينفون ان يكون للجيش العراقي قوه تهدد الامن الاسرائيلي ، لقد سطر ونسج الكثيرين من مؤيدي اسرائيل هذا المنوال من الكلام بغرض اخفاء اليد الاسرائيليه في حل الجيش العراقي ، ولكن كل هذا لم يكن مقنعا، فمن ينظر الى تاريخ الجيش العراقي والدروس القاسيه التي لقنها للجيش الاسرائيلي يعرف جيداً ان الحسابات كانت دائماً تهدف الى ايقاف نمو قوه مؤقره لاحداث فارق مؤثر في ميزان القوه لغرض تحقيق الاهداف الاستراتيجيه لدوله اسرائيل والحفاظ على امنها وضمان تفوقها على دول المنطقه وبسط نفوذهم .
ان قرار حل الجيش أتخذ مسبقاً تلبيه لرغبه صهيونيه وما سببه من أرق للقيادات الاسرائيليه ، فقد ساهم جيشنا في كافه الحروب ضد اسرائيل في الاعوام ٤٨،٦٧،٧٣ فظلت اسرائيل تخطط وتعمل جاهده على اضعاف القدره العسكريه لهذا الجيش و لم يكتفي قرار بريمر بحل الجيش وانمابالطريقه المهينه التي تم التعامل بها مع قياداته ومنشأته وتدمير اسلحته ومعسكراته ، وكذلك القيام بحملات مكثفه لغرض تشويه تاريخ المؤسسه العسكريه وقادتها وجرت عمليات اغتيال الطيارين والضباط ، مما ادى بالكثيرين منهم بالذهاب الى دول الجوار لغرض الحفاظ على ارواحهم وعوائلهم وتم تهميش الكثيرين منهم والتشكيك بولائهم للوطن .
وكان للسياسيين العراقيين الذين ظهروا على المشهد بعد الاحتلال دور مهم في تقديم المشوره والنصح لبريمر بأن هذا الجيش هو جيش بعثي ولاءه للنظام وأن بقاءه يشكل خطر حقيقي على استمرار العمليه السياسيه الجديده في العراق ، واذا مااخذنا بنظر الاعتبار ان اغلب قيادات الاحزاب الدينيه ترعرت وعاشت في ايران ، أبان الحرب العراقيه الايرانيه ، فكان لابد منهم ان يردوا الجميل وينفذوا مايصدر لهم من تعليمات لتنفيذ مخطط عجزوا عنه عبر حرب استمرت ثمان سنوات اذاق بها جيش العراق طعم الهزيمه المره لأيران ، فكان من البديهي ان يتم انتهاز انصاف الفرص لغرض الانتقام من الجيش من خلال هؤلاء الساسه اللذين كانوا يعيشون في ايران وحانت لهم الفرصه باعتلاء المناصب العليا في الدوله العراقيه ، وتقديم مايمكن للدفع باتجاه حل هذه المؤسسه عبر تقديم المشوره للحاكم المدني بريمر .أضافه الى هذه الاصابع الخفيه التي دفعت بهذا الاتجاه كان هناك التخطيط المسبق لدى القوات المحتله بأضعاف الركن الاساسي الذي بُنيت عليه الدوله وتجنب مخاطر اي انقلاب عسكري قد يحدث مستقبلاً واعاده البناء من جديد وفق سياقات يتم اعتمادها من قبلهم ، وضمان ديمومه تحقيق الاهداف الخفيه التي قامت من اجلها عمليه الاحتلال . أن النتائج الكارثيه لهذا التصرف ظهرت أثارها السلبيه واضحه للجميع وادت الى انهيار تام في منظومه الامن والدفاع واصبح الداخل العراقي مسرحاً وساحه قتال تتناحر فيه كافه القوى الداخليه الاقليميه والدوليه وعمت الفوضى وغابت سلطه الدوله وضربت كافه القوانيين عرض الحائط التي كانت تنظم حياه الفرد والمجتمع واصبحت الحياه للقوي على حساب الضعيف .
وهذا مادفع بالحاكم المدني بريمر الاعتراف في كتابه ( عامي بالعراق ) أن حل الجيش العراقي كان خطأ جسيماً وكبيرا !!!!؟ على العكس تماماً ماقاله السياسيين العراقيين واليكم نص ماقاله بريمر في كتابه على لسان زعماء العمليه السياسيه في العراق :
( بالنسبه لقرار حل الجيش السابق، قال لي الزعيم الكردي جلال الطالباني انه كان افضل قرار اتخذته ادارة التحالف خلال فترة عملها في العراق التي امتدت لاربعة عشر شهرا.اتصلت بالسيد عبدالعزيز الحكيم بعد فترة وجيزة من اتخاذ ذلك القرار. وقد بارك هذا القرار وطلبت منه ضم بعض افراد ميليشيات بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي يتزعمه الحكيم الى الجيش الجديد. زيارتي الى الزعيم الكردي مسعود البرزاني في منزله بالقرب من مدينة السليمانية، عبر لي عن اعجابه بقرار حل الجيش وقدم لي التهاني بذلك واثبت ان ادارة التحالف جادة بخلق عراق جديد وموحد. واضاف ان اعادة ضباط من الجيش السابق كان سيمثل خطأ كبيرا، ولكننا – نحن الاكراد – انفصلنا عن العراق. فقد قاتلنا جيش البعث منذ البداية، ولو عادوا لقاتلناهم.. ولاندلعت الحرب الأهلية’ ) .!!!!!!
ولكن ماذا قالت اسرائيل وايران !!!!؟
بالتأكيد الجواب مختلف تماماً عن ما قاله ( بريمر ) بعد ماتحقق لهم ماكانوا يخططون له حتى في احلامهم ، وهم ينظرون الى بلد ضعيف لايملك جيش بمقدوره الدفاع عن أمنه وسيادته .
مما تقدم اعلاه أترك للقارئ الكريم ان يضع النقاط على الحروف حتى تكتمل الكلمات ويتمكن قراءه الجمله بوضوح ويفهم الحقيقه ليعرف ( من وقف وراء حل الجيش العراقي ) .
[email protected]