ما أن جلست المقهى حتى رمقني بنظرةٍ متفحصةٍ ، رددت عليه بمثلها بعدَ أن عجزت عن مصافحتهِ أو الإستفسار عن نواياه ،الرجل الذي في الصفحة التاسعة من رواية ذئب البوادي لــ هرمان هسه ،
……………………….
لم تتركتي لحظة واحدة ، تدفع لي أجرة الباص ، وجبة الطعام في الروستورانت ، تعد القهوة ، تنظم في الليل فراشي ، تنصبني ملكا على الحبشة ،
لم تتركني لحظة واحدة .. أوهامي
…………………….
ظل ساعي البريد ينظر اليها بــ تأمل كونها رسالة الى إمرأة وبلا عنوان،
هذه المرة وخارج عادته فكر قليلاً، الأفضل أن أعيدها الى مركز البريد ، مشى ودراجته خطوات وما أن رأى الشجرة التي تعودَ دائماً الوقوف جوارها عَدلَ عن فكرة الذهاب الى مركز البريد، قال لنفسه الأفضل أن أفتحها إسوة بالرسائل التي قبلها وأقرأ مابها ، وردد لابد أن أقرأ مابها نعم لابد وبدأ يقرأ :
أيها الملعون ياساعي البريد ، أنت لص ورجل فاسق ، دائما تفتحُ رسائلنا لتقرأ مابها أيها الثمل المنحرف ،
وبهدوء وبلا حياء طوى الرسالة وأعادها الى ظرفها وهو يخاطب دراجته :
أهذه حياة ،إنهم يتجسسون علي ، لايمنحونني حريتي .. ياله من عالم غريب الأطوار
…………………………
لست قادرا على مصارحة القضاء والقدر ، وتبني الروح بدلا من الجسد ،لست قادرا على أن أكون بدلا من أن أكون ظلاً ، وملأ أوراقه بــ لست ولست …
ونسي أنه بذرة كونية تنتظره أن يضعها في المكان اللائق، لكنه إستمر بــ لستُ ولستُ وَلست