17 نوفمبر، 2024 9:28 م
Search
Close this search box.

نار كعكة الوطن

المشكلة التكوينية والتفكيكية إللي بينا هي إن إحنا ما نعرف نطبخ زين ولا نسوي كعك أو كيك زين، بس نعرف ناكل زين وعدنا شهية مفتوحة ناكل أي شي وكل شي ومن أي مكان. أصلاً إحنا الپاچة وتشريب البامية وباگلا نعتبرها مقبلات للوجبة الرئيسية من ناكل أوادم، وناكل وطن مسگوف في جلسة تصالح وطنية إي وداعتكم أصلاً التصالح ما يطيب إذا مو وطن مشوي ومسگوف يتقاسمه المعازيم، وهذه المشكلة الزقنبوتية هي إللي مسببتنا سوء هضم الديمقراطية والإنقباض في المعدة السياسية، إللي هي معدة تتقبل كل شي ينزل بيها وما تگول لا ولا يجيها الجالي، بس تعال بعد ما تاكل شلون ومن وين تلطعه، وأسألوا أهل البواسير إن كنتم لا تعلمون، وهذا إللي صار ويصير بالضبط وي الطبخة السياسية وكعكة الوطن.
تدرون الطبخة السياسة أكلة كلش شهية، بس ما يكتمل طعمها إلا إذا وياها كعكة الوطن، من هاي الناس تتكاتل عليها إذا بسمسم أو بلا سمسم، وبسبب الطلب العالي على هاي الكعكة حتى يكتمل كوكتيل وكومبو وجبة الوطن وخاصة أكو حلوگ تاكل وتمد إيدها للكعكة من غير مستحى ولا عبالك ماخذين وماكلين قطعة أو قطعتين أو درزن لو كيلو (بصراحة ما أعرف كعكة الوطن تنباع قطع لو كيلوات)، أكو ناس جيب وتاكل، ناس جوعية، مشان هيك ألبي الله وكيلك تئبرني أكو ناس ما يعرفون الفرق بين طحين الحصة وطحين أبو عزرائيل دخلوا بمجال صناعة كعكة الوطن حتى الطبخة السياسية تنصرف، وهذول فتحولهم اليوتيوب وكتبوا في السيرچ ( صناعة كعكة الوطن) وگعدوا يتفرجون ويجربون.
وطبعتن مو كل شي موجود عاليوتيوب صحيح وقابل للتطبيق ، فتشوف الجماعة مخبوصين يجيبون هذا على ذاك ، وما يعرفون يضبطون درجة حرارة فرن كعكة الوطن، من هاي، حارگين كل شي ( وفي رواية أخرى كلشي تنكتب كلمة واحدة بحسب إختلاف المذاهب والطوائف الفقهية والحزبية). والنوب طلعوا الكل ما يعرفون يطفون فرن كعكة الوطن أصلاً ما يعرفون شلون شغلوا الفرن، ومنو شغله لأن الدنيا كانت ظلمة وحندس، فتحوا عينهم وشافوا أكو فرن جاهز لكعكة الوطن، وهسة النار طلعت من المطبخ السياسي إللي موجود بالمنطقة الخضراء، والنار من تطلع من الفرن تحس روحها مفرفحة تريد تشوف دربها، ماكو شي يوگفها، وإحنا متطرفين بكل شي، حتى بالنار إللي نستخدمها في صناعة كعكة الوطن، أبو الفرن جاب إلنا نار من جهنم، أبد ما تشبع، بس من طلعت من الفرن صارت حاصودة نارية وبعدين صارت تسونامي نار وشرار، وطبعتن وأكيدتن اللحم العراقي ممتاز في التكة الآلهية، والكل يضربون أشياش التكة العراقية في
السموات العلى، وخاصة من گاعدين على شط نهر الخمر والغلمان يفترون بكؤوس الخمر ، أطيب شي قبل ما يسحبون درزن من گحاب الجنة ياكلون تكة لحم عراقي خالص حتى الراية تبقى عالية مشان الشراميط تئبرني وإكتمال المهة الفردوسية بكل إقتدار يليق بالعضو المنتدب !
هسة النار بكل مكان وشارع، تماماً مثل الأهزوجة مال الطلائع في المسيرة والفتوة مال فاضل وفوزية ” طالع لك يا عدوي طالع…طالع من كل حارة وشارع” فالنار طالعتنا من كل مكان، يمعودين نخاف إذا واحد تريع بوجهنا لا تطلع نار من حلگه عبالك تنين (يجوز هو هذا المارد إللي دا يقصده البعبعي !)، وشوفوهم، بعد كل وجبة شواء، شوفوا وجوه جماعة الطبخة السياسية بعد كل وجبة باربكيو، وشوفوا بطونهم المتنگة، هذولة يتقاسمون الگعدة وكوكتيل الكومبو الوطني إللي هو الطبخة السياسية وياها كعكة الوطن والمشروب هو الدم العراقي المعتگ بالآهات والحسرات، وكل مرة يجوعون يطبون للمطبخ السياسي، يطبخون الطبخة، وجماعة الكعكة هم إلريدي ( أو إلريديتي مثل ما تگول وحدة نايبة مثقفة) نارهم موجودة بالشوارع، بس يستلمون الإشارة إن الطبخة السياسية جهزت، ينزلون وجبة من عجينة الكعك للشارع، فتشتغل النار تحصد النكهات المتعددة بحسب المزاج الحزبي والكتلوي للطبخة السياسية، ياكلون، والنار تصيح هل من مزيد، مو جهنم مال أبونا، وطابو بأسمنا، إذا مو إحنا نديم نارها راح تطفى، وبعدين فلم يوم القيامة شلون نكمله، والله فشلة من المخرج إذا ماكو نار جهنم !
هسة ما نريد لا الطبخة السياسية ولا كعكة الوطن، عوع عوووووع هي شنهي الطبخة السياسية، تسبب غازات ، وكعكة الوطن مليانة صودا بدال البيكباودر ( أكو واحد گاللهم بيكنباودر لاعب طوبة !) ، وبعدين هذا الكوكتيل يسبب إسهال دموي يؤدي إلى جفاف عاطفي، ما نريد، بس المشكلة محد يگدر يطفي هاي النار إللي طلعت خارج السيطرة، هي إللي ده تلعب جولة بينا، وهاي النار مثل ما تعرفون نار جهنمية راح تاكل الكل، كل شي، لأن مثل ما تعرفون هذي نار وقودها الناس والحجارة….أعدت للعراقيين.

أحدث المقالات