5 نوفمبر، 2024 11:08 ص
Search
Close this search box.

حـصاد الابـداع

الابداع يعني بغداد ، وبغداد تعني الابداع ، مفردتان متلازمتان لا تفترقان منذ نشأت هذه المدينة في عام 145 هـ لتحتضن دجلة عندما كانت الجزيرة عطشى ، ومنذ تَغنى الغاوون بحسنها وجمالها ، وكتب الكتاب قصص سندبادها ، ومنذ دون الرحالة العرب المسلمون مؤلفاتهم اثناء زيارتهم لها .. فقد ابهرتهم بحضارتها وعمرانها واخذت بلباهم وابصارهم ، فما زالت هذه المدينة المعطاء تنبض ابداعا ، ففي كل زاوية منها وكل حي وشارع وفي كل مجلس ومقهى ادبي ، وكل قاعة ومحفل هناك مبدعون يزينون مساءات بغداد وصباحاتها بالابداع . فقد أُفتتح المعرض الفني السنوي الشامل في مقر وزارة الثقافة بحضور وزيرها فرياد راوندوزي ، المعرض اقامته دائرة الفنون التشكيلية وضم اعمال رسم ونحتا وتراثيات وأزياء حيث بلغ مجموعة الاعمال المقدمة (261) عملا وشارك في المعارض 250 فنانا من محافظات العراق .. المعرض حسب ما ادلى به الوزير جمع اكثر من جيل ومدارس واتجاهات فنية عدة ، ويأتي ضمن نشاطات الوزارة في اختيار بغداد عاصمة للأبداع . وشهدت قاعة اتحاد الاذاعيين والتلفزيونيين وضمن فعاليات نادي السينما والناس عرضا سينمائيا لفلم “الثمانية المكروهين” للمخرج المثير للجدل كوانتين تارانتينو ، المشرف على فعاليات نادي السينما والناس الناقد والمخرج السينمائي حسين سلمان قال : ان احياء عروض السينما العالمية في بغداد يمثل دعما للثقافة العراقية . واحتفى بيت المدى الثقافي بعالم الاقتصاد السياسي الدكتور سليم الوردي الذي ولد في الكاظمية عام 1942 وحصل على شهادة الماجستير بدرجة امتياز في الاقتصاد السياسي وصدرت له مجموعة مؤلفات منها ” علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية” و ” مقتربات الى المشروع السياسي” و ” ضوء على ولادة المجتمع العراقي” و”غارات الثور المجنح” و”الاستبداد النفطي” وقد أصدرت صحيفة المدى ملحقا اسبوعيا تناولت فيه سيرة المحتفى به ، شارك فيه كل من توفيق التميمي وزيد سليم الوردي واسماعيل داوود وسعدون هليل واحمد عبدول وياسر جاسم قاسم وسرمد الطائي فضلا على عرض لعدد من مؤلفات المحتفى به.
واحتفى البيت الثقافي في البياع ببغداد ايضا بعميد المسرح العراقي الدكتور سامي عبد الحميد وهو رمز من رموز الثقافة العراقية وله حضور في داخل العراق وخارجه .. حفل الاحتفاء تضمن عرض فلم جسد اهم محطات حياة سامي عبد الحميد الفنية والاجتماعية. واحتفت “مؤسسة فنون” بالإعلامية هند احمد على قاعة جواد
سليم بالمركز الثقافي البغدادي.. قدم الضيفة الكاتب محمد اسماعيل حيث تم التعريف بالسيرة الذاتية لها واهتماماتها الاعلامية والثقافية ، فهند اضافة الى مهنتها وعملها في مجال الاعلام فانها ذات مواهب متعددة منها تقديم البرامج التلفزيونية وكاتبة للشعر. الاحتفاء بالفنانين والكتاب والمثقفين والاعلاميين وتكريمهم احيانا يعد التفاتة رائعة من زملائهم واصدقائهم والمؤسسات الثقافية . اذ يتم تسليط الضوء على نتاج هؤلاء ونشاطاتهم المتعددة. فقد استذكرت مؤسسة برج بابل ونقابة المصورين المصور فؤاد شاكر الاحتفالية اقيمت برعاية منظمة دعم الاعلام الدولي .. وقد اطلق على المصور الراحل لقب شاعر الضوء للدقة في التقاط الصور الفتوغرافية .. فيما اقيم معرض للصور الفتوغرافية شارك فيه عدد من المصورين.
وأُقيم في قاعة كولبنكيان للفنون مهرجان بغداد مدينة الابداع وبالتعاون مع المركز العالمي للأبداع بمشاركة عدد من الفنانين العرب والاجانب .. تضمن المهرجان جلسات نقدية للاعمال المشاركة وجلسات شعرية وعرضا لفلم قصير عن بغداد . ونظمت مدرسة الموسيقى والبالية التابعة لدائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة حفلا فنيا تضمن عروضا فنية وموسيقية ورقص باليه وورشا لدرس نموذجي واعمالا يدوية ، هذه الفعاليات وغيرها هي بعض صباحات بغداد واماسيها .
ونُظمت وقفة شبابية تطوعية استنكارا لتدمير اثار العراق وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الاولى للجريمة النكراء من قبل عصابات داعش الارهابية بتهديم اثار نينوى. حيث اقامت مجموعة من الشباب وبالتعاون مع أمانة بغداد وبيت الحكمة في القصر العباسي الآثاري فعاليات تطوعية حضر الوقفة السفيران البرازيلي والاسترالي وعدد من المثقفين والمهتمين .. حيث اقيم معرض للكاريكاتير وعزف موسيقى وتقديم عدد من الاغنيات بالمناسبة .
وانطلقت في بغداد فعاليات مهرجان ( فاشن شو ) لعرض الازياء في فندق بابل الفعالية اقيمت برعاية مؤسسة المدى بحضور عدد من سفراء الدول العربية والاجنبية ووصفت مديرة مؤسسة المدى غادة العاملي فعاليات “بغداد فاشن شو” على انها نقلة نوعية في ظل الظروف التي يشهدها العراق وهي دليل على ان بغداد ما زالت بخير وهناك رغبة وارادة لإظهار الجمال واشاعة قيم المحبة والسلام والابداع .

أحدث المقالات

أحدث المقالات