18 نوفمبر، 2024 1:03 ص
Search
Close this search box.

أُمـسيـات فـنية /2

تناولنا في المقال السابق اهمية احياء الفعاليات الفنية بأمسيات شهرية في المسرح الوطني اسوة بما تقدمه الان الفرقة السيمفونية الوطنية ، واتينا على ذكر نشاطات يمكن ان تقدمها الفرقة الوطنية للفنون الشعبية ، ودار الازياء العراقية ، وفرقة مدرسة الموسيقى والبالية .. وأشرنا الى اهمية تجديد مثل هذه العروض لثلاثة اعتبارات هي : الاول احياء الفنون العراقية ، والثاني امتاع الجمهور العراقي ، والثالث تعظيم الموارد المالية لسد الاحتياجات والنفقات .
وحتى نمضي بهذا الاتجاه هناك فعاليات فنية اخرى يمكن ان تقدم شهرياً .. فدائرة الفنون الموسيقية لديها من الخبرات والعازفين بما يمكنها من احياء حفل بهيج يمتع جمهور المتلقين . وهذه الدائرة تضم مجموعة فرق موسيقية باستطاعتها ان تقدم عروضا فنية لمقطوعات ومؤلفات موسيقية عراقية وعربية واجنبية وهذه المساحة الواسعة للتأليف الموسيقي يعطيها الفرصة للتجديد والتحديث لتقديم حفلات شهرية متميزة .
فرق اخرى يمكن ان تقدم امسيات بغدادية جميلة منها فرقة المقام العراقي فكثير من العراقيين يستهوون المقام ويشكل لديهم الفن الاول ، كما ان العائلة العراقية تستمع بمثل هذه الامسيات فعندما تقدم الفرقة حفلا شهريا فانها تسهم في ترسيخ فن المقام الذي يعد واحدا من اهم جذور الغناء العراقي ويسهم التحديث واقامة الحفلات في عمليات التجديد والتطوير والابتكار ، بينما تضمحل كل هذه الفعاليات عندما يسبت المقام وتتعطل ادواته .. ويعد احياء حفلات المقام العراقي احياء لاحد اهم ركائز الفنون الموسيقية في المدرسة العراقية .
فرقة اخرى ليست اقل اهمية هي فرقة الجالغي البغدادي هذه الفرقة التي افتقدنا فنها وعروضها منذ سنين طويلة يمكن اعادة نشاطها على شكل حفل شهري ليعيد الصلة بينها وبين جمهورها . والامسيات الفنية لفرقة الجالغي البغدادي تحقق الاعتبارات الثلاثة التي اتينا على ذكرها.. ان فن الجالغي البغدادي من الفنون الموسيقية النقدية وهي رسائل اجتماعية وسياسية يمكن توجيهها لنقد ظاهرة او ظواهر عديدة في المجتمع ، ويمكن لهذا الفن اسوة بفن المنولوج ان يمضي قدماً في تحقيق اهداف العملية الاصلاحية التي تمر بها البلاد وهذا وحده معيار و(اعتبار رابع) يضاف الى الاعتبارات التي ذكرناها . لذلك من المفيد جدا احياء فن الجالغي البغدادي وبنصوص
جديدة والحان حديثة اضافة الى ما تم تقديمه في سنوات السبعينيات والثمانينيات بعيدا عن التسييس والشخصنة .
اذن نحن امام كنوز عديدة يمكن ان نستثمرها افضل استثمار ونوفر فرصا مناسبة للعائلة العراقية للحظوة بأمسيات جميلة هي في حاجة لها وقد افتقدناها منذ زمن بعيد .. وسوى الذي ذكرنا هناك افكار عديدة نتمنى ان لا تغفل عنها دوائر وزارة الثقافة منها عروض سينمائية اسبوعية لاهم الافلام العربية والعالمية وكذلك استقدام فرق فنية عربية وعالمية لتقديم عروضها في بغداد.
ان الرفاه الاجتماعي واحد من الاهداف التي يجب ان نسعى اليها ووزارة الثقافة واحدة من اهم المؤسسات الحكومية التي تمتلك الاليات لتحقيق هذا الرفاه.. لذلك هي مدعوة بجد الى النظر بما ورد في هذا العمود بجزئيه الاول والثاني ، ووضع الخطط لإعادة الحياة للفن والثقافة العراقية متمثلا بفرق متخصصة يمكن ان تقدم تلك الفنون للجمهور العراقي حتى يصبح الفن واحدا من اهم الموارد التي ترفد ميزانية الوزارة ، وربما تصل الى مستوى الاعتماد على التمويل الذاتي ، فتوفر المناخ المناسب لموازنة الدولة لتتنفس الصعداء ازاء ما يخصص سنويا للميزانية الاستثمارية وتخصيصات لتنفيذ الفعاليات . انها دعوة مخلصة ربما يوافقني عليها جمهور واسع من متذوقي الفن العراقي.

أحدث المقالات