تعد الحرب النفسية من اخطر الحروب، التي يستخدمها الخصم، عندما يلاقي عدو أكثر قوة منه، فيلجا الى استخدام بث الشائعات، التي من خلالها يمكن تفكك تلك القوة، عبر نشر الذعر والقلق النفسي، داخل جنود الخصم، عندها يتمكن الطرف الأخر، من تحقيق مبتغاة.
اليوم يواجه أبناء القوات المسلحة، والحشد الشعبي المبارك، وأبناء العشائر والبيشمركة، اعتي عصابات ظلامية، ووحشية على وجه التاريخ البشري، حيث حققوا الانتصارات، والحقوا الهزيمة بتلك العصابات، وما على الدول التي ترعى “داعش” أن تستخدم الحرب النفسية، داخل المدن لإضعاف معنويات تلك القوى.
استعمل الأشوريين من قبل، أسلوب الصدمة المفاجئة، التي هي الوجه الأخر للشائعة، من خلال استخدام العربات الحربية، مما دفع الأعداء الى التحصين، داخل أسوار المدن، والامتناع عن المواجهة، مما دفع الأشوريين، الى استعمال المقلاع، وأدوات الهدم في الحرب، بعدها أصبح ألمدك ليس للهدم الأسوار فقط، بل تطور ليصبح، وسيلة لمخاطبة الخصوم عن قرب، للتأثير النفسي بهم، عبر الحديث اليومي، وبث الشائعات.
قبل أكثر من نصف عام على وجه التحديد، أطلق رئيس مجلس الوزراء الإصلاح، عبر حزم أولى وثانية، بعدها حصل على التأييد الشرعي والشعبي والقانوني، لكن سرعان ما حصل ذلك، حتى أمست تلك الحزم الإصلاحية، فتنة داخلية، تشضى بعدها الوضع السياسي من الداخل، في خضام الحرب الضروس ضد “داعش” ليفتح الطريق أمام المهزومين، والمتصيدين بالماء العكر، من استغلال تلك الفجوة السياسية، ليدس السم بالعسل، عبر طرق شرعية ورسمية.
ما يحصل الآن، من مظاهرات واعتصام، بالأحرى هي عصيان مدني، ظننا أنها وسيلة، ضغط الشارع على الكتل السياسية؛ لأجراء التغيير الوزاري الذي يسمى (أصلاح)، مكان الاعتصام على بوابات المنطقة الرئاسية، وهناك تحذيرات لاقتحامها، أذا لم ينفذ مشروع الإصلاح، وهذه كلها مؤشرات انقلاب على الحكومة، وهذا ربما يضعف عزيمة أبناء القوات المسلحة، في حربه ضد “داعش” وهذا استهداف من الداخل، لإثارة القلق النفسي، داخل أبناء الشعب والقوات المسلحة، حول مستقبل مجهول، ليضع استفهام أذا اقتحم المعتصمين المنطقة الخضراء، كيف سيكون شكل الدولة المقبلة؟ وما نوع الحكم حين ذلك؟
أن ما يعيشه العراق، من فوضى و وفقدان بوصلة الحكم، و عدم إدراك سياسي، للخطورة الموقف من قبل الدكتور العبادي، أذا أراد رئيس مجلس الوزراء خروج العراق من عنق الزجاجة، عليه فعل آمرين هما
الأول: التغيير الوزاري، وفق رؤية إستراتيجية، وعبر تشكيل للجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء، لتقييم الوزراء، والفاشل تبلغ كتله، أن تستبدله بتكنوقراط، والأمر الثاني: فصل السياسة ورجالها عن الكابينة الوزارية، حتى لا تصبح الوزارة وزارة الحزب (س) و أنشاء مركز أعلى للسياسات الإستراتيجية، وواجبه ساند للحكومة والبرلمان، وهذا يجنب البلاد والعباد، من خوض بحر الشائعات، وخطر الحرب النفسية على العراق.