؛؛؛ لا زلت اذكر شجرة الخوخ في بستاننا …واذكر ازهارها البنفسجية ترتقي معانقة كبد السماء …وريقاتها الخضراء اليانعة اطلت،قصيرة ،حلوة ، ندية ،ضاحكة ،تحتضن اغصانا، رقيقة،تتمايل،كلما هبت عليها انسام عذبة ،فتروح شمالااو تعود جنوبا ، جذلى، بدلال …وتتدفق الانسام الراىعة،الشذية ، لتعانق ارواحنا فتمسح صدا الايام…فراشات الارض الملونة بالوانها ،تعزف اغنية الربيع على اصولها وعلى فروعها ،فيدق قلبي،فرحا ،ويمتليء غبطة ،وحبورا . ابتلع الماضي شيبة والدي…والقت ايامه في سجل الذكريات …وصار حديثا يقراه الاخرون،ويتحدث فيه القاىلون ،فيترحمون ،ويرزقونه ،بقراءة ايات الذكؤر ،والفاتحة والرحمة عليه …واعطيت الايام ما تستحق من النذور،والذكرى. اما شجرة الخوخ ، فكنت اجلس تحتها مجترا ذكراه،واحن اليه ،واشتاق الى حنانه ،وعطفه. اجلس ساعات طوالا ،لاقراء احيانا ،وتتشظىفيه افكاري،احيانا اخرى…ومضت السنون لا تلوي على شيء . كان والدي قد تزوج بامراءة ثانية،رقيقة،عطوفة بعد وفاة والدتي …فانجب منها ولدا ذكرااخا لي،وجرينا ايام الطفولة ولعبنا،وتشاجرنا ،واحتضنا اغصان الصفصاف ،واغصان المشمش واغصان الخوخ،وجلسنا في احضان والدنا ، لناخذ من صدره ايات الحب والحنان والمودة واحترام الاخرين . كان (عامر)يصغرني بثمان سنوات …وكان والدي اورثنا ارضا واسعة ،يخترقها نهر ،ضفافه مزدانةبمياه رقراقة ،عذبة ،نستسقي منها ،مع حيواتنا ؛ولكن الطمع لا يردع النفوس عن هواها(انا الكبير ،واستحق القسم الاكبر ،من الارض ) فقررت اقتسام الارض بيننا ،وطلبت ذلك منه ،وحنما علم،رفض ذلك بعناد ؛؛فتناولني الغضب ،والحقد عليه وصممت على ان استوذ على القسم الاكبرمنها،وان اجعل النهر من حصتي؛؛؛ ولا اهتم لاعتراضاته ،فانا الكبير ،وعملت مع والدي فيها ،وعمرتها،وغرست بعض اشجارها ،واحمل على كتفي مهمة رفعة الاسرة ،وكرامتها ،واليد الطولى فيها،واخبرت اخي بذلك .فرد معترضا (اننا اخوان ؛ ولا اوافق ، وكيف يكون النهر في حصتك ؟؟؛؛فنحن شريكان ). ولم يردعني قوله هذا ،وفي يوم ،ذهبت الى صديق بناء،يعرفنا ،وطلبت منه ان يبني سورا ،ويضم النهر الى حصتي ،وقلت له باني ساذهب الى المدينة ،لاشتري مواشي اخرى،واعود ،واجدك قد اقمت جدارا فاصلا ،ولا اريد ان ارى وجه اخي ابدا ؛؛.وذهبت ،وعدت بعد يومين ،فلم جدارامبنيا ،وتطلعت في الارض جيدا،فوجدت جسرا مشيدا فوق النهر ،بيني وبين اخي عامر. وكان اطفال اخي عامر يلعبون مع اطفالي بفرح ،ويتشاطرون السباحة في النهر،ويتقاذفون المحبة بينهم ؛ فرح الاخ الاكبر لهذه الفكره ،ونادى على اخيه ،ليحتضنه فوق الجسر ،وهنا قال لصديقه البناء(لماذا فعلت ذلك ؟؛ فقال الصديق البناء(نحن بحاجة الى جسور،ولسنا الى بناء جدران ،تحول بيننا ،وبين اهلنا ،واحبتنا …