لست ميالاً أو مشجعاً بطائفية كروية، بقدر ما أقف عند تلك الدقيقة لسنوات، (بالإسبانية: Madrid)، ومن أصل عربي إسلامي – مجرى الجليد- وكثيراً ما يقال ( مجريط)، مملكة أسبانية، لقل ما يعرف جمهورها الكروي، شيء من الواقع العربي، في ظل إعصار وعواصف الإعلام، الخليجي والتركي المشوة لصورة الحقيقة، تكسر حواجز الإرهاب، وتتجاوز رؤى وعروش الخليج، لتعلن عن أواصر الإنسانية، التي تربط العالم الغربي، بالشعب العراقي الجريح، وتحتضن شهداء العراق،بالتعاطف والتأييد،عبر رسالة الصمت.
منطلق انساني، لجمهور ونادي ريال مدريد الرياضي، يفتح الباب على مصراعيه، لدخول الإعلام الى واحة الإنسانية، حيث الجهاد والنصر والشهداء، إدانات وإستنكار خليجي، مقاطعات وخطب تدعوا للفتنة والتسقيط، تملأ مسامع المصلين، في جوامع مكة والمدينة والدوحة، بدلاً من أن يستنكر وقفة الصمت الإنسانية! لماذا لا يستنكر الخليجيين مجازر داعش؟حيث القتل وبشتى الطرق المروعة، بحق العراقيين، وإذا ما كان الخليج، مسؤول عن فتوى الإبادة، بعصا الطائفية والمذهبية! كيف وجدت الفتوى أجندتها؟ وماهي المساحة التي يتحرك بها الإرهاب؟في المجتمع العراقي.
لكي تكون مجرماً، ليس من الضروري، أن تتزعم الإرهاب أو تقطع طريق، إكتفي بنزع الفكر ولبس السلاح، حسب رؤى وفلسفة المغيب “موسى الصدر”، و يختلف السلاح بين القاتل والمميت، “القاتل للجسد والروح” و”المميت للفكر والعقل”،العبودية والإنقياد، خلف مقتضيات الولاء والطاعة، بجزم الجهل والتخبط، سيرغمك على أن تكون مجرماً بلباس مجتمعي، الواقع الذي يفرض، محاربة الإرهاب في الفلوجة، والإنقياد وراء توحيد الصف العراقي، يشخص لنا الأجرام المجتمعي، في من يحاول تعطيل تلك الحرب، وتشتيت قوة الهجوم والدفاع في المعركة.
الفلوجة؛مدينة الزراعة، أم المساجد، لم تعطنا (وكيبيديا الموسوعة)، غير هذا التاريخ، جل ما نعرفه عن تاريخ الفلوجة، قطعوا رأس فلان!صلبوا جسد فلان! وقتلوا من قتلوا! لم نعرف غير لغة الدم والقتل! والمثلة بجسد الأموات! شواهد العصر لم يجف نزيفها، جسر الفلوجة لازال ملطخ بدم العراقي مصطفى العذاري، عيون شيوخها تشهد لحظة ذبح الجندي سمير مراد! مدينة بهكذا دموية! ما الفائدة بكثرة مساجدها؟ تحكمها شيوخ الفتنة ورجالات الإرهاب، وهذا ما يحتم على المجتمع العراقي، وقفة توحد وصمود وقرابين شهداء، يقف لهم العالم سنوات صمت.
المدريديون يؤبنون شهداء الحشد والقوات الأمنية، ومنفلتي الخضراء يتغازلون مع الارهاب، بهتافاتهم وشعاراتهم الشعبية الركيكة، تحول المتظاهرين الى مساحة يتحرك من خلالها الإرهاب داخل المجتمع العراقي، وتحول عناصر التظاهر، الى أجندات عاملة مع الإرهاب، لعلها السذاجة وإختلاط الرؤى، وعدم وضوح الرؤية، عند الكثير منهم، هي من غيبت عنهم هذه الحقيقة، في الوقت الذي تعتكف رجال الفصائل والحشد والقوات الامنية في الفلوجة للحرب، يعتكف الصدريين في ساحة التحرير، لإخلال وإرباك الوضع الأمني في بغداد!
فصائل الحشد الشعبي تزرع قواها في الفلوجة، قوافل الملتحقين لا تنفك من زحمة إلتحاق المجاهدين، أو تشييع الشهداء، أو نقل الجرحى، معركة فتوى ووطن مصيرية، تجابه بإعلام مضلل، وحقائق تخفى، عبر أدوات الإرهاب العاملة في المجتمع العراقي، والمساحة الجماهيرية المتنفذة، التي يتحرك بها الإرهاب، ولكي يضيق الخناق على جيوب داعش وخلاياها النائمة، في أحضان التيارات والكتل، لابد من تشخيصها مجتمعياً، وحجرها تحت قوانين الدستور والقضاء حكومياً.