في ظل الإصلاحات والتغييرات المرتقبة وما رافقها من تصريحات وشعارات مثل ( شلع وقلع ….. الخ ) نخشى ان الذي سيحصل هو ( شلع زرع ) بمعنى ان المسؤول يعفى من هذا المنصب ويوضع في منصب اخر . وهذا ما تؤكده خطوات الإصلاحات التي تتبناها نفس الأحزاب الحاكمة وهي من يحوك غزلها ويدوّر رحاها ، حيث لا يمكن لأي عاقل ان يتصور ان الكابينة الوزارية المرتقبة ستتكون من المستقلين الذين لا علاقة لهم بهذه الأحزاب لا من قريب ولا من بعيد ، لا بل ان ما يُخطَط له هو تنصيب شخصيات من ذات الأحزاب او ان يتم مداورتهم ما ببن الوزارات والهيآت . فكيف لهذه الأحزاب ان تتخلى عما تتمتع به من مناصب لا سيما وأنها تستطيع وبكل يسر ان تتمسك بعذر قوي مفاده انها احزاب سياسية دخلت الانتخابات بشكل ديمقراطي وخرجت منها بهذه الاستحقاقات ولا يستطيع ايٍ كان ان يجبرها على قبول ما يتعارض مع استحقاقاتها تلك ، وحتى الشعب ليس له ان يتراجع مرة ثانية عن رأيه وقناعته التي قالها وكانت سبباً في وجود وخلق هذه الحكومة وهذا البرلمان .. أليس كذلك ؟؟واود ان أقول هنا شيء ….ان الإصلاحات مطلوبة بكل تأكيد لكننا لسنا بحاجة الى الخوض اكثر في موضوعة التكنوقراط وننسى ما هو اهم وأبدى وهو محاربة الفساد . فموضوع التكنوقراط محسوم تقريباً كون الكفاءآت العراقية موجودة في كل الوزارات والمؤسسات ولدينا من أفضل العناصر ومن مختلف التخصصات المشهود لها قدراتها الادارية والقانونية والاقتصادية والعلمية في مختلف المجالات . ان المطلوب هو كيف نحارب الفساد وهذا يكون من خلال تشريع قانون صارم للمفتشين العامين يتضمن احكام الثواب والعقاب بحيث يتم مكافأة كوادر مكاتب المفتشين بنسبة من الأموال المسترجعة وكذلك الأموال التي منع هدرها ويكون احتساب النسبة من خلال آلية منطقية ومعقولة ولا تتجاوز حداً معيناً ، وهذا سيؤدي بمنتسبي مكاتب المفتشين العامين الى العمل الدؤب والبحث بشكل نشبط عن الفاسدين ومتابعة اعمال الوزارات بما ينسجم مع القوانين والقرارات والتعليمات النافذة . وبالمقابل يجب ان يتضمن القانون عقوبات رادعة لمنتسبي مكاتب المفتشين العامين تصل الى السجن المؤبد فيما لو ثبت فسادهم او تواطؤهم مع الفاسدين . فضلاً عن فصل تبعية المفتش العام عن الوزير ويكون المفتش مستقلاً في عمله برتبط لرئيس الوزراء مباشرة او بمجلس النواب مباشرة ليتمكن من انجاز أعماله بما يتفق والمهمة المطلوبة منه . ندعو من الله تعالى ان يمن على هذا الوطن بالأمن والنصر بالرفعة والازدهار .إحتراماتي .
