20 ديسمبر، 2024 8:50 ص

تحذير .. خلف ابن أمين مطلوب حيا او ميتا

تحذير .. خلف ابن أمين مطلوب حيا او ميتا

الشجاعة هي جرأة القلب وقوة النفس عند مواجهة الأمور الصعبة .. 
ومثلما يكثر في بلدي العراق الشجعان يكثر الطفيليون في الشيء ونقيضة في الأفراح والأتراح  في الأعراس والمآتم ولكنهم لا يوجدون حيث ينبغي أن يكون الإنسان الحقيقي ..  أنت لا تجد طفيلياً في مظاهرة صدامية ولا تجد طفيلياً ينخرط في مقاومة للظالمين أو المستبدين  فهم من أتباع الظالم طالما سلطته عليهم ولكنهم إذ أصبحو في مأمن تنمروا وادعوا ما ليس فيهم  وبحثوا عن قوي آخر يلوذون به ويحتمون وحتماً أنت لا يمكن أن تجد طفيلياً كريماً أو معطاءاً
 والطفيلي تعوّد أن يأخذ ويأخذ فقط  فهو لايقوم بعمل من دونما مقابل كل شيء عنده بثمن حتى إذا أدخلته في حزب أو تنظيم فإنه سيدخل بثمن ربما براتب أو مخصصات أوشيء من هذا القبيل وحتى عندما يعطي صوته فهو يعطيه مقابل ثمن
الطفيلي لا يسجن من أجل رأي لأن لا رأي له ولذا فأنت غير واجد طفيلياً كان يوماً ما سجين رأي  وهو إن مدحك ذمك  لأن ديدنه الكذب ومدح الكاذب نفاق .
والطفيلي يكثر الحديث عن الشجاعة وهو جبان وهو اشر الكذابين عن الوفاء والإخلاص وهو لا يعرف لهما طرقا وخلال فترة الحمسينيات من القرن الماضي ظهرت شخصيات تدعي المراجل او التشبه بالشقاوات في ملبسهم وفي تصرفاتهم وهم جبناء وكان يطلق عليهم سكان بغداد ” شقي تارك ” فكانوا يتحايلون على الناس بالكذب ومن الروايات التي تذكر عن هؤلاء ان احدهم كان يمزق ملابسه وهو يتجه للمقهى وعند  وصوله يصرخ باعلى صوته مزمجرا امام الجالسين ” وينهم مشفتوا جماعة يركضون فاتو من هنا ” ويخبره الجالسون وهم يضحكون ويتندرون عليه انهم لم يشاهدوا احدا ويقول لهم ” لعد انهزموا  من غير طريق الجبناء ” ويسأله الجالسون في المقهى ”  منو ذوله ” ويبدأ بسرد روايته الكاذبة ” هجموا عليه عشرة او اخوكم ماقصر وياهم خلاهم شذر مذر ” ويضحك الجالسون ويقولون له ” همزين ما موتت واحد منهم ” ومن الروايات الاخرى عن هؤلاء ان شخصا يأتي الى شخص ما من عامة الناس في محلته ويخبره ان فردة حذائه موجودة في باحة منزله ويسأله صاحب المنزل ” اشلون اغاتي جاء الحذاء في بيتي ” فيخبره الشقي المزيف ويقول ” البارحة طاردتني الشرطة او طفرت من بيت الى بيت وانتزع حذائي من رجلي او سقط عدكم ” فيضحك صاحب المنزل ومن يرافقه من عامة الناس ويقولون له ” همزين اهربت .. 
سلامات ” وتبقى قصة خلف ابن أمين  منقوشة في ذاكرة سكان بغداد القدماء  فقد كان هذا الشخص الذي يدعي المراجل يطمح ان  يكون شقيا يشار له بالبنان فقد كان يمتلك مسدسين كبيرين يشدهما الى جانبيه ليتباهى بهما لكنه لايستعملهما الا حين يطمئن من زوال الخطر فاذا سمع في محلته اثناء الليل صراخا يدل على وجود لص ظل هو في بيته  لايحرك ساكنا حتى اذا هرب اللص او القي القبض عليه خرج هو من بيته وهو شاهرا  مسدسيه يطلق منهما الرصاص في الهواء ويصرخ ” اين هو .. دلوني عليه ” وكانت احاديثه مع الناس لاتخلو  من قصص القتال والسلب والسطو على البيوت وهو يعزو الكثير منها الى نفسه طبعا  واذا وقعت حادثة او سرقة كبيرة ذهب  الى  مركز الشرطة  ويسأل هل ورد اسمه بين المتهمين  وكثيرا مايحشر نفسه بين المتهمين او يعمد الى الاعتراف امام الحاكم  الذي يعرف نواياه فيطلق سراحه  في كل قضية ويخرج هو من المحكمة  متألما يذم  الحاكم ويعتبره ظالما لانه  يطلق  سراح المجرمين ويحتجز الابرياء .. 
هذه الاحداث وهؤلاء الطفيليين ظهروا  قبل اكثر من سبعة عقود من الزمن الماضي لكن يبدوا ان  تاريخنا القديم يعود من جديد فاينما ذهبت  في مناطق بغداد واسواقها  ومؤسساتها الحكومية  تجد الالاف من اشباه خلف ابن امين في كل مفصل او مقطع واذا كانت الحضارة  والتحديث عمت كل مجتمعات العالم  التي تسودها  حاليا القيم والمثل العليا والاحترام بين ابناء المجتمع الواحد فيجب ان تكون الاخلاق والاحترام والتعاون والصفاء والوئام هي ما يتصف به شعب العراق وليس اخلاق خلف ابن امين الطفيلي  .. فليكن شعارنا الصدق مع انفسنا لان اساس رقي المجتمع ليس التظاهر بالقوة بقدر ما هو  التحلي بصفات الصدق في التعامل مع  المجتمع المحيط بنا  تعامل انساني  بعيدا عن لغة العنف  الغير مبررة .‪© 2016 Microsoft‬ الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية

أحدث المقالات

أحدث المقالات